جنيف- قل متحدثون باسم الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة سورية)، في وقت متأخر ليلة أمس السبت، إن “المعارضة، جاءت إلى جنيف، لاختبار نوايا النظام والمجتمع الدولي، وجديته في تنفيذ القرارات الدولية، قبل الخوض في المفاوضات مع النظام”.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية، أدلى بها المتحدثون باسم الهيئة، وهم سالم المسلط، ورياض نعسان آغا، ومنذر ماخوس، عقب وصولوهم لمقر إقامتهم في أحد فنادق مدينة جنيف السويسرية، التي قدموا إليها، مساء أمس للمشاركة في مفاوضات حول الشأن السوري، برعاية أممية.
وقال المسلط “جئنا لاختبار جدية المجتمع الدولي في الأمور الإنسانية، وجريمة روسيا كبيرة في سوريا“، متسائلا “هل هي هذه بوادر حسن نية (يقصد استمرار القصف)”، وشدد على “ضرورة انتهاء الماساة الإنسانية في البلاد، نريد أن نرى الأمور الإنسانية أولاً”.
وأضاف أنه “من المهم رؤية تنفيذ المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2254، وهو ليس للهيئة، وإنما قرار أممي بوقف المأساة الإنسانية، ووقف القتل بالطائرات الروسية للأطفال والنساء”.
وشدد على أنهم يريدون “قبل المفاوضات، على الأقل أن تكون هناك جدية من خلال تطبيق هاتين المادتين، وإنجاح المفاوضات، ولكن نريد رؤية شيء واحد، هو المساعدة في حماية الشعب السوري، وعندها جاهزون لعمل أي شيء”.
من ناحيته، قال نعسان أغا، إن “تواصل الحصار، وقصف المدنيين، بمثابة سوء نوايا، وإفشال للمفاوضات”، مؤكدا أن “إنهاء الحصار، لا يحتاج لوقت طويل، خلال ساعة واحدة بثلاثة أوامر، وتبدأ المفاوضات حول تشكيل هيئة حكم انتقالي، تؤل إليها مقاليد الحكم، وغير ذلك يعتبر لعباً”.
وحول بشار الأسد، أشار أن “مصيره كان واضحاً في بيان الرياض، (لا دور له)، والكل أفاد بتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، وبالتالي تعني نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة، وهدفنا كله إنهاء مرحلة الدولة الأمنية الديكتاتورية المستبدة، وبدء مرحلة تعددية ديمقراطية تسع الجميع، وإنهاء احتكار السلطة، وهو أهم شيء”.
واعتبر أن المفاوضات “بداية جديدة، لأن ما فات مات، والذي بقي أن الجولة الماضية انتهت لفشل، واعتذر (المبعوث الأممي السابق لسوريا الأخضر) الإبراهيمي عن مهتمته، الآن نبدأ صفحة جديدة مع الإرداة الدولية الجديدة، لنؤكد بحثنا عن السلام، والحل السياسي في البلاد”.
وشدد بالقول “إذا كان سيقصفنا النظام، فعلى ماذا نستمر، وليست هناك مدة زمنية محددة، ولا نتخلى عن الفصائل أبدا، ومتمسكون بها، ونحن معهم على صعيد واحد، ودعونا نتفاءل، فقضية الإرهاب دولية، ولدينا قضية الثورة السورية”.
كما لفت أنهم “قادمون، وسيعطون مهلة للجميع، ودعونا نتفاءل، والمفاوضات بحاجة لصبر وعناية، رغم أن هناك بوادر سوء نية، ونقول لروسيا أين المصداقية الدولية فيما تدعون، وهي عضو في مجلس الأمن، وموقعة على قراره”.
وأكد أن “المواقف الدولية الداعمة مطمئنة، ويقولون بأنهم يسعون بكل الدعم وراءهم، ونأمل بأن (المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا) دي مستورا، يقنع الطرف الآخر بموضوع مكافحة الإرهاب الذي يريده أولوية، بل لحل قضية سوريا، وداعش قضية دولية”.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن “المفاوضات ربما ليست هي نهاية التاريخ، في حال لم تنجح”.
أما منذر ما خوس، فقد أشار أنه “وصل 24 شخص من الوفد التفاوضي ومن الهيئة العليا، حيث الشعور مختلط، فيه إيجابيات وسلبيات، ونأمل بالوصول للحل السياسي، بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وأهمها جنيف1، لجهة تشكيل هيئة حكم انتقالية”.
وأوضح بالقول “هناك محاولات حثيثة من المجتمع الدولي، وكل الدول الراعية، لتطبيق القرار 2245، وخاصة المادتين 12 و13، المتعلقتين بإنهاء الحصار عن المدن والبلدات، والسماح بنقل المساعدات، والتوقف عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وخاصة على التجمعات المدنية، واطلاق سراح المعتقلين، ونحن جئنا هنا لاختبار نوايا النظام في تطبيق القرارات، وليست شروط مسبقة”.
وأفاد أن “لديهم وعوداً، وليس ضمانات من، دي مستورا، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة، ووزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، ودول صديقة وشقيقة، وكلهم يصرون على المطالب المحقة”.
كما بيّن أن “النظام يحاول بمساعدة روسيا، تغيير موازين القوى، وتحسين شروطه على الأرض، وهو لن يؤدي لتنازلات أساسية، ربما تكون مرونة ثانوية، لكن الأساسيات لا تنازل عنها”، على حد تعبيره.