شنيشل : المال ليس هدفـي.. وتدريب الشرطة أصعب من قيادة الأسود

آخر تحديث 2016-03-09 00:00:00 - المصدر: معرض الكرة العراقية

09/03/2016

بغداد / إياد الصالحي

أكد مدرب فريق قطر السابق راضي شنيشل أن قبوله التحدي الجديد في دوري النخبة يأتي منسجماً مع مسعاه بتوظيف خبرته في الاحتراف مع نادي الشرطة الرياضي صاحب الجماهيرية الكبيرة والتاريخ العريض إذا ما تكلل اللقاء القريب مع الإدارة بالتوصل الى اتفاق نهائي للمباشرة في المهمة. وقال شنيشل في اتصال مع (المدى) من العاصمة القطرية الدوحة : لم أتردد في الرد بالإيجاب على مفاتحة أحد الاخوة في بغداد لتسنم مهمة تدريب فريق الشرطة عَقب إعلان مدربه قحطان جثير الإعتذار عن الاستمرار في قيادته لظرفه الخاص بحكم أن مدة منافسات النخبة لن تزيد على الشهرين ولا تتعارض مع مشاركتي بدورة (برو) المؤمل أن تنطلق في أيار المقبل. واضاف: أن فريق الشرطة يستحق الوقوف الى جانبه في هذه الظروف الصعبة، ومع أن المهمة ليست سهلة أبداً لكني وافقت مبدئياً من دون أن يكون المال هدفي، بل لمعرفتي بوضع الشرطة ومستوى لاعبيه وساحاول أن أحقق ما يطمح إليه أبناء الشرطة آخذاً بنظر الحسبان الضغوط الكبيرة التي ساواجهها وهي طبيعية إذ سبق أن عشتها ثماني سنوات في الدوري قبل مغادرتي الى قطر، مبيناً أن قرار الموافقة على تدريب الشرطة دون سواه تبلور عن قناعتي بعدم التفريط باسمي في تجربة خاسرة، مستنداً في ذلك على خزين الخبرة المتحصّلة من تجربتي هنا في الدوحة ومواجهتي مدارس كروية عدة.
وأوضح أن دوري النخبة يعد واجهة الكرة العراقية وما بلغته من مستويات متقدمة بالنسبة للمنتخبات الوطنية، ويجب على المدربين تقديم الدعم للخروج بمنافسات مثيرة تنسجم مع قيمة البطولة وتاريخ الاندية الثمانية، لهذا أجد أن تدريب فريق بحجم الشرطة وسط طموحات مشروعة لبقية الأندية وملاكاتها التدريبية وتطلعات جماهيرها يُعد أصعب من قيادة الأسود في المنتخب الوطني. ولم يتفق شنيشل مع القول بأن الخبرة كفيلة بالرهان على النجاح، مؤكداً أن العمل مع أي نادٍ مهما كانت امكاناته ممتازة لا تؤمَنْ ظروفه، فكرة القدم حُبلى بالمفاجآت والمستجدات الطارئة داخل الملاعب وتقلّبات مستويات اللاعبين، وليس بالإمكان القبول الفوري بأي عرضٍ ما لم يتحسس المدرب الأجواء المحيطة به، وبالمناسبة سبق أن تلقيت عرضاً لتدريب الشرطة عقب مغادرة المدرب حكيم شاكر الفريق، لكن بعد دراستي الظروف حينها مع طول مدة العمل لأكثر من خمسة اشهر بعيداً عن عائلتي وجدت من الأنسب إتخاذ قرار الاعتذار لتجنّب العوارض السلبية المُحبطة مثلما أسلفت. وأشار الى أن التدريب من اصعب الوظائف في منظومة الكرة، وإذا أسِرَ المدرب نفسه تحت ضغط الخوف من الفشل قبل بدء العمل لن يستطيع أن يخطوَ إيجابياً الى الأمام، وأعتقد أن معرفتي بنادي الشرطة والدوري العراقي ستقلل من الصعوبات وتزيد من مساحة التفاؤل بالنجاح، كما حصل في الموسم قبل الماضي مع نادي قطر لإطلاعي على تفاصيل مهمة عن الفريق سهّلتْ مهمتي بتحقيق نتائج متميزة، وهكذا بالنسبة للشرطة أعرف عدداً كبيراً من لاعبيه ولديَّ ملاحظات دقيقة عن خطوطه واسلوب لعبه ومفاتيح انتصاراته، وأقدّر في الوقت نفسه الوضع المشحون الذي يمرّ به وليسَ مستحيلاً بسط الاستقرار وإنهاء القلق.
وأشاد شنيشل بعمل الهيئة المؤقتة لإدارة نادي الشرطة في تهدئة الأمور وقيامها بواجباتها تجاه النادي وتأمين مستلزمات اللاعبين برغم تسلمها تركة ثقيلة على خلفية استقالة رئيس واعضاء الإدارة السابقة، ويبقى التعاون غاية الطرفين بين الملاك التدريبي والإدارة لتحقيق النتائج الجيدة، مع التأكيد على أن شخصية المدرب وثقافته وحضوره تشكل عاملاً مساعداً على تعزيز نجاح الإدارة سواء أكانت مؤقتة أم منتخبة ، وبالنسبة لي انطلق من هذا الدافع ولا أسْعَى الى صناعة اسم في نادي الشرطة، بل سأكون معضّداً لاستقرار وضعه. وبشأن التغييرات المرجّحة في صفوف لاعبي الشرطة التي يعتقد انها تساعده على نجاح مهمته قال: لن يكون هناك أي تغيير في صفوف الفريق، لأن وضعه يدعو للاطمئنان بدءاً من حراسة المرمى الى المقدمة، وسأكمل عمل المدربين حكيم شاكر وقحطان جثير اللذين اجتهدا كثيراً وتركا المهمة بتأثير الظروف المحيطة بهما، وهذا ما عملت به بعد اشرافي على قطر الموسم الحالي، لإيماني بأن المدرب المجتهد يسعى لتغيير فكر اللاعب وتطوير اسلوب لعبه بناء على اجتهاده ورؤيته وخبرته أما إذا بادر الى تغيير التشكيلة قبل بدء مهمته فإنه يضع مسببات الإخفاق مبكراً.
وشدّدَ مدرب فريق قطر السابق على أن قبول العرض المبدئي لتدريب فريق الشرطة لا يعني رداً لاستعادة الاعتبار لعدم التوفيق في المرحلة الأولى مع قطر الموسم الحالي لقناعتي بعدم استطاعتي تقديم شيء للفريق فتخليت عن مهمتي طواعية، لاسيما أن عروضاً عدة قدمت لي من اندية قطرية لم تكن بمستوى الطموح، وآخرها رفضي عرضاً مُغرياً من أحد الوسطاء أمس الأول لأني لا أعمل مع نادٍ آيل للسقوط!
واختتم المدرب راضي شنيشل حديثه قائلاً: إن سرّ بقائي في الدوحة يرتبط بظروف تعليم أولادي ، وسأعود الى بغداد بشكل نهائي بعد انتهاء السنة الدراسية مع عدم رفض أي عقد مناسب سواء في قطر أم خارجها الموسم المقبل، وبالإمكان التواصل مع الشرطة أو غيره، المهم لا أريد العمل في أي مكان وقبول أي عقد بعدما وصلت الى مرحلة متقدمة من الخبرة التدريبية وتسنمت مهمة قيادة الوطني والأولمبي في أكثر من محطة ودرّبت في ملاعب الاحتراف، فآن الأوان لاتخاذ القرار الناجع في المكان الصحيح.  

أخر تحديث: 09/03/2016