بغداد/المسلىة: قال السياسي العراقي الداعم للإرهاب، والهارب من وجه العدالة في بلاده، طارق الهاشمي، إن سنّة العراق غاضبون على دول الخليج لا سيما السعودية، مؤكدا على ما قاله السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، الأسبوع الماضي، من أنّ سنة العراق اسمعوه عتبا بان السعودية "تركتهم وحيدين".
الهاشمي وجد في هذه الادعاء فرصة للترويج لحيادية السعودية المزعومة، وعدم دعمها لأطراف سياسية وجماعات مسلحة، في خداع واضح لا ينطلي على المتابعين للشأن العراقي وتدخل السعودية السافر فيه.
واعتاد الهاشمي على تبني الخطاب الطائفي، وعزف أسطوانة مظلومية (السُنّة)، داعيا الى قلب كلّ الموازين وإعادة الأمور إلى ما قبل التاسع من نيسان 2003، وإعادة الحكم إلى "السُنّة" في العراق لكونهم "الأكثرية" كما يزعم.
وخاطب الهاشمي السفير السعودي قائلا: الغضب في محله وله مسوغاته، وهو تحصيل حاصل لموقف عام لم يكن مناسبًا، في تصورنا.
ووفق ذلك، فان الهاشمي لم يكتف بما قدمته السعودية من دعم لأحزاب سياسية وجماعات مسلحة، بل كان يأمل في اكثر من ذلك وهو تدخل مسلح في الشأن الداخلي العراقي.
وقال الهاشمي "أغلب العرب فضلوا الجلوس على التل ومراقبة المشهد المحزن".
واعترف الهاشمي بانه طلب من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في لقاء معه بقصر الجنادرية في نيسان 2010، المساعدة في ردع الآخرين ومنعهم من التدخل.
وعلى دأبه المعروف بيّض الهاشمي صفحة السعودية في العراق، فقال انها "سبّاقة لإغاثة العراقيين منذ الأيام الأولى للغزو".
مقال الهاشمي الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، جاء بعدما طالب الهاشمي الأسبوع الماضي، الدول الخليجية لاسيما السعودية الى "نصرة أهل السنة في العراق"، بعد أحداث المقدادية، مشيرا في تدوينة له على صفحته التفاعلية في "فيسبوك"، الى ان "التحرك العاجل واجب"، في دعوة مريبة لإشاعة الفوضى في العراق على طريقة دعم الجماعات المسلحة في سوريا من قبل دول الخليج وتركيا والذي أدى الى تشريد اكثر من مليون سوري، وخراب المدن، وتغلغل التنظيمات الإرهابية في ذلك البلد من دون ان تحقق تلك الدول مكسبا لها يعوض خسائرها المادية الكبير جراء دعمها للجماعات المسلحة على طريق تفكيك الدول "الكبيرة" من حولها وتحويلها الى كانتونات طائفية تأتمر بأوامرها.
وكان الهاشمي قد دعا في وقت سابق، دول مجلس التعاون الخليجي، الى الحفاظ على "أمن العراق ووحدته وسلامة أراضيه"، في إشارة إلى الدعوة لتدخل العسكري في العراق، على غرار ما يحدث في سوريا واليمن.
والأدلة على الدعم السعودي لجهات سياسية عراقية ومنها الهاشمي، لم يعد مخفيا، ففي 2012، قال النائب -في وقتها- حسن العلوي إن احد الأسباب التي دفعته للانسحاب من القائمة العراقية هو ما جرى من كلام تفوه به الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه طارق الهاشمي.
ويقول العلوي في الحوار: بعد دعوة طارق الهاشمي للسعودية ذهبت معه برفقة أعضاء آخرين في القائمة العراقية وعند استقبالنا تقدم الملك السعودي نحو الهاشمي مباشرة فسلم عليه وهو يقول له: مليارين ونص اعطيتك ومازال الشيعة في الحكم وكذلك خلال مدة سيصلك مبلغ آخر (مليارين ونص).
ثم أعاد الملك هذه العبارة مرة أخرى. ويضيف العلوي: ابتسم طارق الهاشمي حينها وقال للملك السعودي: إن من الأخوة معي في الوفد هم من الشيعة، في تنبيه إلى الملك السعودي بعدم التحدث حول الموضوع.
وكانت محكمة الجنايات المركزية في بغداد أصدرت في التاسع من أيلول 2011 حكمي إعدام بحق الهاشمي، بتهمة التحريض على قتل المحامية سهاد العبيدي والعميد طالب بلاسم وزوجته سهام إسماعيل، بعد أن تولت المحكمة التحقيق في 150 قضية تشمل الهاشمي وحراسه الشخصيين.
وأصدرت المحكمة في تشرين الثاني 2012 حكما غيابيا رابعا بالإعدام على الهاشمي بتهمة محاولة تفجير سيارة مفخخة ضد زوار العتبات المقدسة، جنوب بغداد في 2011.
وفي 16 من شباط 2012، كشفت التحقيقات عن تورط حماية الهاشمي بتنفيذ 150 عملية مسلحة، من بينها تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وإطلاق صواريخ، واستهداف زوار عراقيين وإيرانيين وضباط كبار وأعضاء في مجلس النواب.