أنهى الخلاف الداخلي، الذي يضرب تنظيم الإخوان في مصر، هدنة مؤقتة، أعقبت مبادرة أطلقها المرجع الروحي للجماعة، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، لتبدأ مرحلة جديدة من الصدام، بطلها هذه المرة الرئيس الأسبق محمد مرسي.
الخلاف الذي قسّم قيادة الجماعة ومن ورائها أعضاء التنظيم، جاء هذه المرة بسبب ما إعتبرته مجموعة من الجماعة ” تفرد فصيل برأيه، وإعتبار نفسه المعبر الوحيد عنه، راغبًا من الجميع الإصطفاف خلف رؤيته دون قيد أو شرط”.
البداية جاءت بإعلان 15 قياديًا من مؤسسي ما يُعرف بـ«المجلس الثوري»، وهو الكيان الذي تتحرك الجماعة من خلاله على المستوى الخارجي، بإعتباره يقود ثورة في الداخل المصري لإعادة محمد مرسي إلى سدة الحكم، من خلال لقاءات يجريها عدد من أعضائه بمنظمات وجمعيات ومسؤولين أوروبيين وغربيين.
المجموعة أعلنت في بيان رسمي، إستقالتها من المجلس المزعوم، بسبب ” تغييرات في خطاب قيادة المجلس، وإبتعادها عن الأهداف التي تأسس من أجلها”، رافضين ما تواتر مؤخرًا من أحاديث وبيانات صادرة عن بعض قيادات المجلس ذات توجه أحادي إقصائي بعيدًا عن آليات العمل الجماعي، بحسب البيان.
وفي الأثناء تصاعدت حدة التلاسن بين الأطراف داخل التنظيم، بإلقاء كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر، ما دفع المستقلين لإصدار بيان ثانٍ ذكروا فيه أن ” الاستقالة لم تأت من فراغ، بل إن مجموعة من قيادة المجلس لا يعملون بمقتضی وثيقة التأسيس، مقدمين أنفسهم كمعبر وحيد عن الجميع ومدعين أن رؤيتهم هي فقط الصحيحة، طالبين من الجميع الإصطفاف خلفهم وفقًا لهذه الرؤية دون قيد أو شرط”.
بينما لم تبتعد البيانات المتواترة عن كون مجموعة معيّنة تتفرد بزمام القيادة، علمت شبكة ” إرم الإخبارية” أن ثمة رواسب عديدة دفعت بالمجموعة التي يتزعمها وزير التعاون الدولي في عهد مرسي، الدكتور عمرو دراج، إلى الإستقالة وتصعيد الموقف، يأتي على رأسها الخلاف الناشب حول إمكانية التمسك بعودة محمد مرسي، أم التضحية بتلك النقطة في إطار ما يُمكن أن يكون جاريًا من مفاوضات أو مراجعات داخل الجماعة، أو ما يعتبرونها معركة الصمود أمام النظام الحاكم.
وكان خلاف قد تصاعد مؤخرًا داخل الإخوان، على خلفية إصدار المكتب الذي يتخذ من لندن مقرًا له، قرارًا بإقالة محمد منتصر من مهمته كمتحدث إعلامي، وتعيين الدكتور طلعت فهمي خلفًا له، في أعقاب تزايد دعوات لشباب الإخوان في مصر والمقيمين بالخارج لإقالة الأمين العام محمود حسين، والذي يقود فريق ” الحرس القديم”، الذي يحاول الشباب إنتزاع قيادة التنظيم من سيطرته.
وطالب الشباب بإجراء إنتخابات جديدة على مكتب الإرشاد، ومجموعة من هيئات الجماعة بالخارج والداخل، تتضمن مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة ورابطة الإخوان بالخارج، التابعة للتنظيم الدولي، بالإضافة إلى مكتب الإخوان المصريين بالخارج.
ثم جاءت مبادرة الشيخ القرضاوي، فهدأت الأمر نسيبًا خاصة أن الجماعة إعتبرتها جيدة للخروج من الأزمة، مشددة على أنها ستمضي قدماً في العمل على إجراء انتخابات جديدة شاملة لجميع المستويات والقيادات كافة ، وفق لائحة تلبي طموحات الصف في وقت لا يتجاوز الأربعة أشهر.