ويكيليكس بغداد:
كشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة الإسرائيلية مع سارة زوجة نتنياهو، حول قضايا الفساد المتهمة بها وسوء إدارتها للمال العام، مدى تسلطها على زوجها وتأثيرها الطاغي على مقاليد الأمور في الدولة، إلى جانب استلابها للإفراط في الشرب حتى السكر.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة مساء الثلاثاء، أن أحد الموظفين في المنزل الرسمي لنتنياهو شهد أمام الشرطة بأن سارة تتعمد تصدير تعليمات وأوامر للعاملين في المنزل بخلاف التعليمات التي يصدرها نتنياهو، الذي تتعمد إهانته باستمرار.
ونقلت القناة عن الموظف، ويدعى حاييم، قوله للمحققين إن الأشخاص الذين يدعوهم نتنياهو إلى منزله الرسمي عادة ما يغادرون دون أن تقدم لهم الضيافة بسبب تعليمات سارة.
وفي السياق، نقل موقع “يسرائيل بلاس” الثلاثاء، عن موظفة أخرى قامت سارة بطردها، إن زوجة نتنياهو تتعمد الشرب حتى السكر وحتى تترنح وتفقد الوعي.
وأضافت الموظفة: “البيت الذي تتخذ فيه القرارات المصيرية للدولة غير سوي ولا يوجد مظهر واحد من مظاهر السلوك فيه تعكس تأثرا بقيم فاضلة”.
ومن المفارقة أنه عندما وجه الموقع لهذه الموظفة السؤال حول الحزب الذي تصوت له خلال الانتخابات، قالت إنها وأفراد عائلتها يصوتون لحزب الليكود الذي يقوده نتنياهو وستبقى كذلك.
من ناحيته، شهد إلداد ينيف، الذي عمل مستشارا إعلاميا لنتنياهو في الماضي، أن سارة عندما تكون غاضبة فإنها كانت تقوم بإغلاق الباب في وجهه عندما يعود إلى البيت، لدرجة أنه أمضى ليلة في نزل الحراس في محيط المنزل.
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الثلاثاء عن ينيف، الذي يحاضر حاليا في قسم الإعلام في جامعة حيفا، أن أحدا ليس بوسعه توصيف مدى تسلط سارة على زوجها.
وكان الصحافي بن كاسبيت، نشر تحقيقا حول مظاهر التأثير الطاغي لسارة على نتنياهو وعمق تدخلها في الشأن العام.
وفي التحقيق الذي نشرته صحيفة “معاريف” مؤخرا، قال كاسبيت: “الزوج البائس منح زوجته الحق في معرفة أكثر الأسرار المتعلقة بالأمن القومي”، مشيرا إلى أن عشر عمليات عسكرية واستخبارية ذات تأثير استراتيجي شاركت سارة في النقاش حولها، على الرغم من تبرم قيادات الجيش والاستخبارات الذين شاركوا في هذه النقاشات، على اعتبار أن سارة غير مخولة من ناحية قانونية، ليس فقط بالمشاركة في هذه النقاشات، بل أيضا في الاطلاع على هذه الأسرار.
ويروي كاسبيت أن سارة اقتحمت غرفة الاجتماعات السرية في مقر إقامة نتنياهو الرسمي في القدس المحتلة بينما كان زوجها يعقد لقاء مع رئيس جهاز “الموساد” الأسبق مئير دغان، الذي حضر بغرض إطلاع نتنياهو على نتائج عملية سرية نفذها الموساد.
وأضاف أن دغان توقف عن الحديث عندما دخلت سارة الغرفة، فما كان من نتنياهو إلا أن طلب منه مواصلة الحديث على اعتبار أن سارة كانت على علم مسبق بهذه العملية، منوها إلى أنه عندما أصر دغان على عدم الحديث في وجود سارة، غادرت الغرفة بعدما أغلقت الباب بشكل يعبر عن غضبها.
واتهم كاسبيت عددا كبيرا من المستشارين و”المتفرغين السياسيين” الذين على تماس مع عائلة نتنياهو، بالتستر على السلوك الشاذ لسارة مقابل حصولهم على امتيازات.
واتهم كاسبيت، نتنياهو بشراء صمت المستشارين الذين عملوا معه وتطوعوا بالدفاع عن زوجته، مقابل السماح بإرساء عطاءات لمشاريع للدولة عليهم، بالإضافة إلى غيرها من المزايا.
وأوضح أنه تحدث على مدى 20 عاما مع المئات من الموظفين والمستشارين الذين عملوا مع نتنياهو وعائلته، مشددا على أنه أبلغهم بأنهم “بصمتهم يلعبون دورا في التغطية على أمور فظيعة”.