منعت السعودية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ملاحقة مشتبه بهم أو تنفيذ اعتقالات في تقليص لسلطات المؤسسة التي جلب تطبيقها الخشن لقوانين المملكة الصارمة المستمدة من الشريعة الإسلامية انتقادات من مواطنين أكثر انفتاحا. وتسير الهيئة- التي يقول رجال دين متشددون إن لدورها أهمية كبيرة في تطبيق القوانين الدينية- دوريات في المناطق العامة لتطبيق حظر شرب الخمر وتشغيل الموسيقى الصاخبة في أماكن عامة والتأكد من إغلاق المحال وقت الصلاة ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم. وتفرض الهيئة أيضا ضوابط للحشمة في ملابس النساء. لكن من الآن فصاعدا لن يسمح لأعضاء الهيئة بملاحقة الناس أو سؤالهم أو طلب الاطلاع على هوياتهم أو اعتقالهم وفقا لبيان صادر عن مجلس الوزراء السعودي نشرته وكالة الأنباء الرسمية. وسيكون على أعضائها بدلا من ذلك الإبلاغ عما يشتبهون بها من جرائم للشرطة أو لسلطات مكافحة المخدرات التي ستتولى إجراءات تطبيق القانون. وقال البيان إن أعضاء الهيئة عليهم من الآن فصاعدا إبراز بطاقات هوياتهم أثناء الاضطلاع بمهامهم الرسمية. وتشير هذه الخطوة لتغير محتمل يهدف لكبح الهيئة. وسرت توقعات بحصول الهيئة على نفوذ أكبر تحت قيادة الملك سلمان بعدما عزل قائد الشرطة ذا الفكر الديني المعتدل الذي مثل خصما عتيدا للمحافظين من السعوديين في واحد من أوائل قراراته بعد توليه السلطة العام الماضي. ورسخ المرسوم الجديد لدور رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدرجة وزير يعين مباشرة بمرسوم ملكي. لكن الهيئة تعرضت لانتقادات حادة على الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي في عدد من القضايا الشهيرة نفذت فيها سياراتها عمليات مطاردة انتهت بحوادث دامية ودفعت رئيس الهيئة لوقف مثل هذه المطاردات في 2012. لكن مطاردة في العام التالي انتهت بمقتل أحد أفراد الشرطة السعودية سلطت الأضواء على الهيئة بعد نشر فيديو التقطه أحد المارة على مواقع التواصل الاجتماعي.