خلافات المتمردين تبشر باستعادة اليمن لـ”سعادته” المسروقة

آخر تحديث 2016-01-27 00:00:00 - المصدر: ارم نيوز

بعد مرور أكثر من عام على التحالف الظرفي بين الرئيس اليمني المخلوع والمتمردين الحوثيين، الذي تم بموجبه تقويض السلطة الشرعية في اليمن، بدأت الخلافات تدب في جسم الانقلابين، الأمر الذي استبشر بيه اليمنيون، كمؤشر على قرب خلاص بلادهم التي كانت توصف بـ”اليمن السعيد” قبل أن يحول التمرد حياة أهلها إلى شقاء.

  ويقول مختصون في الشأن اليمني “إن المتمردين بدأوا يفقدون الثقة ببعضهم، حيث يعتبر الرئيس المخلوع أن الحوثيين جردوه من معظم أركان قوته، وأصبح شبه محاصر في صنعاء، بينما يعتبر الحوثيون أن صالح يتصيد الفرصة لتقديمهم قرباناً لأي جهة تعيده إلى السلطة أو تحفظ له على الأقل بعض مصالحه”.

 وعلى الطرف الآخر تتقدم القوات الشرعية، المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بخطوات مدروسة على كافة الجبهات الأمر الذي أصبح يشكل ضغطا كبيرا على المتمردين في مراكز سيطرتهم.

ويضيف المختصون أن “قدرة المتمردين على الصمود في ظل الجو المشحون، الذي يتميز بانعدام الثقة بينهم من جهة، والضربات القوية التي يتلقونها من القوات التابعة للرئيس هادي لن تستمر طويلا.. وأن انهيار المتمردين أصبح مسألة وقت”.

واستبشر نشطاء يمنيون بـ”التدهور الحاصل في صفوف المتمردين الأمر الذي تجسد في خسارة مواقع كثيرة، وانشقاقات كبيرة في صفوفهم خلال الأيام الماضية، ما يدل على قرب التحرر من حكم المليشيات”.

ويقول الكاتب اليمني أيمن الفقيه “ما يعيشه اليمن اليوم من اضطهاد وتعسف وتكميم للأفواه واختطافات وتقييد للحريات الإعلامية ومصادرة للحقوق وعدم الثقة واهتزاز للجبهة الداخلية وضياع، مظهر طبيعي من مظاهر حكم ما يسمى بالمتغلب بقوة السلاح، التي أدخلت البلاد في صراع ذابت فيها الهوية الوطنية الجامعة، وأصبحت الإثنيات العرقية والمناطقية أو الطائفية المذهبية والمصالح الضيقة، تتحكم في المشهد”. ويتابع “هذا أصبح ملموسا في كل مناطق اليمن الأمر الذي أدى إلى تفكك المجتمع اليمني المغلوب على أمره بين مطرقة صالح وسندان الحوثي  بين رافض لحكم الميليشيات أو معتقل ومختطف أو مغيب عن المشهد”.

 ويضيف الفقيه “اليوم المشهد يتغير أكثر وينقلب السحر على الساحر فجبهة التمرد مهزوزة وأصبحت أيامهم معدودة، وتراجعوا في كثير من الجبهات والضربات الموجعة لهم من قبل التحالف العربي بدأت تؤتي أكلها والخلاف حول المصالح والأولوية حاد وظاهر عبر التراشق في وسائل الاعلام”.

 وانطلقت شرارة الخلافات الأخيرة بين المتمردين بعد محاولة صالح تقليص نفوذ الحوثيين عن طريق الدعوة إلى اجتماع مجلس النواب وقبول استقالة هادي التي سحبها بعد خروجه من حصار المتمردين، وهو ما يستدعي إلغاء الإعلان الدستوري الحوثي وحل اللجنة الثورية الحوثية، وتعيين يحيى الراعي رئيس مجلس النواب رئيساً لليمن.

واعتبر الحوثيون أن هذه الخطوة تشكل خطرا كبيرا عليهم، باعتبار أن صالح يسعى للحصول على الشرعية من خلال مجلس النواب وحل اللجنة الثورية واستعادة السلطة وبالتالي يمكنه البدء بزحزحة جماعة الحوثي واستعادة النفوذ الذي خسره على يد اللجنة الثورية، لتصدر تحذيرات من أي محاولات للمساس باللجنة الثورية أو حلها واعتبرت ذلك الأمر “خطاً أحمر”.

وحاول صالح إقناع الحوثيين بالمقترح دون جدوى، وحاول إيهامهم أن هذا يؤسس لشرعية خاصة بهم تنافس شرعية هادي، وهو ما يمكن أن يؤسس لطلب وقف الضربات الجوية وتدخل عسكري روسي، لكن الحوثيين أصروا على بقاء اللجنة الثورية ورفضوا رفضاً قاطعاً عودة مجلس النواب.