قال مصدر عسكري جزائري، اليوم الجمعة، إنه تم تحويل مهاجرين سريين يحملون الجنسية المغربية، إلى القضاء لمحاكمتهم بتهمة دخول المياه الإقليمية الوطنية بطريقة غير شرعية قادمين إليها من سواحل “ألميريا” الإسبانية على متن مركبة بحرية ترفع راية مدريد.
وأوضح المصدر، أن الموقوفين وعددهم 11 رعية مغربية، يواجهون كذلك تهمة التزوير واستعمال المزور في وثائق هوية، حيث قاموا بتزوير بطاقات ثبوتية و جوازات سفر جزائرية لاظهارها أثناء محاولتهم دخول المياه الإسبانية.
وأبرز المصدر في تأكيده لشبكة إرم الإخبارية، أن الرعايا المغربيين يشكلون فوجاً من “الحراقة” ألقي عليهم القبض بسواحل الغزوات (400 كم غرب العاصمة الجزائرية)، وعثر بحوزتهم على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية.
وتجري المصالح الأمنية الجزائرية، تحقيقات معمقة لتعقب آثار شبكة التهجير التي أشرفت على “المغامرة التي لم يكتب لها النجاح بسبب إجراءات مشددة تفرضها السلطات الإسبانية على المهاجرين السريين من بلدان المغرب العربي”.
وتابع المصدر ذاته، أن قوات خفر السواحل الجزائرية، اكشتفت تنفيذ عملية تزوير خطيرة إثر إخضاعها عناصر فوج المهاجرين السريين، إلى التحقيق الأمني في مقر القوات البحرية بميناء الغزوات التابع إقليمياً لمحافظة تلمسان التي تتقاسم الحدود البرية والبحرية مع المغرب.
وتشك السلطات الرسمية، في وجود شبكة دولية، تعمل على عمليات تزوير بطاقات الهوية وجوازات السفر و بطاقات الإقامة بأوروبا، عبر تمكين رعايا مغربيين من مغادرة بلدهم نحو الضفة الأخرى من المتوسط.
وتأتي الحادثة، بعد أيام قليلة من توقيف الجزائر لقرابة 300 رعية مغربية باتجاه الأراضي الليبية، عبر رحلة جوية قادمة من مطار الدار البيضاء المغربي إلى مطار معيتيقة بطرابلس عبر مطار هواري بومدين الجزائري.
وعلى إثر ذلك، استدعى الوزير الجزائري لشؤون إفريقيا و المغرب العربي، عبد القادر مساهل، إلى مكتبه سفير الرباط عبد الإله بلقزيز بغرض إطلاعه على “مسألة التدفق المكثف وغير العادي لرعايا مغربيين قادمين من الدار البيضاء باتجاه ليبيا عبر الجزائر الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة”.
وطالبت الحكومة الجزائرية، السلطات المغربية، بإبداء حسن النية في “وقف زحف رعايا بدون مبررات أو مسوغات قانونية”، محمّلة إياها، مسؤولية “التأخر” عن أي تنسيق أمني وسياسي يجري حالياً بين بلدان المنطقة لاسيما في الجانب المتعلق بــ”إجراءات ترحيل الرعايا كما هو حاصل بين الجزائر وتونس”.
وفي تداعيات القضية، قررت حكومة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، تعليق رحلاتها الجوية نحو ليبيا إلى أجل غير مسمى، على خلفية تنبيهات تقارير أجهزتها الاستخبارية من وجود مخطط إرهابي يستهدف تجنيد تنظيم “داعش” لرعايا مغربيين في جبهات القتال ومعسكرات التدريب التي يشرف عليها في الأراضي الليبية.