دحض مسألة صغر مساحة سوريا على الفدرالية.

آخر تحديث 2016-03-30 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد

لم يكن صغر مساحة بلد ما وكبرها عائقا أمام تبني نظام سياسي معين، إذا كان الهدف تحقيق حرية الشعب واحقاق حقوق مكونات هذا الشعب .
فالدولة السويسرية مساحتها تبلغ 41000 كم مربع، وعدد سكانها بحدود عشرة ملايين، وتطبق النظام الفدرالي منذ القرن الثالث عشر، وكانت مؤلفة من ثلاث كانتونات وقتذاك، أما الآن فيبلغ عدد كانتوناتها ستة وعشرون، لكل كانتون برلمان وحكومة وقضاء وقوات أمنية، وشعبها مؤلف من عدة قوميات، وحقوق هذه الشعوب محفوظة بالدستور، وعدد اللغات الرسمية فيها هي على عدد شعوبها وهي أربع لغات الالمانية والفرنسية والايطالية والرومانشية، ولايتصل حدودها مع أي بحر. كما أن اقتصادها من ضمن أوائل الاقتصاديات في العالم، ولايوجد فيها نفط، والغالبية العظمى من شعوب العالم تتمنى لو كانت بلدانها كسويسرا.
أما سوريا فمساحتها هي 185000 كم مربع، وعدد سكانها بحدود اثنان وعشرون مليون، وتطبق النظام المركزي الدكتاتوري منذ تأسيسها بموجب اتفاقية سايكس ببكو، التي الحقت الجزء الغربي من كردستان بالدولة السورية الحديثة التكوين، ومنذ عام 1946 وهي تقاد كدولة مركزبة، تقمع مكونات الشعب السوري من كرد وسريان وباقي المكونات القومية بحجة حماية الهوية القومية لسوريا، وبالرغم من أن سوريا تعد من أغنى الدول بالثروات الطبيعية سواء النفطية أو الغازية، وكذلك بالاراضي الزراعية الخصب، وتتصل أراضيها بالبحر، وبالغم من ذلك فلا أحد من شعوب العالم تمنت أن تكون بلادها كسوريا لا قبل الثورة ولا بعدها، سرقت الثروات ونهبت البلاد باسم المقاومة ومواجهة الاعداء ، دون الالتفات إلى وضع الشعب ومكوناته القومية التي تعيش في ظل القمع والظلم والفقر، وهي الدولة التي لو قارناها بالدولة السويسرية، من حيث المساحة فمساحة سوريا تبلغ أكثر من أربعة أضعاف مساحة سويسرا، بالرغم من أن عدد سكان سوريا هي ضعف عدد سكان سويسرا فقط، ونوعية الثروات الطبيعية المتنوعة وتوافرها بكميات كبيرة في سوريا، وكذلك الاراضي الزراعية الخصبة مقارنة مع المساحات الزراعية في سويسرا،كون أغلب مساحة الدولة السويسرية هي جبال.
إذا، قضية صغر مساحة دولة ما،أو كبر هذه المساحة. ليست السبب في تبني الفدرلة من عدمها، ولكن السبب الاساسي هو تنوع الشعوب في دولة ما، والسبب الآخر هو تطبيق الديمقراطية لكي تنعم الشعوب بالحرية والمساواة، فإذا كان هناك من يريد لسوريا الاستمرار كدولة متحدة، فلابد له من العمل لتبني الفدرلة لسوريا، عدا عن ذلك فإن سوريا متجهة للتقسيم.
لقمان أحمي