التاريخ: السد الوطني
كتب / د. كاظم المقدادي …
لو احصينا بيانات السفارة الامريكية في بغداد عن سد الموصل لوجدناه تفوق تلك التي تتعلق بالاعاصير التي تجتاح السواحل الامريكية….
ما ان ينتهي اسبوع من التحذيرات الامريكية لاهالي مدن العراق الا ونتفاجأ ببيانات جديدة …حتى يتخيل للجميع ان سد الموصل هو سد شيد بالاموال والخبرة الامريكية… وعلى ارض امريكية…..
والسؤال الذي يطرحه المواطن العراقي… له علاقة بهذا الخطر المحتمل وبهذا الحرص المفتعل.. بعد ان احتلت الولايات المتحدة العراق لاسباب واهية .. وتركته ساحة للصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية.. وبعد ان دمرت كل السدود الوطنية والاجتماعية التى ميزت تاريخ العراق العظيم.
يبدو ان السفارة الامريكية في بغداد.. تجيد معرفة اتجاهات الرأي العام .. وتستطيع تغيير اتجاهاته بالشكل الذي ينسجم واهدافها في العراق … واليوم الكل يترقب نهاية حتمية لتنظيم داعش كقضية اولى واهتمام اول.. وتاتي بيانات السفارة لكي تقول لنا .. انسوا تنظيم داعش وخطورته .. سد الموصل هو الخطر المحدق على العراق وكيانه ومستقبله.. والغريب ان قضية تنظيم داعش وسد الموصل اصبحتا قضيتان مرتبطتان في الزمان والمكان والكيان… وتركيا ليست بعيدة عن قاموس من له حواس انسان.
هل انتهى المفعول السياس والارهابي لداعش .. وبدأت مرحلة البحث عن دواعش بيئية ودواعش مائية .. واحياء حروب المياه في المنطقة.. ونظرية اوزال الذي يساوي قطرة ماء تركية مع برميل نفط عراقي… ام ان فكرة تقسيم المياه الاقليمية يجب ان تبدأ الان .. قبل تقسيم البلدان والاوطان…؟؟
خلاصة الكلام اهم ماخسرناه هو سد الوطن .. سد الاخاء …و يبدو ان سلسلة الهاء العراقيين بالنزاعات والمظاهرات ستستمر الى يوم الدين..وان حروب المنطقة ماضية الى استنزاف قدرات وعقول العراقين وتمريغها بالطين … اما حكومة التكنوقراط …فيدو انها ستولد في وقت يعلن فيه العراق الحداد على تفتيت الكيانات وهروب الكفاءات ..وتدمير المنشآت… و غلق المطارات … ولم يبق للخيرين في هذا الوطن سوى الترحم واقامة الصلوات.