احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته السابعة والأربعين، برواية “أبحث عن أبي”، للكاتب اللبناني الكبير محمد الطعان، حيث تمت ترجمتها من اللغة الفرنسية إلى العربية، من خلال خليل أحمد خليل، أستاذ في الجامعة اللبنانية، في ندوة أقيمت بالمقهى الثقافي، وشارك فيها كل من الشاعر محمد أبوالليف، والناقد الدكتور عمرو العدل.
الدكتور محمد الطعان، من مواليد عام 1941 في لبنان، ودرس في فرنسا، في فرع الطب، وبعد الحصول علی الشهادة، أصدر روايته الأولى بعنوان “فول سوداني” عام 1997، لتتوالى بعد ذلك رواياته، والتي رُشح بعضها لعدة جوائز أدبية فرنسية، منها رواية “ما باحت به سارة ” عام 1999، و”الخواجة” عام 2002، التي نالت جائزة “ماديس” بباريس، في نفس عام صدورها، ثم رواية “صيف الجراح” عام 2004، و”سيد بغداد” عام 2008، و”بهمان” عام 2010.
والتقت شبكة إرم الإخبارية، بالروائي الكبير “الطعان”، أثناء تواجده في القاهرة، لحضور المعرض الدولي للكتاب،وكان لنا معه الحوار التالي:
- كيف انتقلت من مهنة الطب إلى الكتابة؟
أنا لم أستقر في باريس، حيث أتنقل بشكل دوري بين ثلاث قارات، وأعيش فترات زمنية مختلفة في ثلاث دول، هي لبنان ونيجيريا وفرنسا، وأعتبر أن تلك الدول تشبه مثلث برمودا الرهيب، فالأمر معقد في الكتابة ومزاولة الطب كطبيب جراح في أحد المستشفيات الباريسية، لذلك قررت ترك الطب، والتفرغ الكامل للكتابة، وكان قراري في رمضان الماضي، أي من أشهر قليلة.
- هل تعتبر نفسك من الكتاب الفرانكفونيين مثل الجزائرية آسيا جبار والمغربي الطاهر وطار؟
لم يخطر ببالي يوماً أن أكون روائياً، وأن أمتلك هذا العدد من الروايات، ولكني طوال سنوات عمري وأنا أحب فن السينما، لدرجة أنني في مطلع الثمانينات عندما جئت إلى بيروت، كنت أكتب بصورة مبهمة وغير واضحة، وكانت روايتي “أبحث عن أبي” في الأصل سيناريو لعمل سينمائي، ثم أعجب به المخرج التونسي الكبير فريد بوغدير، وقال لي حرفياً إنني أمتلك الموهبة، فلماذا لا أكتب الرواية؟ ومن هنا كانت البداية.
- حدثنا عن روايتك “أبحث عن أبي”؟
الرواية تم اختيارها كوثيقة للتدريس في المدارس اللبنانية الثانوية، من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، وهي تؤرخ لكيفية هجرة أجدادنا إلى أربع زوايا الكرة الأرضية تحت وطأة الوضع الاقتصادي المتأزم بلبنان، بداية من عام 1916.
- كيف ترى اتجاه الكثير من الأطباء إلى الكتابة مثل يوسف إدريس والشاعر إبراهيم ناجي والأديب الروسي مكسيم جوركي؟
الأطباء المبدعون دائماً ما يكون لديهم إصرار على الخوض في التفاصيل، فهم لا يكتفون بالتشريح الفعلي لجسم الإنسان، بل يسعون إلى تشريح النفس البشرية، ودواخلها.
- ماذا عن مشاكل ترجمة الروايات التي يواجهها الكتاب العرب الفرانكفونيين؟
لم أشعر كثيراً بهذه المشكلة، لأن لغتي الفرنسية سهلة وبسيطة، ويستطيع المترجم نقلها بسهولة إلى العربية، وكثيراً ما أعترف أنني لست روائياً بالمعنى التقليدي للكلمة، بل أنا روائي وحكاء بامتياز.
- ما مشروعاتك الجديدة؟
أريد أن أكتب عن الإسلام المتسامح المتقبل للآخر، والذي يهتم بالإنسان في المقام الأول، بغض النظر عن أفكاره، فالإسلام دين رحب واسع، فحينما كتبت عن “سيدنا الحسين” في روايتي “سيد بغداد” تناولت القيمة الإنسانية الكونية، في شخصية “سيدنا الحسين” حينما يقول لمعاوية: “مثلي لا يبايع مثلك”، هنا تكمن عظمة الإسلام، والانحياز لكل ما هو إنساني.