أفادت تقارير إعلامية تركية، أن مسؤولين أتراكًا وإسرائيليين بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإعادة تطبيع العلاقات بين الجانبَين، بعد أعوام من القطيعة والتوتر السياسي.
وذكرت إحدى الصحف التركية، أن مسؤولين من البلدين، سيجتمعون اليوم الأربعاء، في سويسرا في إطار تلك الجهود، وأن اتفاقية بين الجانبَين على وشك الاكتمال.
ويترأس الجانب الإسرائيلي في المفاوضات مبعوث رئيس الوزراء الخاص بتركيا، يوسف تشيخانوفير، في حين يقود المفاوضات من الجانب التركي، نائب وزير الخارجية، فريدون سينيرلي أوغلو، والذي كان يشغل منصب السفير التركي لدى تل أبيب بين أعوام 2002-2007، وكان مسؤولاً عن المفاوضات بين الجانبَين حول تداعيات أزمة سفينة “مرمرة الزرقاء”.
وشهد يوم أمس الثلاثاء، توافد شخصيات يهودية أمريكية بارزة؛ بينها مالكوم هوين لين، المعروف بقربه من رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة التركية أنقرة، للقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة، أحمد داوود أوغلو.
وكانت بداية التقارب بين تركيا وإسرائيل قد بدأت بعد تعيين تركيا منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، سفيراً جديداً لدى الكيان الإسرائيلي، بعد قطيعة دبلوماسية امتدت حوالي خمسة أعوام، إذ انخفض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السكرتير الثاني، منذ أيلول/سبتمبر 2011.
وشهدت العلاقات بين الجانبَين استقراراً ملحوظاً بعد المفاوضات التي أجريت في سويسرا، خلال الشهور الأخيرة، إذ وافقت إسرائيل على تقديم الاعتذار ودفع تعويضات بقيمة 20 مليون دولار لمتضرري حادثة أسطول الحرية.
وفي حال تنفيذ شروط الاتفاق، من المنتظر أن تستورد تركيا الغاز الطبيعي من الكيان الإسرائيلي، الذي يُقدر احتياطيه بتريليون متر مكعب.
وعلى الرغم من أن رفع الحصار عن غزة، هو أحد الشروط الثلاثة التي وضعها أردوغان لعودة العلاقات، إلا أنه من غير المرجح أن ترفع تل أبيب حصارها عن غزة، في ظل تشديدها على أن هذه السياسة “ضرورية لأمنها ضد حركة حماس”.
وشكل الجانبان في السابق، تحالفاً قوياً لكن العلاقات بينهما تردت بشكل كبير، بعد الغارة الإسرائيلية على سفينة “مرمرة ” التي كانت متجهة لفك الحصار عن قطاع غزة عام 2010، سقط فيها تسعة ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة، ما أثار غضب أردوغان الذي أعلن منتصف أيلول/سبتمبر 2011 تجميد العلاقات العسكرية والتجارية مع تل أبيب.
ويرى محللون أن الماكينة الدبلوماسية التركية نشطت في الآونة الأخيرة، لإعادة العلاقات مع تل أبيب، بهدف الحد من الأضرار الناجمة عن خصومات تركيا مع دول الجوار، التي أحدثت انعطافاً في الخطاب التركي الرسمي إزاء كيان إسرائيل.