تبرئة “فويسلاف سيسلي” المتهم بارتكاب جرائم حرب في صربيا

آخر تحديث 2016-04-01 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

سراييفو- الأناضول: برأت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، في لاهاي الهولندية الخميس، السياسي الصربي، فويسلاف سيسلي، المتهم بإرتكاب جرائم حرب بحق البوسنيين وقوميات أخرى في صربيا بين الأعوام 1991-1993.

وأصدر مجلس القضاء قرار التبرئة بحق سيسلي بعد أنّ أعلن “عدم وجود أدلة كافية وقاطعة”، تثبت تورط الأخير بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، بحق البوسنيين والكروات والقوميات الأخرى، داخل صربيا، بين 1991-1993.

ومن التهم التي واجهها سيسلي، “جرائم بحق الإنسانية، وإبعاد المواطنين قسراً عن بلدهم، وانتهاك قواعد الحرب، والقتل عمداً، والتعذيب، والتعامل بقسوة، والتدمير، وإلحاق الضرر بدور العبادة والمدارس، وإختلاس الأموال العامة والخاصة”.<br>وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس القضاء، جان كلود أنتونيتي، خلال إعلانه عن أسباب القرار، إنّ “المحكمة لم تعثر على أدلة قاطعة تثبت تعرض القوميات الأخرى في صربيا بين أعوام 1991، و1993، لهجمات ممنهجة ومخططة مسبقاً”.

وأوضح أنتونيتي، أنّ المدنيين تأثروا بالصراعات الدائرة بين القوات العسكرية، في تلك المناطق، لافتاً إلى “عدم وجود أدلة تثبت استهداف المدنيين بشكل مباشر في تلك الأعوام”.

وتطرق أنتونيتي، إلى تأثير فرض أيديولوجية “صربيا الكبرى” على غير الصربيين، مشيراً أنّ “هذا المشروع لا يحمل أهدافاً إجرامية، إنما تمّ إطلاقه لأهداف سياسية”.

وفيما يخص المجازر التي ارتكبتها وحدات متطوعة موالية لسيسلي، صرّح أنتونيتي، أنّ المحكمة لم تعثر على أدلة حول تحرك هؤلاء المتطوعين بأمر من سيسلي، وفقاً لتعبيره.

وولد سيسلي عام 1954 في سراييفو، وحصل على شهادة الحقوق، من جامعتها، وأكمل بعدها دراساته العليا في الكلية نفسها.

وفي مطلع الثمانينات، انضمّ سيسلي إلى القوميين الصرب، وحكمت عليه السلطات اليوغوسلافية، عام 1984، بالسجن لمدة عامين، بداعي تورطه في أعمال ضدّ الحكومة.

وأجرى سيسلي، في نهاية الثمانينات، زيارة إلى بلغراد، ومن ثمّ الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى، بهدف اللقاء مع أعضاء حركة “جتنيك”(تأسست لمقاومة ما يُعرف بقوات دول المحور في الحرب العالمية الثانية، وعملاء الكرواتيين).

وفي عام 1990، أسس سيسلي، حركة الشعب الصربي التنموية، وتحولت فيما بعد إلى حركة جتنيك صربيا.

وعقب منع الحكومة اليوغوسلافية للحركة من القيام بنشاطاتها، قام سيسلي في عام 1991، بتأسيس الحزب الراديكالي الصربي، الذي تزعمه، وفاز بمنصب النيابة البرلمانية في العام نفسه.

ويعدّ سيسلي أحد أهم أعمدة أيديولوجية “صربيا الكبرى”، حيث دعا في كل خطاباته إلى محاربة المسلمين والألبان، ووصف الكروات بالعدو التاريخي.

وسلّم سيسلي نفسه عام 2003، بعد صدور قرار باعتقاله، واقتيد إلى لاهاي في اليوم التالي، لتبدأ محاكمته في 27 نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2006.