احذروا الفراغ السياسي.. العدو الاكبر

آخر تحديث 2016-03-14 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء

عادل عبد المهدي قواتنا في الجبهات.. ويخوض الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وبقية القوات اشر المعارك لتحرير الارض والانسان في الانبار ونينوى وصلاح الدين وبقية المناطق.. ونتهيء لمعارك فاصلة في الفلوجة والموصل.. ونقول للعالم بان المعركة ضد "داعش" لها الاولوية على بقية المعارك.. وان الاصلاحات الضرورية والمطلوبة يجب ان تعزز اركان النظام العام.. وان الفساد وعدم الكفاءة هو منظومات قبل ان يكون اشخاص منتمين او تكنوقراط او مستقلين.. وان سياساتنا يجب ان تحقق الانطلاق والانفتاح وليس الكبح والجمود، وهو ما يوفر للشعب مستويات المعيشة اللائقة به، ويضع الحلول العملية لمحاربة الفقر والبطالة والجهل والمرض والتخلف.. ويعيد للدولة هيبتها ومكانتها.. ويوسع القاعدة الشعبية للنظام.. ويعزز وحدة البلاد. فهل نحن سائرون نحو هذه الاهداف؟ ام جرفتنا شعاراتنا واهتماماتنا المحدودة نحو واقع مقلق وخطير ومحجوز.. فصار كثيرون يطرحون شعارات جميلة، لكنهم بالمقابل يزعزعون –واعين او جاهلين- اركان القوة ومصادر الشرعية والدستورية، وليس مصادر الضعف والفساد والعطل.. مما ولد حراكاً تصادمياً، لا يجمع ولا يلتف حول شيء جاد.. واشاع ثقافة وافكاراً يصعب للجموع الغفيرة والقوى المختلفة الالتفاف حولها والاتفاق عليها.. فصرنا نعطل بعضنا البعض الاخر.. فنضعف قدراتنا والثقة بنا، كحكومة ودولة، ومرجعيات، وقوى سياسية، وتحالفات، ورأي عام، وحراك شعبي، مما ولد فراغاً سياسياً كبيراً، ان استمرت تداعياته فلن يقود سوى للفوضى والخيارات المجهولة.. فالفراغ السياسي كمنطقة الفراغ او الضغط الجوي، عندما تحصل فيجب توقع العواصف. فهل وصلنا الى هذه المرحلة؟ ام ما زلنا خارجها؟ قناعتنا اننا لم نصل الى هذه المرحلة، وانه يمكن تجاوز هذه المطبات السياسية على خطورتها، إن اسرعنا في الانتصار للسياقات الدستورية والشرعية، وللعمل المؤسساتي، وتعاملنا مع الاحداث بمنطق العملية السياسية وليس بمن يريد تفكيكها والعمل خارجها.. وبمنطق المسؤولية والدولة والقانون، لا باي منطق اخر ارتجالي، او ساعي لحرق المراحل. فقوانا كلها حاضرة، وما زالت قوية في مواقعها.. والجماهير في الميادين معبئة في الامور الاساسية والمصالح العليا مع اختلاف المناهج والشعارات.. وقواتنا وحشدنا وبيشمركتنا وعشائرنا كلها في مواقعها الصحيحة، وبوصلتها في الاتجاه الصحيح.. والدولة وقواتنا المسلحة لها حضورها الداخلي والخارجي، رغم الكثير من الاشكالات المطلوب معالجتها.. واصدقاؤنا في الجوار والعالم كثيرون، وايجابيات الدعم اكبر من سلبيات الخلافات.. والعملية السياسية قطعت شوطاً كبيراً، مع كل حالات التوقف والتلكوء.. كذلك الحياة البرلمانية والدستورية.. والمطلوب تعزيز ذلك كله وتعميقه وازالة السلبيات وعوامل الضعف فيه، لا هد اركانه ونسفه من الاساس، مما سيولد الفراغ الذي نتكلم عنه، باضرار وخسائر عظيمة، سنعجز معها عن حل الاشكالات الحالية وسنضيف اليها اشكالات وتعقيدات اخطر. فان غلَبَنا عنادُنا، وراكمنا المزيد من الاخطاء، وطرحنا المشكلة كمشكلة اشخاص، وليس كمشكلة منظومات بتشريعاتها وبناها وانماط عملها، كهدف اساس للاصلاح، فسيأتي اشخاص ويذهب اخرون، وسيستمر الفساد والعطل والتخلف والفوضى.. فالاصلاحات والحلول تبدأ بالمنظومات وليس بلجان او قوائم لاختيار الاكفاء.. فالمنظومات الفاسدة والعاطلة ستعيد انتاج نفسها، وستعيد عجن الاكثر كفاءة ونزاهة واخلاصاً الى ما يتكيف مع سنخها وطبيعتها.. اما المنظومات الصالحة فستطوق الفساد، وتدرب وتكيف شخوصها على كفاءتها وسنخها وطبيعتها. فهي الغربال لبقاء الصالحين وازاحة الفاسدين. فامام الاشخاص الاكفاء في ظل منظومات فاسدة وعاطلة طريقان.. اما ان يصبحوا جنوداً لها، او ان يبعدوا انفسهم عنها. وان بناء المنظومات ليست سراً او لغزاً يتطلب كل هذه الجعجعة. فلقد اصلحت بلداناً كثيرة اوضاعها، وتجاوزت صعوبات ومشاكل شبيهة بالتي نعيشها باللجوء للعمل المؤسساتي والخطط الجدية المدروسة المعروف المخارج التي ستوفرها.