النقل السريع والكرات المعكوسة والانضباط الخططي أسلحة الفيتنامي

آخر تحديث 2016-03-28 00:00:00 - المصدر: معرض الكرة العراقية


تحليل – علي النعيمي
لم يعد امام منتخبنا الوطني بكرة القدم اي خيار غير الفوز على نظيره الفيتنامي في المواجهة المرتقبة يوم غد الثلاثاء، وسوف نخصص هذه الفقرة الفنية لتحليل ابرز الجوانب الخططية للفريق المنافس الذي استبدل هو الاخر مدربه قبل مباراة تايوان الأخيرة ليقوده المدرب المحلي نغوين هوو تانغ الذي اثنى على سلفه السابق الياباني ميورا كونه أعد منتخباً مثالياً لكنه انتقده في حالتين:الأولى، تتعلق في فلسفة الالتحامات العنيفة التي رسخها في ذهنية اللاعب الفيتنامي ومبالغته في الصراعات العنيفة للحيازة على الكرة وقد كلفته العديد من حالات الطرد في المباريات السابقة أو الحصول على البطاقات الملونة.
اما نقده الثاني، كان بشأن اغفاله للجوانب الدفاعية خلال المواجهات السابقة واهتمامه فقط بالنزعة الهجومية على الرغم من التوظيف الامثل للاعبيه وبحكم كونه مدافعاً سابقاً في منتخب بلاده خلال حقبة التسعينيات فقد استبدل المدرب تانغ ثلاثة مدافعين وابقى واحداً خاض المواجهات الأربع السابقة في التصفيات ونقصد به اللاعب كيو نغوك هاي بالرقم (15).

دماء جديدة

الجديد في تشكيل المدرب تانغ انه زج خلال مباراته الأخيرة أمام تايوان( الصين تايبيه) بلاعبين جدد يشاركون لأول مرة تم ترحليهم من منتخب الشباب إلى الأول وهم: المهاجم (فان توان) بالرقم (21) الذي سجل هدفين في هذا اللقاء الى جانب صانع الألعاب (ليون تشوان توين) بالرقم(6) والمحترف في نادي انجون يونايتد الكوري الجنوبي، والمهاجم الشاب المحترف في صفوف يوكوهاما الياباني نغوين تون آن بالرقم (8)، وأيضا استعان بالظهير اليسار(فو فان تاين) بالرقم (17)، والظهير الأيمن (تران دين هوانغ) بالرقم (23)، وأعاد قلب الدفاع السابق ابن 32 عاماَ ترون دين لوت بالرقم(3) مرة اخرى الى صفوف المنتخب بعد ما استبعده ميورا في العام الماضي وقبل سفره الى العاصمة الايرانية طهران، استبعد المدرب المهاجم (لي فان تانغ) الذي لم يشارك في اي مباراة بسبب الاصابة واستدعى بدلا منه دين تين تاين الذي شارك في مباراة العراق السابقة وقد حمل الرقم (5) وكانت واجباته دفاعية بحتة.

نظام اللعب

يطبق المدرب تانغ بنظامي لعب (4-4-2) و(4-2-3-1) وقد لعب في اخر مبارياته بالتشكيلة التالية من اللاعبين : تران مان بالرقم (1) لحراسة المرمى اما خط الدفاع فقد شغله كل من: الظهير اليسار (فو فان تاين) بالرقم (17)، كيو نغوك هاي بالرقم (15)، دين لوت بالرقم(3)، الظهير الأيمن(تران دين هوانغ) بالرقم (23)، اما خط الوسط فقد تألف من الجناح الايسر فام ثان لونغ بالرقم (11) الى جانبه اللاعب نغو هوانغ تين بالرقم (7) وسط ارتكاز المكلف بقطع الهجمات والتحول الى لاعب ساند ثالث ضد حامل الكرة في الفريق المنافس، ويكون بقربه دائما صانع الالعاب ليون سوان توين بالرقم (6) وهذا اللاعب دائم الحركة ويلعب خلف المهاجمين، اضافة إلى الجناح في جهة اليمين (فان توان) بالرقم (21)، الذي يتحول من الطرف الى العمق ليصبح رأس حربة او مهاجما ثالثا خلف كل من نغوين تون آن بالرقم (8)، والهداف التقليدي في المنتخب الذي احرز هدف منتخبه في مرمى العراق لي كونغ فين بالرقم (9).

بدلاء المنافس

في اللقاء السابق، عمل المدرب تانغ ثلاثة تبديلات تقليدية في ذات المراكز عندما زج بلاعب المنتخب الاولمبي دو دوي مان بالرقم (4) بدلاً مننغوين تون آن بالرقم (8) وسبق للاعب البديل المشاركة في لقاء العراق الأول لتعزيز قدرة الفريق في بناء الهجمات في الوسط، كذلك زج بجناح اليسار دين تان ترونغ بالرقم (16) عوضا عن زميله فام ثان لونغ بالرقم (11)، واخيراً المهاجم والجناح في جهة اليمين هوانغ دين تونغ بالرقم (12) بدلا من (فان توان) بالرقم (21).

ستراتيجية الفيتنامي

في مواجهة تايوان السابقة لعب الفيتنامي بأسلوب متناغم جمع بين الهجوم السريع وقدرته الواضحة في الاحتفاظ على الكرة وتنسيق الاداء بشكل متصاعد مع امكانية تسريع الايقاع عن طريق فتح طرفي الملعب بالاعتماد على المرتد السريع او خفضه عبر تدوير الكرة السلس وعكسها من جهة إلى اخرى براحة تامة،علما انه أجاد على مدار مبارياته السابقة ستراتجية تطبيق دفاع المنطقة (المنخفض) بشكل دائم والضغط على حاملي الكرة ورص الصفوف في وسط الملعب, وترك مساحة ضيقة لخصومه.

تحضير الهجمات

الأسلوب الأول

عن طريق التمرير القصير دائما ما تبدأ الهجمات عند قلب الدفاع كيو نغوك هاي بالرقم (15) الذي لم يلعب امام منتخبنا في اللقاء السابق وهو صاحب رؤية عميقة في التمرير وبناء اللعب من الخلف الذي اما ان يمرر كرته الى صانع الالعاب ليون سوان توين بالرقم (6) ومن ثم الى زميله القريب منه نغو هوانغ تين بالرقم (7) ثم الى احد الجناحين اما الجناح الايسر فام ثان لونغ بالرقم (11) او إلى فان توان بالرقم (21)، وتارة الى المهاجم المتراجع نغوين تون آن بالرقم (8) الذي دائما ما يطلب الكرة في الخلف لإتاحة المجال امام الجناح اليمين بالدخول.

معدل تمرير

وهنا تكمن خطورة الفريق المقابل لأن معدل التمرير في الهجمة الواحدة يصل الى في بعض الاحيان الى ثماني نقلات متقنة تلعب بشكل سريع وبلمسة واحدة وفي مختلف أرجاء الملعب وهو من أفضل منتخبات المجموعة السادسة التي تلعب بمنهجية حديثة وبـ (رتم) متصاعد يصاحبه حركة دائمة ولا مركزية في المراكز اللاعبين، وهذا ما شاهدناه في جميع مبارياته السابقة بل ان منتخبنا الوطني عانى كثيراً في مباراة الذهاب من هذا الاسلوب الخاطف لحظة فقدان الكرة وانتقالها الى الفريق المنافس كون لديه قدرة الوصول الى مرمى المنافس في أقل عدد من النقلات وبلمسات متقنة وهي من سمات اللعب المتطور .

الأسلوب الثاني

اما الأسلوب الآخر هو نقل الكرات القطرية( الكروس) من جهة اليسار الى اليمين أو بالعكس معتمداً على انطلاقات الجناحين اوالظهرين لكسر دفاعات الخصم وأيضا تبدأ الهجمة من المدافع كيو نغوك هاي بالرقم (15) الذي مرر في مباراة تايوان الاخيرة اكثر من سبع كرات خطيرة بواسطة التمرير الطويل او الكروسات من جهة اليسار الى اليمين وسجل منها احد الاهداف عن طريق الجناح فان توان بالرقم (21)، والكلام ذاته يقال عن الجناح الأيسر فام ثان لونغ بالرقم (11) الذي يجيد الانطلاقات والتوغل.

زبدة القول

ليس من باب التهويل والمبالغة يعد المنتخب الفيتنامي من افضل منتخبات المجموعة السادسة تطوراً لاسيما في جوانب البناء الخططي والانضباط التكتيكي داخل الملعب وهو مؤهل لإحداث المفاجآت أو احداث الفارق بأدوات بسيطـــة وربما تكون متواضعة على الرغم من ان الامكانات الفنية والمهارية تصب لمصحلة اسود الرافدين بحكم التكوين والتأسيس لكن الفريق الاسيوي يلعب بستراتيجيــــة واضحة ويطبق اساليب حديثة وهو يلعب من دون ضغوط ولا يحمل ذلك التاريخ الكبير في القارة الصفراء.