لمصدر / بي بي سي عربي + الخليج أونلاين + سكاي نيوز + سبوتنيك + وكالات اخرى. تثير عملية القبض على مسؤول مهم في تنظيم “الدولة”، من قبل قوات أمريكية، في عملية جرت بالموصل قبل نحو 3 أسابيع، عدداً من التساؤلات، تتعلق بتلك الشخصية، وأهمية المعلومات التي يمتلكها، وهو الخبير في صناعة الأسلحة الكيمياوية، ويدرب العناصر على صناعتها. وانتظرت القوات الأمريكية 3 أسابيع، لتعلن أن سليمان داود العفري في قبضتها، بحسب ما ذكره مسؤولون أمريكيون للصحافة، مؤكدة أنه شخص على مستوى كبير من الخطورة. العفري الذي تعتبره واشنطن بمثابة كنز من المعلومات، تقول عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير إنه أدلى بمعلومات مفصلة عن أماكن وجود مواقع الأسلحة الكيمياوية لدى التنظيم، وهي المعلومات التي أدت إلى قصف تلك المواقع من قبل طيران التحالف. وقالت مصادر أمريكية لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن العفاري أطلع المحققين الأمريكيين على كيفية تعبئة القذائف بغاز الخردل، وكشف لهم تفصيلا حول الطريقة التي حول بها التنظيم غاز الخردل إلى مسحوق وطريقة تعبئته في قذائف صاروخية. ويصيب غاز الخردل الجلد والأعين والجهاز التنفسي والأعضاء الداخلية بأضرار بالغة وقروح وتهيجات. كذلك تشير إلى أن العفري البالغ من العمر 50 عاماً هو أحد المسؤولين عن تطوير الأسلحة الكيمياوية لدى التنظيم، وهو أيضاً، مهندس سابق عمل ضمن هيئة التصنيع العسكري قبل 2003، وكان جزء من البرنامج العسكري العراقي الذي دشنه رئيس النظام السابق صدام حسين منذ عام 1980، وأدلى بمعلومات مهمة لمحققين أمريكيين عن برنامج التنظيم الكيمياوي، بما في ذلك المناطق التي يتم فيها خزن المواد الكيمياوية، وأيضاً انتاجها. وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة الأمريكية فإن العفري هو واحد من بين أبرز ثلاثة مختصين ببرامج الأسلحة الكيمياوية لدى التنظيم، حيث وفر اعتقاله معلومات مهمة عن برامج التنظيم الخاصة بالأسلحة الكيمياوية، أسهمت بتوجيه ضربتين لمصنع أسلحة كيمياوية تابع للتنظيم في الموصل، والأخر لوحدة تكتيكية قرب الموصل، يعتقد أنها على صلة بهذا البرنامج. حذرت روسيا الأسبوع الماضي من تنامى خطر استخدام تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية فى الشرق الأوسط ودعت رسميا لمفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد بهدف التصدى لما وصفته بأنه “واقع خطير فى زماننا.” جاء ذلك فى كلمة ألقاها وزير الخارجية سرجى لافروف أمام مؤتمر نزع السلاح الذى ترعاه الأمم المتحدة فى جنيف، وقال أمام المؤتمر الذى يضم 65 دولة “لكن ما زلنا نواجه فجوات كبيرة لاسيما فى استخدام المواد الكيماوية للأغراض الإرهابية.” وتابع “أصبح هذا الخطر ملحا بشكل بالغ الآن فى ضوء حقائق تكشفت فى الآونة الأخيرة تظهر استخداما متكررا ليس للكيماويات الصناعية السامة وحسب بل ولعناصر حرب كيماوية كاملة من جانب داعش وجماعات إرهابية أخرى فى سوريا والعراق.” المعلومات من مصادر إعلامية خليجية مطلعة على ان تنظيم “داعش” أن عمل منذ وقت مبكر بعد تمكنه من السيطرة على الموصل، يونيو/ حزيران 2014، على استقدام خبراء أجانب في مجالات عسكرية وعلمية مختلفة، من بينهم خبراء في الأسلحة الكيمياوية. ولم يعتمد التنظيم على الخبراء الأجانب، حيث يمتلك بين صفوفه خبراء من المهندسين والفنيين العراقيين، أصحاب خبرة كبيرة في مجالات مختلفة، تمرسوا على صناعة الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، بعضهم عملوا ضمن هيئة التصنيع العسكري، في عهد حكومة صدام حسين، وآخرون أساتذة جامعيون، وباحثون في مجال المواد الكيمياوية. “التنظيم” كذلك وبحسب المصادر، استغل مختبرات قسم الكيمياء في جامعة الموصل، واتخذ منه مختبراً لتطوير صناعاته الكيمياوية، وتدريب عناصره. فيما تأكد من خلال معلومات ” أن “التنظيم” تمكن من تخريج أعداد كبيرة من المتدربين، الذي امتلكوا خبرات مهمة في هذا المجال، إذ تشير المعلومات إلى أن الدورات التي زج بها هؤلاء، كانت مكثفة ومركزة. المعلومات تفيد أيضاً بأن “التنظيم” يتخذ عدداً من المواقع لتصنيع مواده الكيمياوية، وتخزينها؛ وذلك لضمان عدم استهدافها من قبل طيران التحالف، ومن بين المواد الكيمياوية التي يصنعها عناصر “التنظيم” الخردل والكلور. صحيفة نيويوك تايمز في 20 ـ 21 أيلوم 2015 ، قالت : “أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون استعمال داعش للسلاح الكيميائي من خلال الفحوص المخبرية التي اجروها على شظايا وذخائر استخدمها تنظيم داعش الارهابي مؤخرا في هجمات شنها في سورية والعراق والتي ثبت احتوائها على اثار خردل الكبريت احد اهم عوامل الحرب الكيميائية لداعش وان الفحوصات المخبرية التي اجريت ايضا على قصاصات من ملابس الضحايا اظهرت نموذجا متطور جزئيا من مادة « اتش دي »المعروفة ايضا باسم الخردل المقطر وهي مادة محظورة دوليا لأنها تحرق الجلد ومجاري التنفس والعينين وهي التي وجدت اثارها على اجساد احدى الضحايا من المواقع التي اقتحمتها داعش في سورية والعراق” . ووفقاً لما أعلنته قوات البيشمركة “الكردية”، في وقت سابق، فإن التنظيم سبق له أن استخدم غاز الكلور في العديد من المواجهات مع “البيشمركة” ومؤخراً قصف قرية تازة في ديالى بغاز الخردل، الذي استخدمه أيضاً في معارك تكريت شمال بغداد قبل نحو عام. في يوليو/ تموز 2014 أبلغ ممثل العراق لدى الأمم المتحدة، المنظمة الأممية بأن مسلحي تنظيم “الدولة” استولوا على مواد نووية تستخدم للأبحاث العلمية في جامعة الموصل. وقال السفير العراقي لدى المنظمة الدولية محمد علي الحكيم: إن “نحو 40 كيلوغراماً من مركبات اليورانيوم كانت موجودة في جامعة الموصل، وقد استولت مجموعات إرهابية عليها، في المواقع التي خرجت عن سيطرة الحكومة”، مضيفاً أن “مثل هذه المواد يمكن أن تستخدم في تصنيع أسلحة للتدمير الشامل”. أيضاً وفي شأن متصل، فإن تنظيم “الدولة” يمتلك هرماً هيكلياً واضحاً لقيادييه، تمكنه من وضع البديل في حال فقد أحد رجالاته في هذا الهرم، وهو ما يضعه التنظيم في الحسبان، لذلك يعمد إلى تصنيع خبراء في مجالات متعددة، لخلافة أساتذتهم وخبرائهم، وفقاً لمصادر “الخليج أونلاين”. إلقاء القبض على شخصية مهمة مثل العفري، بطبيعة الحال يجعل “التنظيم” يتخذ احتياطاته، يقول فاضل الحمداني، وهو مطلع على عمل التنظيم وتحركاته. يضيف الحمداني، أنه “لا بد أن قيادات داعش توقعت أن يدلي العفري بمعلومات مهمة، ولا بد أيضاً من أنهم غيروا مواقع متوقع أنها ستقصف، ربما من بينها مواقع فيها مواد كيمياوية، أو تصنع فيها تلك الأشياء”. وختم بأن ما صرحت به القوات الأمريكية، من أنها قصفت مواقع للتنظيم متخصصة في تصنيع أو تخزين مواد كيمياوية، قد تكون خالية؛ “فحتى لو نفترض أن العفري أدلى بمعلومات صحيحة، فهو لن يكون قد اعترف في ساعة القبض عليه، أو حتى خلال يوم أو يومين، فيما داعش يحتاج إلى ساعات لإخلاء مقاره”. والغريب في القصة هي ردة فعل الحكومة العراقية الباردة ، رغم تكرار استخدام داعش لمثل هذه الأسلحة ، في حال ان على الحكومة العراقية، ان تستثمر الدعوى الروسية في عقد مؤتمر دولي مباشر لوضع لمناقشة الموضوع وأصدار قرارات وآليات لمعالجة أية حال طارئة فيما لو كان لدى داعش قدرة أكبر مما ظهر حاليا تحتفظ بها ليوم حاسم .