نـــــــــــداء ودعوة إلى وحدة الصف الكردي

آخر تحديث 2016-03-26 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد

إلى جميع الأحزاب الكُردية. إلى جماهير شعبنا الكُردي العظيم . إلى كل الوطنيين الشرفاء من كل أطياف المجتمع الكُردي في الداخل والخارج . إلى كل المحبين والأوفياء المخلصين لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً.

المشاكل تفاقمت بين فرقاء الاحزاب، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تتدهـور، ونحن الآن في وجه العاصفة، إلى متى سنظل هكذا متفرجين وصامتين على ما يحصل في بلادنا ؟.
وماذا نحن فاعــــــــلون ؟.والأمثلة تقول: ( ما عاد يفيد الندم بعد زلة القدم ) (التحسر وياريت وَيَا ليت من الطاقات السلبية ). ولماذا لم نستوعب حتى الآن أهمية صناعة التغيير وإحداث التغييرات المطلوبة وما علاقته بقاعدة العالم في القرن الحادي والعشرين وماهي مشاكل روژآڤاي كردستان الحقيقة؟.
وما هو النظام السياسي في روژآڤاي كردستان ؟
وماهو التغيير الذي يجب أن يحصل؟، وما علاقته بمستقبل الشعب الكردي بشكل خاص والشعب السوري بشكل عام ؟.
وأين يكمن مصير ومصلحة روژآڤاي كردستان والشعب الكردي من هذا كله ؟.
ماذا يعني المستقبل بالنسبة لروژآڤاي كردستان ؟.
وماهي التحديات والتحولات والتغييرات الشاملة المفروضة على العالم ومنها روژآڤاي كردستان ؟.

إذا كنا نريد الخروج من هذا المأزق , فعلينا أولا : التشخيص الحقيقي لمشاكل وخلافات الأحزاب الكردية والوصول الى جذور هذه المشاكل ومعرفة مكونات التربة التي تنمو فيها، والمواقف التي تتغذى منها، حتى نتمكن من إبتكار الحلول لمعالجتها، وهذا هو أفضل السبل والمثل يقول المثل: ( إذا عرف السبب بطل العجب ) .

علينا جميعا أن نعرف أن أصل النظام السياسي في روژآڤاي كردستان هم ( السلطة والمعارضة )، هم حلفاء الأمس، وفرقاء اليوم , وهم سبب الفراغ السياسي في الماضي والحاضر . ليست مشكلة روژآڤاي كردستان هي أن الحاكم هو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، او أزمة قائمة بين السلطة الحاكمة وأحزاب أخرى وأي حوار لم يعد نافعاً اليوم لأن كل الأحزاب الموجودة على الساحة الكُردية لم يعد لها أهمية في هذه المرحلة، ولم تعد نافعة في المرحلة القادمة، وتعتبر أحزاب تقليدية برجالها التقليدين عاجزة عن صناعة المستقبل الجديد لأنها تعتمد على البالي والقديم والعتيق والذكريات ولا تعتنق المفاهيم والمبادئ والأفكار الجديدة المطورة والمفيدة، لكي تتعاطى مع هذه المرحلة، ويجب أن تأخذ حجمها الحقيقي في هذه المرحلة لان وقتها الأصلي قد انتهى والوقت الإضافي لها قد انتهى والوقت الضائع لها قد انتهى. الأحزاب السياسية الحقيقية يجب أن يكون شأنها شأن أي كائن حي يتطور مع تطور الأفكار والمبادئ والمصالح في المجتمع الذي وجدت نفسها لأن تمثله والمثل يقول : ((فاقد الشيء لا يعطيه)). لأن الذي ربما كان نافعاً قبل خمس سنوات مضت اي قبل العسكرة والشدة، لم يعد نافعاً اليوم وأصبح الحوار والتفاوض في هذه المرحلة أداة لعرقلة صناعة المستقبل والمثل يقول: (لا من أمامهم سلامة ولا من وراءهم عافية)، لن يتفقوا في السلم ناهيك وقت الشدة إذا أردنا أن نتحدث عن المستقبل يجب أن يكون حديثنا عن التحديات القادمة وعن إعداد الشباب وعن أماني وتطلعات شعبنا، ويجب أن نتحدث عن الحوار الحقيقي و ليس الخلاف أو الخناق ولا يمكن للتوتر والتعصب والتخوين وتوجيه الشتائم أن يحلوا مشكلة لا يحلها إلا تحكيم العقل والمنطق والعدل والمساواة والحوار البناء ويجب أن نعي تماماً ان النجاح لا يتحقق بالهدم والتدمير وإنما يقاس بقدر ما تعطي من نتائج وان البناء أصعب من الهدم والقبول أصعب من الرفض والسلام أصعب من الحرب فالشعب الكُردي بحاجة ماسة الى توضيح هندسة جديدة ومفاهيم جديدة تتناسب مع مفاهيم المرحلة الحالية والقادمة .

إن مشكلة الأحزاب الكُردية الحقيقية هي عدم قدرة الأحزاب الكُردية على قراءة المستقبل وإحداث التغييرات المطلوبة، المفاهيم تغيرت واصبحت القاعدة العامة هي التغيير، فعلى كل حزب كُردي “صغيراً كان أو كبيراً” أن يعد نفسه الإعداد الجيد واتخاذ الإجراءات المناسبة واللازمة لتحقيق أفضل الأهداف في هذه المرحلة والمرحلة القادمة .

أما الأحزاب التي لم تعتمد التغير في العقود الماضية بالطريقة و الوقت المناسب لها أصبح اليوم مفروضاً عليها بالطريقة والوقت الذي لا يناسبها في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة .

فحزب الاتحاد الديمقراطي PYD “جناح روژآڤاي كردستان لحزب العمال الكُردستاني PKK”هو أحد الاحزاب التي لم تحدث التغييرات المطلوبة في مختلف مجالات ونواحي النضال على صعيد انفتاحه على الأحزاب الكردية الأخرى , ولهذا أصبح اليوم مفروض على الـ PYD التغيير شاء أم أبى , ولا خيار آخر أمامه غير ذلك . لأن قاعدة العالم هي التغيير والاستثناء يعني الانكماش ووضع العصي في الدواليب ، والتغيير لا يمكن تجنبه ولا مفر منه، وطالما المصلحة العامة للشعب الكُردي هو في التغيير فعلينا أن نتغير معه ، ونرسم وتيرة التحرك في اتجاه مصالحنا الحقيقية التي تكمن في التغيير لا في الركود، والتغيير ضرورة ملحه و سنة الحياة وسمة طبيعية من سمات الحياة، إنه أكثر الحقائق تأكيدا .

فإذا أردنا الخروج من هذا المأزق علينا أولاً أن نقتنع بالتغيير وأن نتفق بالإجماع بضرورة التأقلم معه ولا يوجد خياراً أخر بالنسبة لنا طالما والعالم من حولنا يتغير فيجب علينا أن نتغير معه وبسرعة فائقة، ومن لا يتأقلم مع محيطة لا يستطيع البقاء فيه والتعايش معه .

علينا الوصول إلى هذه القناعة أولاً وإذا اقتنعنا بضرورة التغيير وسرعة التغيير نستطيع أن نرسم وتيرة التحرك في اتجاهه الصحيح ونبدأ من الآن دون تأخير لأننا قد تأخرنا كثيرا والعامل الزمني ليس في صالحنا .

إن التحرر من الأفكار الشمولية والأنانية الحزبية الضيقة وتحويلها من السيادة الحزبية إلى السيادة الشعبية والوطنية، وان التقدم الكبير يحدث في رص الصفوف وتوحيد جهود كافة الأحزاب الكُردية .

ان نبذ الخلافات الحزبية الجانبية وبدء حوار بناء من أجل التوحيد حول المصلحة العامة للشعب الكُردي هو ضرورة تاريخية ملحة لا يقبل التأجيل والتسويف وفرض رأي على رأي لا يخدم سوى أعدائنا . وبالتالي قد تضيع البوصلة وجهتها إلى الأبد، فالذي كان نافعاً حتى عشر سنوات خلت لكنه اليوم أصبح ملك الماضي بسياساته وأفكاره وأيديولوجياته ونخبه وعناصره . مفاهيم كثيرة في النضال والسياسة كانت سائدة حتى سنوات قليلة ما ضية لكنها أصبحت اليوم ملك الماضي ولا ينفع التعامل معها وحلت محلها مفاهيم جديدة، وعلى كل حزب كُردي سواءً كان كبيراً أو صغيراً من الأحزاب الراديكالية او الليبرالية ان يتغير ويتأقلم مع الواقع الجديد وأن تبدأ الأحزاب إعداد نفسها ومؤسساتها وشركائها وكوادرها الإعداد الجيد وسن قوانينها واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وفقاً لما سيحمله المستقبل من المتغيرات الكبيرة من أجل تحقيق أكبر قدر من النجاح في المرحلة المقبلة .

فعلى جميع أحزابنا أن تتغير وفقاً لمتطلبات هذه المرحلة التاريخية الحساسة والدقيقة لكي تتوافق مع متطلبات وطموحات الشعب الكُردي . زمن الأمس ليس زمن اليوم وعالم الأمس يختلف عن عالم اليوم ، إنه عالم جديد مليئاً بالتحديات و التغيرات الكبيرة و الشاملة، مرحلة تفرض علينا تحديات صعبة و تطبيقات جديدة في مختلف المجالات، التغلب عليها يتطلب تفكيرا جيدا وأساليب مبتكرة يمكن الإستفادة منها في تطوير المجتمع وتعجيل حركة التنميةوالتطور وهذا يقتضي إحداث التغييرات الشاملة ووضع الحواجز أمام البالي والقديم والاقتناع النهائي بأن القديم غير مفيد ولم يعد مناسبا وآن الأوان لان نطرحه من العقول والممارسة والقبول بالجديد والمطور و المفيد وإزالة الحواجز من إمامه انه يعني التغيير في أنماط التفكير والقدرة على فهم اللغة التي يتحدث بها العالم والقدرة على نقل رسالتنا وأهدافنا ومواقفنا وتطلعاتنا بالوضوح والبساطة والصراحة التي تمكن العالم من فهمنا وتعميق التعاون بين الشعوب وإزالة مكامن سوء الفهم وإتاحة المجال لتوجيه كل الجهود إلى ترسيخ حقوقنا القومية والوطنية .

المفاهيم التي ربما كانت نافعة خلال السنوات الماضية لم تعد نافعةً اليوم ، مفاهيم الحزب الواحد والقائد الأوحد لا مكان لها في هذه المرحلة ، كلنا شركاء في النضال والوطن ، ففي هذة المرحلة روژآڤاي كردستان وشعبنا يتعرضان لخطر الدمار الذي سيجلبه معه دخول العصابات الإرهابية المسلحة تحت شتى المسميات والحجج كالحفاظ على وحدة سوريا أو ربما باسم تحرير “اجزاء” من سوريا من “الاحتلال” الكردي !!، حيث لا وجود للنظام في مناطقنا على الأقل على الصعيد العلني والمباشر ولا يتحرر سوريا بدءاً من روژآڤاي كردستان ولا روژآڤاي كردستان جزء من الوطن العربية .

هناك ما يحاك ضدنا من وراء الكواليس، علينا اليقظة التامة والتصدي لكل ما يضمر لنا في الكواليس ، فمن ضروريات هذه المرحلة هي الحوار والحوار البناء والشراكة الحقيقية بين كافة الاحزاب الكُردية وعلى أي حزب كان ان لا يقصي حزب أخر أصغر منه أو أضعف منه بقوة السلاح، بنادقنا يجب ان توجه للدفاع عن الشعب الكُردي لا لفرض سلطة حزب واحد بالقوة وعدم مشاركة الآخرين معه . كلنا نكمل بعضنا لا فائدة ولا طائل من وراء الاقصاء ، فليس هناك حزب بلا نواقص من حيث الكوادر العلمية والتقنية وحتى العسكرية . فعندما نقصي حزب آخر يعني أنك نتخلى عن بعض الكوادر أو الخبرات العلمية التي قد نفتقدها . لذلك كلنا بحاجة الى بعضنا البعض .

فإذا أردنا أن نكون من رواد الإدارة العصرية لإدارة روژآڤاي كردستان يجب أن نتعامل معه بأسلوب جديد والمثل يقول : لكل زمان دولة ورجال .

هناك تحديات قادمة تواجه الشعب الكُردي لذا علينا الإسراع لكي نجنبهم الهلاك ونحقق لهم النجاح ، وعلينا أن نختار إما الفوز في هذا السباق ورؤوسنا مرفوعة أو الفشل في قهر هذه التحديات وتقبل الهزيمة ورؤوسنا في التراب وحقوقنا القومية والوطنية الى الضياع واحزابنا الى مزبلة التاريخ .
عبد الجبار شاهين