الرباط المغرب (CNN) أرجع إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أسباب وجود مقاتلين مغاربة ضمن التنظيمات المتطرّفة إلى النمو الديمغرافي لهذه الجالية وتوزعها بين كل بلدان أوروبا، وكذا معاناة فئات من هذه الجالية من أزمة تنشئة اجتماعية.
وجاء حديث إدريس اليزمي لـCNN بالعربية إثر الهجمات الأخيرة التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، وحضور اسم شاب مغربي على الأقل من أصول مغربية ضمن قائمة المشتبه بهم الرئيسيين في الهجمات التي خلّفت عددًا من القتلى والجرحى.
وقال اليزمي إن الجالية المغربية هي أكثر الجاليات المغاربية حضورًا بأوروبا وتزايدًا ديمغرافيًا، وأن الفترة الحالية تعرف بزوغ الجيل الثاني للجالية، أي أبناء الأسر التي هاجرت هناك بعد الاستقلال، كما أن هذا الجيل الجديد، وبقدر ما يشهد كفاءات يعترف بها الجميع واستطاعت تحقيق اندماج ناجح، يشهد أمثلة شباب تستقطبهم التنظيمات الجهادية.
وتابع اليزمي أن الكثير من العائلات المغربية في الخارج تعيش أزمة في طريقة إيصالها لإرثها وهويتها لأبنائها، وأن الإبن في الخارج أضحى يعيش صدًاما في التنشئة الاجتماعية، إذ يعيش حيرة بين اتباع نهج الأسرة ونهج الثقافة المهمينة، متحدثًا عن أن كل واحد من فئة مغاربة الخارج ما بين 14 و18 سنة يقضي عقوبة سجنية بسبب هذا الانشطار.
وحسب كلام اليزمي، فأحداث بروكسل الأخيرة قد تزيد من موجة العداء ضد المغاربة والمسلمين عمومًا، وتساهم في تفاقم نظرات التشكيك والحذر ضد وجودهم، رغم أن هذه الموجة ليست وليدة اللحظة وتعود إلى سنوات خلت، كما أن ظاهرة فشل الاندماج ليس ظاهرة خاصة بالمغاربة أو أوروبا، فحتى المهاجرين من أصل مسكيكي في الولايات المتحدة، منهم من يلتحق بالإجرام ومنهم من يحقق مسارات ناجحة.
وحول طرق استقطاب التنظيمات المتطرفة للمغاربة في أوروبا، قال اليزمي إن ذلك لا يمرّ عبر المساجد أو التجمعات العمومية، بل أساسًا عن طريق الانترنت وعلاقات القرابة، إذ إن "الكثير منهم انضم لـ"داعش" عن طريق الانترنت، ومنهم من أدخله أخوه أو صديقه للتنظيم، والدليل أن المتورطين في الهجمات الإرهابية الأخيرة كانوا إما إخوة أو أصدقاء أو أبناء العائلة الواحدة" يقول اليزمي.
تغطية ذات صلة