تل أبيب تضع شرطًا جديدة لإعادة العلاقات مع أنقرة: الضغط على حماس لإعادة جثثي الجنديين اللذين اختفيا خلال عدوان صيف 2014 بغزّة

آخر تحديث 2016-02-12 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

بات واضحًا وجليًّا أنّ الحكومة الإسرائيليّة، وبعد أنْ قامت بتحسين علاقاتها مع كلٍّ من اليونان وقبرص، بات واضحًا أنّها باشرت بعملية ابتزاز الحكومة التركيّة من أجل إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.

 إسرائيل، ومن خلال التسريبات الرسميّة لوسائل الإعلام المُتطوعّة لصالح ما يُطلق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ، شعرت بأنّ وضع تركيّا بعد سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش العربيّ السوريّ، وبعد أنْ أصبحت روسيا لاعبًا مركزيًا في منطقة الشرق الأوسط على وقع أفول نجم الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، شعرت إسرائيل، بأنّ الفرصة أمست سانحة للانقضاض على تركيّا ووضع الشروط الجديدة لتطبيع العلاقات التي شهدت توترًا منذ أنْ قامت البحريّة الإسرائيليّة في الـ31 من شهر أيّار (مايو) من العام 2010 بمهاجمة السفينة التركيّة “مافي مرمرة” في المياه الإقليميّة، الأمر الذي أدّى لاستشهاد تسعة أتراك كانوا على متن السفينة المًتجهة لقطاع غزّة لكسر الحصار، وإصابة العشرات بجراح مُتفاوتةٍ. وفي ظلّ تقهقر الدور التركيّ في المنطقة، طالب وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، بأنْ يشمل أي اتفاق مصالحة مع تركيا ضمان الأخيرة إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين اللذين اختفيا في الحرب على قطاع غزة عام 2014، وهو مطلب لم تطرحه الدولة العبريّة من ذي قبل.

وبحسب مسؤول إسرائيلي وُصف بأنّه رفيع المستوى، تحدث إلى صحيفة “هآرتس″، أكّد يعلون الطلب خلال مناقشات داخليّة أجريت مؤخرًا في تل أبيب، تناولت الاتصالات الجارية مع الأتراك للتوصل إلى اتفاق مصالحة بين الجانبين، على خلفية تردّي العلاقات في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على قافلة فك الحصار عن قطاع غزة، عام 2010.

ولفتت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المسؤول الإسرائيليّ الرفيع المطّلع على تفاصيل المناقشات، إلى أنّ يعلون هو الوزير الوحيد الذي عبّر عن شكوكه حول إمكان المصالحة مع تركيا. وقد ساهم موقفه المتشدد في تردّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في التوقيع على اتفاق المصالحة، على حدّ تعبير المسؤول، الذي أضاف قائلاً لـ”هآرتس″ إنّ الوزير يعلون هو الذي أثار شرط إسرائيل طرد القائد العسكريّ لحركة حماس، صلاح العاروري، من الأراضي التركيّة، الذي يُدير من إسطنبول خلايا “إرهابية” تابعة لحركة (حماس) في الضفة الغربية، بحسب تعبيره.

ونقلاً عن المصدر عينه، أصرّ يعلون، خلال مناقشة اتفاق المصالحة مع الأتراك، على وجوب أنْ تُمارس أنقرة ضغوطًا على “حماس″ كي توقف أنشطتها العسكرية ضد إسرائيل، كجزء من أيّ اتفاق مع تركيا، بل إنّه خلال المناقشات الداخلية عارض استجابة إسرائيل للطلب التركيّ بتخفيف الحصار عن قطاع غزة وتمكين تركيا من الوصول المباشر إلى غزة عبر البحر، رابطًا بين تخفيف الحصار وعودة جثتي الجنديين الإسرائيليين المفقودين هناك، وهما الضابط هدار غولدين والجنديّ شاؤول أورون.

ولفتت الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّ يعلون كان قد أعرب عن تحفظاته علنًا، خلال زيارته لليونان قبل أسبوعين، في الوقت الذي كانت فيه محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا جارية بالفعل. وخلال مؤتمر صحافي عقده في أثينا مع نظيره اليوناني، وصف يعلون تركيا بأنّها جهة مؤيدة للإرهاب وتشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، مشيراً إلى أنّ الدولة الإسلامية تستفيد من المال التركي نتيجة شراء النفط لمدة طويلة، وآمل أن يتوقف ذلك، بحسب توصيفه. كذلك وصف يعلون تركيا بأنها دولة تستضيف الإرهاب الخارجيّ لحركة حماس في إسطنبول. وخلُص الوزير الإسرائيليّ إلى القول إنْ كانت تركيّا مُستعدّة لتجديد العلاقات معنا، فربمّا ستكون قادرة على أنْ تكون جزءً من الأنشطة الإقليمية ضّد الإرهاب، عوضًا ن مساعدته، على حدّ قوله. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ اجتماعًا عُقد أوّل من أمس، الأربعاء، في مدينة جنيف السويسرية، للتفاوض حول مصير تطبيع العلاقات بين البلدين.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إنه تمّ بحث القضيتين العالقتين في المفاوضات، وهما اشتراط تركيا كسر الحصار عن قطاع غزة، ومطالب إسرائيل بإنهاء تواجد قيادات حركة حماس في تركيا، بحسب ما نقلت مواقع تركية. وأضافت أنّ المشاركين في المفاوضات من الجانب الإسرائيلي هم يوسف تشيخانوفير ممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونائب مستشار الأمن القومي يعقوب ناجل، ومن الطرف التركي مستشار وزير الخارجية التركي فيردون سينيرلي أوغلو. ولم تنف أوْ تؤكد الخارجية التركية صحة المعلومات الذي تتحدث عن استئناف الحوار بين الطرفين.

وبحسب مصدر مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، قالت (هآرتس)، فإنّ هناك شرطين كانا السبب في تأخير الاتفاق، وهو رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح للسفن التركية بالوصول إلى قطاع غزة الأمر الذي ترفضه السلطات الإسرائيلية. وأشار المصدر إلى أنّ إسرائيل طلبت من الحكومة التركية طرد المسؤول في حركة حماس صالح العاروري من تركيا، ووقف نشاط حركة حماس في إسطنبول. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين أنّ بلاده تسعى إلى تحسين علاقاتها مع جميع دول الجوار، ومن بينها تركيا، مبينًا أنّ على البلدين بذل جهود إيجابيّة من أجل تطبيع العلاقات، كما قال.