ملك البحرين لبوتين: "النصر حليفك"

آخر تحديث 2016-02-13 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين

"النصر حليفك بوتين"... كلمة قالها ملك مملكة البحرين عند زيارته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء إهدائه سيفاً شامي الصنع، وفي هذا إشارة واضحة للإعلام العربي والغربي ولمجلس التعاون الخليجي بأن المملكة البحرينية تبارك التعاون المبرم بين التحالف السوري الروسي والإيراني في الحرب ضد إرهاب داعش والنصرة وأوكار الاٍرهاب في الأراضي الشامية. وبعدها مباشرة صرح وزير الخارجية البحريني بما معناه "إننا مع التحالف" إشارة إلى تأييده للقصف الروسي في سوريا على أوكار تنظيم القاعدة، المعروفة لدى الاعلام العالمي بتنظيم داعش الإرهابي.  عندما قرر الرئيس بوتين المشاركة في محاربة الإرهاب في سوريا، لم يأتِ بقراره دون دراسة أوتخطيط، ولم يكن تخطيطه انفرادياً، إنما استند إلى قرارات أممية صادرة من الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب. ولكن الملفت للنظر تلك الإنقسامات بين دول مجلس التعاون بعد إعلان المملكة العربية السعودية "عاصفة الحزم" في اليمن، ومن بعدها "عاصفة الأمل"، وما ترتب عليها من شحن طآئفي. والذي يؤكد تلك الانقسامات قيام الإمارات باستئجارها جزيرة في اليمن لمدة ٩٩ عاماً من الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تستعيد الإمارات جزرها المحتلة ؟ وكذلك بتغطية إعلامية كبيرة جداً، صرحت دولة الإمارات بإفتتاح معرض للسيارات للتصنيع الإيراني في دبي. بالاضافة إلى زيارة ملك البحرين للرئيس بوتين. وذلك إن دلّ على شيء، "فهو يدل على تخبط دول مجلس التعاون في قراراتهم العسكرية والسياسيه، فالقرارات كلها بروتوكولية، لا تخدم أحداً، وهذا دليل ومع الأسف على عدم خبرة دول التعاون الخليجي في المجال السياسي والعسكري، وإنما يتم الإعتماد على الولايات المتحدة الأميركية بالتخطيط، وهي بالتالي تعتمد في تخطيطها لهم على مصلحتها بما يمكنها من إستغلال أموالهم وثرواتهم النفطية". لذلك كانت النتيجة "الفشل الذريع في اليمن، والسقوط في مستنقع الحرب التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، والكل فيها خسران، حتى أنصار الله أو قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو جماعة الرئيس المستقيل هادي" . تلك الحرب ماهي إلا حرب إعلامية طائفية بين أبناء الخليج، وبين شرائح الشعب  اليمني .وهذا شيء مؤسف لما ترتب عليها من تفرقة وتشرذم عربي. فتجربة اليمن تجربة قاسية جداً، ليس على اليمنيين فقط، وإنما على الشعوب العربية بكاملها، فهي أنتجت ليتقاتل العرب، ويعمّ العدوان فيما بينهم، وضياع مجتمعاتهم.  واليوم يترجم هذا الانقسام عملياً... فكل بلد من بلدان التعاون الخليجي لها منهجها الخاص، وعلاقاتها الخاصة مع الدول الأخرى، بحيث لا يمكن للمنطق أن يستوعب هذا التذبذب والتناقض في سلوكها مع الدول الأخرى، "كالصفقات التجارية القائمة بين الإمارات وإيران  مثلاً"، وزيارة الملك البحريني لبوتين، بالاضافة إلى زيارة أحد الوزارء الإسرائيلين لأحد دول المنطقة تطبيقاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني. وما ذاك كله إلا نتيجة للتخبط في القرارات وفي الرؤى، والضحية هم الشعوب العربية، التي لم يورثوها إلا الانقسامات والاقتتال المذهبي والطائفي. مما كل ما ذكر سابقاً، نجد أن هذه الأنظمة العربية هي السبب المباشر في تفرقة وتشرذم الأمة العربية، والتسبب بفقرها وجهلها وتراجعها. ومع أن هناك مواثيق ومعاهدات دولية تقضي بعدم السماح للتدخل في شؤون أية دولة أخرى أو الإعتداء عليها، وكان تصريح الإمارات في منتهى الذكاء عندما قالت "نحن لا ندخل في حلف مع سوريا إلا إذا قاد هذا الحلف الإدارة الأميركية"، ففي ذلك تهرب من خوض حرب مع بلد شقيق. وكذلك الأمر فإن القانون والدستور الكويتي لا يخوّل التدخل في شؤون الدول الأخرى أيضاً. لذلك وجب على كل الأنظمة العربية والإسلامية مراجعة نفسها قبل فوات الأوان، وقبل أن تصل الأمور إلى أبعد مما وصلت إليه من التشرذم والتفرقة والاقتتال والتقسيم لدول المنطقة، وتقوية الكيان الصهيوني على حساب انقساماتنا.