اتحاد الديمقراطيين السوريين : وفاة حسين العودات

آخر تحديث 2016-04-09 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد

حسين العودات

توفي البارحة المناضل والكاتب الديمقراطي الكبير حسين العودات ، بعد تدهور مباغت الم ببصره ثم بصحته ، أقعده الفراش الى ان وافته المنية ، بعد نيف وشهر .

كم يعز علينا في “اتحاد الديمقراطيين السوريين “ان نتحدث عن رجل مثله بلغة الرثاء ، وان لا نجده من الان فصاعدا بيننا ، قامة وطنية عز نظيرها ، وعقلا مضيئا دائم العطاء ، ورجل مواقف لا تعرف المساومات او تساير الباطل و تسكت عن الظلم والطغيان ، وصاحب كلمة كحد السيف ، لا التواء فيها ولا عوج ، وإنسانا متواضعا يحمل حبا لا حدود له لشعب سورية ، وإنسانيا يسع قلبه وفكره العالم ، وصديقا لا يبخل على السوريات والسوريين بشيء ، وشجاعا لا يهاب ما ترتعد منه الجبال ، وثوريا كانت مسيرة حياته الصاعدة تقدما لا تراجع فيه نحو حق المواطن في العيش الحر والعدالة والمساواة والكرامة ، ومعلما قدم للثورة من فكره وروحه الكثير مما أغناها وعمل على تحصينها ضد الأخطاء ، ورفيق ا شهما لبسطاء الناس ، الذين وجدوا لديه دوما ما يعجز اللسان عن وصفه من الحب والتفهم ، دافع عنهم واحتضن قضاياهم وتحمس لثورتهم ، وأيقن بحتمية انتصارها ، لكن القدر لم يمهله حتى يحتفل بفصلها الأخير ، في دمشق الحرة ، التي كان حلمه ويقينه ورهان وجوده .

واليوم ، وقد فارقنا الرجل الكبير بصفاته النبيلة وإبداعاته ، لا يعفينا غيابه من استحضار رسالته في حياتنا وتفكيرنا وممارساتنا ، ومن مواصلة دربه ، والسعي الى التماهي معه والتشبه به ، والاقتداء بتجربته ، التي امتدت على مدى ستة وعقود ونيف ، بدأها مكافحا من اجل لقمة العيش وأنهاها مكافحا من اجل حرية مواطناتهم ومواطنيه ، لانه رأى في حريتهم غاية حياته ومعناها ، واعتقد ان من لا حرِّيَة له لا كرامة له ، وان ما فات السوريات والسوريين في ماضيهم البعيد والقريب يتلخص أساسا في اعتبارهم الحرية قضية بين قضايا بينما هي قضية القضايا ، التي تغيب كل قيمة بغيابها ، ويفقد الانسان بفقدها حتى الحق في الحياة .

عهدا أيها الصديق ان نواصل دربك ، ونتابع نضالك ، وان تبقى افكارك وكلماتك وسيرتك حية فينا ، وان لا نتوقف قبل ان تنتصر ثورة الحرية في سورية، التي كانت حلمك ورهانك ، مثلما هي اليوم حلمنا ورهاننا .

لن يغيبك الموت ، لأنك ستبقى معنا ، بامثولتك وبما تركته لنا من نهج وتجربة ،وهو حي اليوم وسيظل حيّا غداً في وطننا ، الذي وضعت كل يوم من حياتك في خدمته ، ولن تمحوك الايام من ذاكرته .

اتحاد الديمقراطيين السوريين غازي عينتاب