الهلال الشيعي والعثمانية تناقض في الدين وتوافق ضد الكرد

آخر تحديث 2016-03-23 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد

التاريخ مع الحاضر يكون جسر المستقبل ان كان مبني على اسس سليمة ومشروعة وحضارية ,وهنا المعادلة معكوسة بالنسبة لأنقرة وطهران فالأولى تحاول جاهدة اعادة الخلافة العثمانية متناسية ان الامبراطوريات والممالك قد سقطت ولم يعد لها وجود فالحرية هي ما يبحث عنها الانسان وباتت العبودية في خبر كان والاخيرة تحاول فرض عمامتها السوداء كراية للإسلام وكأنها وراثة وايضا متناسية ان الدين ليس ملكا يتوارثه الاجيال بل هو اعتقاد وايمان نابعان من الفكر دون الالزام او الاجبار لاعتناقه. فالأديان خلقت للسلام وليس للإكراه وهنا يأتي دور السياسة فتركيا الدولة التي ترفض الحرية للقوميات والمذاهب التي تحتويها تحاول ممارسة سياسة المحورين اولهما المحور الاسلامي السني مع السعودية لكسب اصوات شارعها الاسلامي ضد العلمانية بالإضافة للحصول على الدعم الخليجي لتقوية اقتصادها وبالطرف الاخر تحاول انشاء تحالف شبه سطحي مع ايران لمنع الطريق امام الكرد من جهة ومن جهة اخرى تلويح الورقة الايرانية امام خصومها رغم التناقض الواسع بينهما نتيجة المعادلة الصعبة بين دولة اسلامية سنية ودولة شيعية وفي كلتا الحالتين لا امل في النجاح فاللعب بالمنطقة اصبح مكشوف الغطاء ورويدا رويدا يزول الستار وما يجري هو فقط تمديد او بلبلة لأطاله الازمة على امل بروز بعض الثمار او بعض النقاط التي تحفظ ماء الوجه .
ايران الدولة التي لا تملك حلفاء وهذا ما يؤكده سيطرتها المطلقة بالقوة على القرار العراقي والسوري وصولا الى لبنان تحاول الاستفادة من الضعف التركي للجوء اليها فالأخيرة التي كانت تستغل جغرافية حدودها مع سوريا ورقة رابحة لها وتفرض شروطها على الغرب والمعارضة باتت تشعر ان تلك الحدود الملتصقة بمثابة بركان قد تطالها النار في اي لحظة ومما لا شك فيه ان معظم خرائط التقسيم تكون اتية من الدول العظمى حسب مصالحها لكن مع التطور ومرور الزمن حتى تلك القوى تكون مجبرة لبعض التنازلات ولا سيما ان القوميات التي تكون في نظر اعدائها اقليات بدأت بفرض نفسها ومطالبة حقوقها وهنا تتوضح الخيوط اكثر فاكثر بانه مهما طال الزمن فسينال اصحاب الحقوق حقوقهم ولو ادركت تركيا وايران هذه الحقيقة الغير المعلنة لم لجأوا الى مد ايديهم فيما ليس لهم وخلط اوراق هنا وهناك واليمن ومصر نموذجا ففاقد الشي لا يعطيه والاجدر لو عادوا بسياستهم في المنطقة الى سياسة العقل والمنطق والنظر للأمور بواقعية دون الرجوع الى عهد العبودية .

كاتب وسياسي كردي