آخر تداعيات عملية اربد: المخابرات العامة من الظل إلى الواجهة بصورة نادرة.. العملية استهدفت مستشفى ومقر المخابرات.. الاردنيون ملتفون حول الاجهزة الامنية جميعا.. ومجدد

آخر تحديث 2016-03-03 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

عمان- رأي اليوم- فرح مرقه

بصورة نادرة تعلن دائرة المخابرات العامة الاردنية وبصورة مباشرة احباطها مخططا ارهابيا استهدف امن المملكة الاردنية، وببيان باسمها وبإشارة الى تنسيق ودور للأجهزة الامنية الاخرى، في اعلان واضح لخطورة المشهد ونوعية العملية.

اعلان الدائرة المعروفة بعملها التام في الظلّ احباطها العملية، يعود بالتأكيد الى رغبة بإظهار “المستوى الامني” الذي كادت تودي به العملية من جهة، كما التذكير بأن الاجهزة الفعالة في الدولة لا تقتصر على الامن والدرك كما يشعر الاردنيون في الغالب.

مستوى العمق الذي يعنيه تدخل الدائرة في اصدار البيان الصحفي من جهة، وتدخل القوات الخاصة التي ينتمي اليها الشهيد الشاب النقيب حسين الزيود والانزالات التي رشحت انباء عن كونها حصلت من جهة ثانية، مبرر بعين “رأي اليوم” التي رشحت اليها الانباء عن كون مستشفى ومقر دائرة المخابرات وموقع عسكري كانوا ضمن الاهداف المخطط لتفجيرها في مدينة اربد ذات الليلة.

احباط عملية نوعية كالمذكورة وبالكفاءة الظاهرة، يتفق في تشخيصه المفكر الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة مع “رأي اليوم” كإنجاز يستحق البناء عليه، مؤكدا ان الشارع المحلي اليوم بات مدركا وبصورة جيدة وجود مستويات مختلفة تحافظ على امنه واستقراره.

الاحباط المذكور لم ينجم عنه عمليا الا اصابتين بين السكان حالتهما العامة متوسطة حسب بيان لاحق للامن العام.

المداهمة بكافة تفاصيلها وحسب شهود عيان تمت بكفاءة لا تضاهى، والدخول للمنطقة تم مع تأمين اغلب السكان، الامر الذي قوبل بمسلحين ومزنرين بالاحزمة الناسفة من جانب الخلية الارهابية التابعة لتنظيم “داعش” وفق بيان المخابرات ذاته.

طوال ليل الثلاثاء الاربعاء ظل الاردنيون قلقين، والانباء الرسمية تقاطرت بصعوبة حول ما يجري، الا ان الحالة استقرت مع طلوع صباح الاربعاء اذ صدر بيان الدائرة تلته تصريحات حكومية بثتها “رأي اليوم” بوقتها.

الاعلان عن جنازة مهيبة للشهيد الشاب نجل قائد حرس الحدود الاسبق العميد الركن حسين الزيود، كان كافيا لتوافد الاردنيين من كل حدب وصوب للمشاركة، اذ بلغ عدد المشاركين في الجنازة حسب تقديرات الحاضرين حوالى 20 الف شخص، وبحضور ملكي واميري واسع.

عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني حضر الجنازة معزّيا والد الشهيد بعدما عزّى الاردنيين على صفحات التواصل الاجتماعي، كما فعلت ذلك زوجه الملكة رانيا والامراء، كما حضر الجنازة ولي العهد الاسبق وعم الملك الامير الحسن بن طلال، والامير فيصل شقيق الملك، وغيرهم من الامراء، وعدد كبير من النواب والاعيان.

والد الشهيد النقيب راشد الزيود قال للملك خلال مراسم تشييع الشهيد “لدي من الأبناء يا سيدي ثلاثة استشهد واحد فدوى للأردن والاثنين الباقيين فداء لحماية الأرض الأردنية وشرف وعرض الأردنيات وليس لدينا مكان لندافع عنه إلا هذه البلد.”

الفعاليات المحلية، اجتمعت ايضا على ادانة الجريمة بصورة قاطعة وعلنية، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين والحزب التابع لها، والمعارض البارز ليث شبيلات، والعشائر والسياسيين والاحزاب، الا ان انصار النظام السوري في الاردن وبعد ادانة الموقف طلبوا من النظام التنسيق مع الجانب السوري.

المهم، لم يستطع الاردنيون حتى اللحظة الترحيب بأي نقد يمس السياسات الاصيلة للحكومات المتعاقبة والتي يتهمها الناشطون بتهميش مناطق لحساب اخرى ما يجعل الاولى خاصرة رخوة للمملكة وهدفا سهلا للمتشددين والقوى الارهابية المتربصة بأمنها.

بكل الاحوال، الاردنيون اليوم تمت اعادة تذكيرهم بجهاز امني جديد ليلتفوا حوله هو الجهاز الاعمق والذي كان لسنوات مؤخرا يعمل في الخفاء وبسرية، الامر الذي يظهر اليوم نوعا جديدا من التعاطي مع القضايا المتعلقة بصورة اساسية في الارهاب ومكافحته، ويعيد التأكيد على ان “محاربة الارهاب” قضية اردنية في العمق.