السید نصرالله: لن نسمح للطواغیت بالسیطرة على سوریا.. ولدینا قدرات تمکننا من إلحاق الهزیمة بـ «إسرائیل»

آخر تحديث 2016-02-17 00:00:00 - المصدر: وكالة تنسيم

ورأى سماحته أنه إذا کانت الظروف الاقلیمیة والدولیة لمصلحة «اسرائیل» فذلک لیس هما، مشیرا الى أنه بعد تجربة حرب لبنان الثانیة فإن «اسرائیل» لدیها عنوان تجمع علیه بأن لا تخرج الى الحرب إلا إذا کان نصرها محسوما لها واضحا« بینّا، وسریعا ویؤدی الاهداف. واضاف:عندما ترى «اسرائیل» ان فی لبنان من یمنعها من أن تدخل الى حربا تنتصر فیها لن تخرج الى تلک الحرب.

وتابع قائلا:لدیکم مقاومة قویة ومقتدرة وذات عنفوان وحضور ومقدرات جدیدة دفاعیة وهجومیة وهی قادرة على أن تلحق الهزیمة بـ«اسرائیل» بأی حرب قادمة"، لافتا الى ما یتداوله "خبراء «إسرائیلیون» وما یقولونه من أن الهجوم على حاویات الأمونیا فی حیفا یوازی قنبلة نوویة تماماً". وأکد أن "الذی یمنع «اسرائیل» من الحرب هو وجود مقاومة وحضن للمقاومة هو شعبها ومعها جیشها الوطنی، مقاومة قادرة على أن تمنع «الاسرائیلی» من الانتصار"، وختم بالقول: نحن لا نسعى الى الحرب لکن یجب أن نکون جاهزین لها حتى نمنعها وإذا حصلت نکون قادرن على مواجهتها والانتصار فیها".

وفی ملف الازمة السوریة، جزم السید حسن نصر الله بأنه لن یُسمح للجماعات الارهابیة ولا للولایات المتحدة وخلفها السعودیة وترکیا وأمریکا السیطرة على سوریة، کما أنه لن یُسمح لـ «إسرائیل» أن تحقق أحلامها وأهدافها.

وکشف السید نصرالله أن "الصهاینة یعتبرون أنهم أمام فرصتین وامام تهدیدین، الفرصة الاولى هی تشکل مناخ مناسب لاقامة علاقات تحالفات مع الدول العربیة السنیة مستفدین من تفاقم فرص المواجهة مع ایران".

وأضاف أن الفرصة الثانیة تتمثل فی إمکانیة تغییر النظام فی سوریا ما سیلحق الخسائر بالجیش السوری بما یمنعه من إلحاق الهزیمة بـ «إسرائیل» فی أی مواجهة محتملة، وما یعنی "سقوط محور المقاومة، لذلک «اسرائیل» تبحث عن مصلحتها المتمثلة بزوال النظام فی سوریا".

وأردف سماحته: الصهاینة یعتبرون حرکات المقاومة فی لبنان وفلسطین وحزب الله أحد هذه الحرکات کتهدید لهم، والصهاینة یحللون کثیرا ًفیما یتعلق بما یسمونه "حرب لبنان الثانیة" أی حرب لبنان".

وتابع أن العدو الصهیونی یعتبر وجود "الجماعات الارهابیة فی سوریا أفضل من بقاء النظام السوری القائم حالیاً، لأن هذا النظام یشکل خطرا على مصالح وبقاء «اسرائیل» فی المنطقة".

وذکّر سماحته بأن «إسرائیل» منذ الیوم الاول للأزمة فی سوریا "کانت جزءاً من المؤامرة ضد سوریا، وقد قامت بکل ما یمکن فعله فی هذا الموضوع"، وقد فشلت فی اسقاط الرئیس السوری أو فی تقسیم سوریا طیلة السنوات السابقة.

وأکد أمین عام حزب الله أن مشروع إقامة دولة جاهلیة فی سوریا قد فشل، کما فشل مشروع إقامة الدولة العثمانیة والمشروع السعودی فی سوریا.

وقال السید نصرالله إن "«اسرائیل» تلتقی مع السعودیة وترکیا على ضرورة اسقاط النظام السوری، ولذلک هم یعطلون المفاوضات ویعیقون الحلول".

واعتبر سماحته أن التطورات والإنجازات الکبیرة التی حققها الجیش السوری وحلفاؤه فی شمال سوریا وجنوبها، دفعت بترکیا وبالسعودیة للحدیث عن تدخل بری فی سوریا بحجة "محاربة داعش".

وأوضح ،أن "الرهان على الجماعات الارهابیة بات غیر مضمون النتائج بالنسبة لترکیا والسعودیة، لذلک بدأوا بالحدیث عن دخول بری تحت عنوان "ائتلاف دولی" فهم یعتقدون ان هذا هو الخیار الذی یجعلهم أقویاء فی المفاوضات والبحث عن مکان بعد کل هذه الخیبات".

وکشف أن "السعودیین والأتراک یریدون إیجاد موطئ قدم لهم فی سوریا، ولذلک هم جاهزون لأخذ المنطقة لحرب اقلیمیة لتحقیق مصالحهم ولا یریدون أخذ سوریا إلى تسویة".

ثم تابع:یکفی لترکیا أن تغلق حدودها وتوقف الدعم وبیع النفط للقضاء على داعش". وتساءل مستنکراً: هل من یسلم الیمن لداعش یرید قتالها فی سوریا؟".

وقال سماحته إذا لم یأتِ هؤلاء (الأتراک والسعودیون) إلى سوریة جید وإذا قدموا بقواتهم سیکون أمراً جیداً أیضاً، موضحاً أنه إذا لم یأتوا إلى سوریة فستُحل الأزمة وإن استغرق الأمر وقتاً، وتابع و"إذا جاء هؤلاء الى سوریا ربما سیکون من الخیر للمنطقة کی تنهی قصة المنطقة بأکملها!".

وشدد أنه لایسمح لکل الطواغیت من امریکا والسعودیة وترکیا وغیرهم من السیطرة على سوریا، کما لن یُسمح لـ «اسرائیل» بتحقیق أحلامها، مؤکداً: "ستبقى سوریا عامود خیمة المقاومة وستبقى لشعبها".

وقال السید نصرالله: نحن من موقع الشراکة بالدم مع سوریا، ونفتخر أننا ساهمنا بمقدار جهدنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاریع الخطیرة لمنع تحقیقها".

وأضاف أن شهداء المقاومة فی سوریا هم کشهداء المقاومة فی عدوان تموز الذی اسقطوا مشروع "الشرق الاوسط الجدید" لان الاهداف والغایات نفسها، مجدداً الوعد: حیث یجب أن نکون سنکون".

ورجح سماحته أن یحاول العدو إلى خیار "محاصرة المقاومة وتشویه صورتها واضعافها والتمهید للقضاء علیها"، مشیراً أن "هذا ما کان العدو یفعله وما زال حتى الیوم بمساندة الاعلام الغربی وبعض الاعلام العربی والخلیجی وهذا کله لمصلحة «اسرائیل»".

وقال: الحرب النفسیة للعدو لن تنفع معنا ونحن لن نستسلم ولن نضعف وسنواصل جهدنا فی عملیة التجهیز والتطویر على کافة المستویات".

وأضاف السید نصرالله: نحن نواجه التشویه بطهارة السید عباس وزهد الشیخ راغب وبتواضع الحاج عماد وبما حققنا من تضحیات لشعبنا وبالانجازات والانتصارات".

وأکد الأمین العام لحزب الله أن "هناک تطابق بین الأدبیات «الاسرائیلیة» مع بعض أدبیات الاعلام العربی وبالاخص السعودی والخلیجی".

ونوّه سماحته إلى أن "بعض العلاقات العربیة «الاسرائیلیة» بدأت تخرج الى العلن ومن تحت الطاولة الى فوق الطاولة"، مضیفاً أنّ "«الإسرائیلی» یعمل لتقدیم نفسه کصدیق لاهل السنة فی العالم العربی، وفی مرحلة من المراحل قدم نفسه کحامٍ للمسیحیین فی لبنان وفلسطین وماذا کانت النتیجة؟".

وتساءل أمین عام حزب الله:ماذا فعل الصهاینة بأهل السنة منذ احتلال فلسطین إلى الیوم؟ هل أهل السنة یقبلون صدیقاً لهم کـ«إسرائیل»؟"... وتابع: هل تقبلون صدیقا یحتل أرضاً سنیة؟ هل تصادقون کیانا ارتکب أهول المجازر بحق اهل السنة؟"، "من الذی یمنع الفلسطینین من العودة إلى أرضهم ومنازلهم؟ من الذی دنس ویدنس المسجد الاقصى والحرم الابراهیمی؟ وکم حرب شنّها العدو الصهیونی على غزة ودمر منازلها؟".

وأردف: هذا العدو «الاسرائیلی» قتل الشعب الفلسطینی على مر الزمن على مرأى الحکام العرب"، فـ"کیف یقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم «إسرائیل» على أنها صدیق وحامی، هؤلاء الذی یقدمون هذا العدو على انه صدیق هم عملاء وخونة وحاقدون".

وشدد السید نصرالله على ضرورة مواجهة هذا الطرح بجدیة، الذی ترى فیه «إسرائیل» فرصة لبناء علاقات مع الدول العربیة، "فمن الذی فتح الباب امام «الاسرائیلی» هذا واجب الجمیع لرفض هذا الخداع والتآمر".

وقال سماحته إن تثبیت «إسرائیل» على أنها الحلیف او الصدیق للعرب یعنی ضیاع فلسطین.