اتفاق تاريخي ومثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق المهاجرين ينص على طرد كل الذين يصلون الى اليونان قادمين من انقرة اعتبارا من الاحد.. و”راي اليوم” تنش

آخر تحديث 2016-03-19 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بروكسل- (أ ف ب): اعطى القادة الأوروبيون الجمعة الضوء الأخضر لاتفاق تاريخي ومثير للجدل في آن مع تركيا يفترض ان يوقف تدفق المهاجرين الى أوروبا، على امل ايجاد تسوية نهائية لهذه الازمة غير المسبوقة.

واعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك على تويتر “اتفاق بالاجماع بين جميع رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي ورئيس الوزراء التركي” احمد داود اوغلو.

من جهته اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي اعقب قمة الاتحاد الاوروبي “انه يوم تاريخي”.

وقال “انه يوم تاريخي لاننا توصلنا الى اتفاق مهم جدا بين تركيا والاتحاد الاوروبي” مضيفا “ادركنا اليوم ان تركيا والاتحاد الاوروبي يجمعهما المصير ذاته والتحديات ذاتها والمستقبل ذاته”.

وكتب رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا على تويتر “تمت الموافقة على الاتفاق مع تركيا”، فيما اكد رئيس وزراء تشيكيا بوهوسلاف سوبوتكا في تغريدة “المصادقة على الاتفاق مع تركيا. كل المهاجرين الذين يصلون الى اليونان قادمين من تركيا اعتبارا من الاحد سيتم طردهم”.

وفيما تلوح بوادر ازمة انسانية في اليونان حيث بات 46 الف مهاجر عالقين في ظروف مزرية مع اغلاق “طريق البلقان” امامهم، كان الاوروبيون يخضعون لضغوط شديدة من اجل التوصل اخيرا الى تسوية للازمة.

ومع وصول 1,2 مليون مهاجر العام الماضي إلى أوروبا، معظمهم فارون من النزاع في سوريا ومن العراق وافغانستان، شهد الاتحاد الاوروبي انقسامات غير مسبوقة حول طريقة التعامل مع موجة الهجرة هذه، ما بين فتح الابواب للاجئين لاسباب انسانية كما في المانيا، واقامة اسيجة من الاسلاك الشائكة ثم اغلاق الحدود تلو الاخرى في اوروبا الوسطى.

وقال دبلوماسي اوروبي ملخصا الوضع “ليس اتفاقا ممتازا، لكن لا بد لنا منه. لا احد يتباهى به، لكن لا بديل لدينا”.

واشارت الامم المتحدة الى “خطر عمليات طرد جماعية واعتباطية محتملة” غير ان الاوروبيين يؤكدون التزامهم بالقانون الدولي، متعهدين بالنظر في ملف كل طالب لجوء يصل الى السواحل اليونانية اعتبارا من الاحد بصفة شخصية وضمان حقه في استئناف قرار ابعاده.

وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صباح الجمعة من “اقامة الجدران والتمييز بين الناس او ابعادهم، ليس هذا الحل للمشكلة”.

وان كان عرض انقرة لقي استحسان بعض القادة ولا سيما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، الا ان هذا التقارب غير المسبوق مع تركيا التي ستحصل في المقابل على مكاسب جوهرية اثار استياء قادة اخرين.

وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أكد الخميس “غير وارد ان نساوم على قيمنا”، مذكرا بانتقادات الاتحاد الاوروبي بشأن الحملة التي يشنها نظام الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان على حرية الصحافة، او النزاع مع الاكراد.

ورد داود اوغلو على هذه الانتقادات قائلا “بالنسبة لنا، لتركيا، ان مسالة اللاجئين ليست مسالة مساومة، بل مسالة قيم انسانية وكذلك قيم اوروبية”.

ولقاء هذا التعاون المعزز، وافق الاوروبيون على تسريع اجراءات اعفاء المواطنين الاتراك من تاشيرات الدخول وتحريك مفاوضات الانضمام بفتح فصل جديد يتعلق بالمالية والميزانية ومضاعفة المساعدة الاوروبية لـ2,7 مليون سوري لاجئين في تركيا من 3 إلى 6 مليارات يورو.

وتعهد الاوروبيون ايضا بصرف شريحة جديدة من المساعدة المتفق عليها اساسا وقدرها 3 مليارات يورو بصورة سريعة، واعدين بـ”تحديد سلسلة من المشاريع الملموسة في غضون اسبوع″، بحسب ما اورد مصدر اوروبي.

كما تعهد الاوروبيون لقاء السوريين الذين تتم اعادتهم الى تركيا، استقبال عدد مساو من السوريين القادمين مباشرة من تركيا، على ان يحدد سقف لهذه الالية في بادئ الامر من 72 الف لاجىء، وهو العدد المتاح استقباله في أوروبا.

وكانت ميركل، الداعمة الرئيسية لانقرة، اشادت مساء الخميس بـ”فرصة جيدة لوضع حد للاتجار بالبشر” في بحر ايجه حيث قضى اكثر من 460 مهاجرا غرقا منذ مطلع العام.

ومنذ بداية السنة، وصل اكثر من 143 الف مهاجر الى اليونان عبر تركيا. وعبر اليونان وحدها العام الماضي اكثر من مليون مهاجر.

غير ان اغلاق “طريق البلقان” في الاسابيع الاخيرة يضع اليونان في وضع بالغ الصعوبة، وكذلك 46 الف مهاجر علقوا فيها.

وقال وزير الداخلية اليوناني بانايوتيس كوروبليس الجمعة لدى زيارته ايدوميني على حدود مقدونيا المغلقة ان “هذا يشبه (معسكر) داخاو حديث، انها نتيجة منطق الحدود المغلقة”، في اشارة الى معسكر داخاو النازي قرب ميونيخ.

وفي هذا السياق نشرت بلغاريا قوات امنية كثيفة على حدودها مع مقدونيا في سياق تدريبات مشتركة تهدف إلى الرد على تدفق مفاجئ للمهاجرين، على ما اعلن وزير الدفاع البلغاري نيكولاي نينتشيف موضحا “اننا نبحث عن تنسيق افضل لمواجهة ازمة الهجرة”.

ويبدي الاتحاد الاوروبي استعداده للتحرك في حال انتقلت طريق الهجرة الى ليبيا او بلغاريا. وفي حين لم يبدا فصل الربيع بعد، تمت اغاثة الاف المهاجرين القادمين من ليبيا خلال ثلاثة ايام فقط في جنوب المتوسط، ما يبعث مخاوف من فتح جبهة جديدة في ازمة الهجرة.

تفاصيل البيان

وأعلن الاتحاد الأوروبي وتركيا، في بيان مشترك، عن بنود وتفاصيل الاتفاق الذي توصلا إليه في القمة التي جمعتهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، الجمعة، في إطار إيجاد حل جذري لأزمة اللاجئين، وتعزيز العلاقات بين أنقرة وأوروبا.

وفي بداية البيان، قدم المشاركون في القمة، تعازيهم للشعب التركي، في ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع في العاصمة أنقرة، الأسبوع الماضي، وأدوى بحياة 37 شخصًا، مضيفًا أن “أعضاء المجلس الأوروبي يدينون الهجوم الوحشي”.

وأدرج البيان، الخطوات الواجب اتخاذها لمكافحة أزمة اللاجئين، حيث سيتم إعادة المهاجرين “غير القانونيين”، الذين يصلون الجزر اليونانية من تركيا، بعد 20 أذار/ مارس الجاري، كما أن الاتفاق “سيكون بمثابة تدابير غير اعتيادية وذات أهمية مؤقتة لتحقيق النظام العام وإنهاء المأساة الإنسانية”.

بدروها “ستقوم اليونان بتسجيل كافة طالبي اللجوء في جزرها ببحر إيجة، وفق القوانين، في حين أن مسؤوليها، سيعيدون إلى تركيا من لم يقدم طلب لجوء أو من رُفضت طلباتهم، وفي هذا الإطار سترسل تركيا هيئة لمتابعة الاجراءات في الجزر اليونانية، بالتوازي مع إرسال أثينا هيئة عنها إلى أنقرة لنفس الخصوص، فضلاً عن تغطية الاتحاد الأوروبي كامل نفقات إعادة اللاجئين”.

– الاتحاد الأوروبي يستقبل 72 ألف لاجئ سوري كأقصى حد خلال 2016:

من المقرر أن توطّن أوروبا لاجئًا سوريًا من الموجودين في تركيا، مقابل كل لاجئ تعيده إلى تركيا، ممن وصلوا إلى أوروبا، غير أن عدد استقبال أوروبا للاجئين السوريين لن يتخطى الـ 72 ألفًا في العام الجاري، على أن يتم إيقاف العمل بهذه الآلية حال تجاوز العدد المذكور.

كما أن الاتحاد، سيعطي أولية لتوطين اللاجئين السوريين في تركيا، ممن لم يدخلوا أوروبا أو لم يحاولوا الدخول إليها بطرق غير قانونية.

– إعطاء ضمانات لبلغاريا:

سيقوم الطرف التركي، باتخاذ كافة التدابير لمنع الهجرة غير الشرعية داخل أراضيها، وستتعاون مع جيرانها (بلغاريا واليونان) فضلاً عن الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.

– إنهاء تدفق اللاجئين صوب أوروبا:

جرى ربط خطة المفوضية الأوروبية التي تنص على أخذ الدول الأوروبية لاجئين من تركيا، على أساس طوعي، بـ “إنهاء تدفق المهاجرين أو اللاجئين غير الشرعيين، أو الحدّ منه بشكل كبير”، وستقوم الدول الأعضاء في الاتحاد بالمساهمة في هذه الخطة عند الرغبة.

– تحرير تأشيرات دخول الأتراك لأوروبا:

سيتم تسريع عملية إلغاء التأشيرة للمواطنين الأتراك للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، خلال الفترة المقبلة، بغية إلغائها بشكل كامل نهاية يونيو/ حزيران المقبل كأقصى حد، وستعمل تركيا خلال هذه الفترة على تلبية كافة المعايير المطلوبة المتبقية لتحقيق ذلك، وفي حال تلبية تلك الشروط ستعلن المفوضية الأوروبية نهاية أبريل/ نيسان المقبل توصيتها لإلغاء التأشيرات، فيما سيتم إقرار ذلك من قبل المجلس، والبرلمان الأوروبيين.

– 3 مليارات يورو إضافية:

من المنتظر أن يتم تسريع عملية صرف الدعم المالي لتركيا من قبل الاتحاد الأوروبي، والبالغ 3 مليارات يورو، في إطار تحسين الظروف المعيشية للاجئين السوريين في تركيا، كما سيتم الأسبوع المقبل تحديد مشاريع ملموسة لتوفير احتياجات اللاجئين في المجال الصحي والتعليمي والبنى التحتية والتغذية وغيرها، أما بالنسبة للدعم الإضافي، فإن الاتحاد الأوروبي سيقدم بعد الانتهاء من استخدام الدفعة الأولى بشكل كامل، مبلغًا إضافيًا يصل إلى 3 مليارات يورو حتى نهاية عام 2018، للوصول إلى النتيجة المرجوة.

– فتح الفصل الـ33 من فصول مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي:

أصرت أنقرة على فتح فصول جديدة لتسريع عملية عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وطالبت بشكل خاص بفتح 5 فصول إضافية، شملت كلًا من الفصل الـ15 المتعلق بالطاقة، والـ23 المتعلق بالقضاء والحقوق الأساسية، والـ24 المتعلق بالعدالة والحريات والأمن، والـ26 المتعلق بالتعليم والثقافة، والـ31 المتعلق بالدفاع والأمن الخارجي.

لكن رفض جنوب قبرص الرومية، فتح تلك الفصول، دفع الجانبين، إلى التوصل لصيغة أخرى تنص على فتح الفصل 33 المتعلق بالأحكام المالية والميزانية، حتى 30 حزيران/يونيو القادم، فيما نص البيان المشترك بالاستمرار بشكل سريع بالتحضيرات لفتح الفصول الأخرى.

المناطق الآمنة في سوريا

تمت الموافقة على اقتراح تركيا بمساعدة السوريين في المناطق الآمنة التي ستقام داخل الأراضي السورية، ونص البيان على أن “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ستعمل مع تركيا في أية جهود مشتركة لتحسين الظروف الإنسانية داخل سوريا”.

الاتحاد الجمركي

نص البيان على أن “تركيا والاتحاد الأوروبي ترحبان بالأعمال المتواصلة في مسألة تحديث الاتحاد الجمركي”.