أصل الموسيقى

آخر تحديث 2016-04-03 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد

” يجب الابتداء بتهذيب النفس لأن النفس اذا كانت صالحة فهي بفضيلتها تجعل الجسد كاملا” قدر الأمكان ”
أفلاطون
الموسيقى كلمة يونانية أخذت عن الأغريق الذين كانوا يقدسون الفنون الجميلة وينسبوها الى معبوداتهم ويسمون كل ما له اتصال بفن الموسيقى أو هو اسم المعبودة موسا ” الملهمة ”
في العالم آثار كثيرة تشير الى أن الموسيقى خلقت مع الأنسان ووجدت يوم وجد ولم تكن في البدء فنا” أو علما” بل كانت أصوات غير مهذبة بلا قانون ولا قاعدة الا التوازن البدائي الساذج الذي يعرفه الأنسان بفطرته وسجيته فكان مقياسا” لحياته العقلية والمعنوية والأجتماعية والدينية ان بداية معرفة الأنسان للموسيقى كانت من الايقاع أو ضرب من النغم وأنما هي تلك الأصوات التي جاءت من الطبيعة عند بدء التكوين ( الرعد ، المطر ، هدير البحر ، صفير الرياح ، …..الخ ) ثم نواح العندليب غناء الكروان ، هديل الحمام ، صياح الديك …. )
وهي أصوات ناعمة شجية سمعها الأنسان منذ نشأته الأولى وأدركها وحاول تقليدها وما تذكره الوثاثق التاريخية أن الموسيقا كانت تشغل جزءا” من الحياة وعصرا” أساسيا” في العبادة حيث كانت قمة التعبد الجماعي وبث النشوة الروحية في المتعبدين وقد ظهرت اقددم مدونة موسيقية عرفتها البشرية في مدينة أوغاريت ” رأس شمرة ” وفيها يكون علم الموسيقى قد عاد 1400 سنة ق . م الى الوراء ويتطرق هذا الرقم الى أنشودة كانت مخصصة للآلهة
” أورخينا ” أو أورفة وأن الجزء العلوي من الرقيم الفخاري الأوغاريتي كتب باللغة الحورية ونسب الى الحوريين الذين حكموا شمال بلاد الرافدين وبلاد الشام منذ نهاية القرن الثامن عشر ق.م وأن التفسير الذي قدره العلماء لهذا الشكل هي عبارة عن تنويط موسيقي للنشيد الحوري ، يدور محوره حول الألهة ” نيكال ” زوجة اله القمر وهي عبارات رقيقة مثل محبوبة القلب وتتميز بأسلوب شاعري رهيف وقد دون على طرف اللوحة الأوغاريتية أن الموسيقى يجب أن تعزف على مقام ” نيدقبلي ” وهذا المقام هو مماثل لمقام ” كرد ”
وبهذا الرقم المسماري أثبتت أنها أقدم بما لا يقل عن ألف عام من أقدم قطعة موسيقية عرفها الغرب على أساس السلم الموسيقي الذي ينسب الى فيثاغورث الاغريقي عام 500 ق.م
وتتألف الموسيقى من سبع أصوات عند جميع الأمم ، والسلم الموسيقي هو الدعامة الأساسية التي بني عليها ، وأقدم الة أثرية اكتشفت هي قيثارة ” سومر التس ” وقد دلت على ما للسومريين من رقي وحضارة فنية بالغة السمو والجمال وستبقى الموسيقى مرآة تعكس الهوية الحضارية للمجتمع وصرخة انسانية مدوية في وجه رياح الألم وعواصف الحزن وأعاصير الظلم .
يقول أفلاطون ” الا ان هذا العلم لم يصنعه الحكماء للهوى ولا للأشتغال بالهوى بل للمنافع الذاتية ولذة الروح وبسط النفس وترطيب الأمزجة وترويق الدم ”

دلخاز جميل علي