واشنطن العاجزة تندد بتصاعد التوتر في شمال سوريا وتدعو الى التهدئة بين انقرة وموسكو

آخر تحديث 2016-02-16 00:00:00 - المصدر: القدس العربي

واشنطن-(أ ف ب) : بعد ان وجدت نفسها عاجزة عن وقف التصعيد المتسارع للحرب في شمال سوريا، نددت الولايات المتحدة بالغارات الجوية، الروسية على الارجح، التي اصابت مستشفيات واوقعت نحو خمسين قتيلا بحسب الامم المتحدة.

وتراهن واشنطن منذ نهاية العام الماضي على الحل السياسي في سوريا، وكانت اخر محطات هذه المساعي ما تم التوصل اليه الخميس الماضي في ميونيخ بين القوى الكبرى، وتضمن دعوة “لوقف الاعمال العدائية” خلال اسبوع، وضمان ادخال المساعدات الانسانية الى البلدات السورية المحاصرة.

الا ان التصعيد الاخير للوضع في شمال سوريا وتبادل الاتهامات بين روسيا وتركيا يجعل من الصعب التوصل الى وقف لاطلاق النار خلال ايام كما ينص عليه اتفاق ميونيخ الذي توصلت اليه المجموعة الدولية لدعم سوريا ليلة 11 و12 من شباط الحالي.

والاثنين اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد انه “من الصعب” ارساء وقف لاطلاق النار في سوريا خلال اسبوع كما اقترحت الدول الكبرى.

وقال الاسد بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “حتى الآن هم يقولون أنهم يريدون وقف إطلاق نار خلال أسبوع، حسناً، من هو القادر على تجميع كل هذه الشروط أو المتطلبات خلال أسبوع؟ لا أحد. من سيتحدث مع الإرهابيين؟ في حال رفضت منظمة إرهابية وقف إطلاق النار من سيحاسبها؟… من سيقصفها كما يقولون… إذا أرادوا قصفها أين تتوضع؟… أين تتواجد؟… من الناحية العملية كل هذا الكلام كلام صعب”.

ودانت الامم المتحدة الاثنين اطلاق صواريخ “قتلت نحو خمسين مدنيا بينهم اطفال واوقعت العديد من الجرحى” في خمس مستشفيات ومؤسسات طبية “على الاقل” بينها واحدة تتلقى دعما من منظمة اطباء بلا حدود، اضافة الى مدرستين في حلب وادلب.

وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب”الخروقات الفاضحة للقانون الدولي”، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق.

واللهجة لم تكن اقل حدة من قبل وزارة الخارجية الاميركية التي دانت “الضربات الجوية التي جرت في حلب وحولها واستهدفت مواقع مدنية بريئة خصوصا مستشفى تديره منظمة اطباء بلا حدود ومستشفى للنساء والاطفال في مدينة اعزاز″.

وندد المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي بشدة ب”وحشية نظام الاسد” مشككا ب”رغبة او قدرة روسيا في المساعدة على وقفه”.

واعرب كيربي عن استياء واشنطن الشديد “لكون نظام الاسد وداعميه يواصلون هذه الهجمات من دون سبب وعلى حساب التزاماتهم الدولية التي يفترض ان تحمي المدنيين الابرياء، ما يتنافى مع الدعوات التي صدرت بالاجماع″ من المجموعة الدولية لدعم سوريا التي خلصت الخميس في ميونيخ الى اتفاق على وقف “الاعمال العدائية” وايصال المساعدات الانسانية.

وخلص المتحدث الاميركي الى القول “نجدد دعوتنا جميع الاطراف الى وقف الهجمات على المدنيين واتخاذ تدابير فورية لايصال المساعدات الانسانية ووقف الاعمال العدائية، وهي امور الشعب السوري في امس الحاجة اليها”.

كما دانت فرنسا “باشد العبارات” القصف، وقالت على لسان وزير خارجيتها جان-مارك ايرولت ان “قصفا جديدا متعمدا” استهدف “في هجومين منفصلين الهدف نفسه” اي المستشفى الذي يتلقى دعما من منظمة اطباء بلا حدود مما اسفر عن مقتل “ستة مرضى وموظف في المستشفى” في حين لا يزال ثمانية موظفين آخرين في عداد المفقودين.

بدوره ندد الاتحاد الاوروبي بالقصف الذي استهدف مستشفى تدعمه اطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا بضربات جوية، روسية على الارجح، ادت الى مقتل سبعة اشخاص على الاقل وفقدان ثمانية من الطاقم الطبي وفق المنظمة.

ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات الكردية تمكنت الاثنين من السيطرة على مدينة تل رفعت في محافظة حلب في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا.

واوضح المرصد ان “قوات سوريا الديموقراطية” وهي تحالف من مقاتلين اكراد وعرب تمكنت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية بأكملها على الرغم من القصف التركي الذي كانت تحاول من خلاله انقرة وقف زحف المهاجمين.وعلى وقع هذا التأزم يتوجه المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الى دمشق.