“نتفلكس”.. وحش إعلامي يتحدى قنوات التلفزة العربية

آخر تحديث 2016-01-28 00:00:00 - المصدر: ارم نيوز

عرضت نتفلكس، الشهر الماضي، مسلسلاً وثائقيًا يدعى “Making an Mureder”، يروي حبس أمريكي خطأ لنحو 16 عاما، وبعد إطلاق سراحه اتهم بجريمة قتل مشكوك في صحتها أرجعته داخل قضبان السجن. الفيلم الوثائقي نتج عنه ردة فعل شعبية عالمية انتهت بعريضة مرفوعة للبيت الأبيض مطالبة الرئيس باراك أوباما نفسه بإطلاق سراح المتهم.

إن دل هذا الخبر على شيء فعلى تشعب خدمة نتلفكس لعرض الأفلام والبرامج وتأثيرها في الرأي العام، الذي بات يتحكم بعض الشيء بالمضمون المعروض وكيفية التأثير فيه سواء برد الفعل أو نسبة المشاهدة، التي تحكّم على الشركة توجيه دفة مضمامينها تجاهه.

“نتفلكس” وهي شركة أمريكية إعلامية متخصصة بخدمة تأجير وعرض الأفلام والمسلسلات، تمتلك حتى الآن 74 مليون مشترك في شتى انحاء العالم، منهم 44 مليون في الولايات المتحدة فقط، حيث يمكن مشاهدتها عبر أجهزة بلاي ستايشن واكس بوكس ووي. كما يمكن متابعتها على أجهزة الكومبيوتر والألواح الرقمية وجهاز التلفاز المتصل بالإنترنت.

الشركة أعلنت عن انطلاقها في السوق العالمية منذ 6 يناير/كانون الثاني 2016، لتصبح متاحةً في كافة الدول العربية، باستثناء سوريا، مقابل بديل مالي يتخطى الـ 10 دولارات بقليل، وهو مبلغ زهيد لقاء المكتبة الإعلامية الضخمة التي تقدمها من أحدث  الإنتاجات الإعلامية وحتى الكلاسيكيات.

ما لا تفصح عنه الشركة هو تفضيلات المشاهدة، إذ تقوم بشراء مئات الأفلام والمسلسلات بل حتى تنتج بعضها دون أن تكشف لمنتجي المضمون الإعلامي نقاط قوتها وضعفها، ما جعلها المسيطر الأول في هذه اللعبة.

لكن انطلاقها في بعض الدول سيفتح عليها أبواب انتقادات كانت على الأرجح تتوقعها، إذ حجبتها قبل أيام دولة اندونيسيا بسبب عرضها أفلام حافلة بالعنف والمشاهد الجنسية.

في نسختها الغربية الحالية، تقسم نتفلكس الأفلام والمسلسلات وفق فئات تتضمن الكوميدي والإثارة والعاطفي والروايات والرعب وحتى الأفلام المتعلقة بالشاذين جنسيا وغيرها.

سياسيتها المفتوحة تجاه المضامين ومراعاة الأهواء المختلفة ستقف عائقا في انتشارها بعض الشيء خصوصا في الدول العربية، وهو ما حدث فعلا إذ أن خدمتها الإماراتية مثلا لا تقدم كل ما تقدمه نسختها الأمريكية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن مشاهد نتفلكس يدخل في حالة إدمان عند متابعة مسلسل ما، وهو على استعداد لقضاء ساعتين على الأقل من المشاهدة المتواصلة التي لا تتخللها إعلانات، بل يمكن أن يوقف الفيلم أينما يشاء ليستكمله لاحقا حيث توقف. تؤمن نتفلكس هذه الخدمة الرائدة من الذاكرة نتيجة نظامها المتطور.

ورغم أن نتفلكس ما زالت في مرحلة الانتشار وشراء الإنتاج بالمليارات، تترقب بريبة وحذر الأوساط الإعلامية العربية التغييرات في سلوك المشاهد، بينما يحضر منتجو المسلسلات العربية أنفسهم للاعب جديد في السوق سيتحكم ببورصة الأسعار.

شهدت العقود الماضية عدم رضا المشاهد بالقنوات المحلية واشتراكه في قنوات الكابل العالمية والإقليمية، الأمر الذي اعتبر تحضيرا نفسياً للمرحلة التي نعيشها اليوم، فهل أطلقت قتوات التلفزة بمسلسلاتها – وهوليود بأفلامها- وحشا لن يتمكن أحد من السيطرة عليه؟، الأيام المقبلة ستجيب عن هذه التساؤلات.