بقلم.. ماجد زهير شنتاف
من المعروف ان الانسان الوطني و الشريف و النزيه هو على استعداد للتضحية بكل شيء من اجل عقيدته وامته ووطنه واذا كان مئات الالاف قد ضحوا باغلى ما عندهم وهي ارواحهم واستشهدوا في سبيل وطنهم وامتهم فما اقل التضحية بالمال سواء بالراتب او الوظيفة اذا كان الانسان وطنيا وشريفا حقا .
بالامس اعتصم عدد لا بأس به من البرلمانيين في البرلمانيين وفي البداية طالبوا الشعب العراقي ان يدعم اعتصامهم ويساندهم ومطاليبهم هو تغيير الرئاسات الثلاث وبعضهم طالب رئيس الجمهورية بحل البرلمان والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة لانه وحسب اعتقادهم بان الوضع السياسي لم يعد يتحمل اكثر وحجتهم انهم حريصون على حياة ومستقبل الشعب العراقي .
هؤلاء هم نواب الشعب اي ممثلوا الشعب فان كانوا وطنييون حقا ويعتقدون بان العملية السياسية بحاجة الى تغيير وانهم اعلنوا اعتصامهم رفضا لما يجري وطالبوا الشعب بمساندتهم فياترى اليس افضل طريقة هي ان يعلنوا استقالاتهم من البرلمان وان يعتصموا في الشارع مع الشعب العراقي وبالتالي يقولوا علانية بانهم ليسوا شهود زور على ما يجري وانه لابد من انتخابات جديدة تاتي بنواب وطنيين حقا ؟
ان استقالات هؤلاء المعتصمين تعني فقدان البرلمان لمشروعيته ونصابه فيضطر رئيس الجمهورية الى حله و الدعوة الى انتخابات جديدة وان الانتخابات الجديدة ستعني في النهاية تغيير الرئاسات الثلاث وهو مطلبهم الرئيس الذي يعتصمون من اجله وياتي نواب وباعتبارهم يعتبرون انفسهم وطنيون فانهم سيعودون ومعهم وطنيون اخرون يقودون العملية السياسية الى بر الامان فلماذا لا يستقيلوا وهو اضعف الايمان ؟
اليس اعلانهم الاعتصام يعني اعتراضهم على ما يجري في البرلمان ؟ فليستقيلوا من هذا البرلمان ويرفعوا عنه الغطاء القانوني في عدد النصاب حتى ينجح مشروعهم ولكنهم دجالون لا يستقيلون و السبب واضح وصريح وهو انهم ان استقالوا فلن يستلموا رواتيهم ولن يتمتعوا بامتيازاتهم كما وانهم لن يضمنوا انتخابهم من جديد فكيف يجازفوا هذه المجازفة ؟ افضل شيء يبقوا نوابا ويطالبوا الشعب ان يتظاهر بالشارع ويؤيدهم وبالتالي لا يخسروا مالا ولا يضحوا بمنصبا وهو من ذكاء الدجالين و النصابين المحترفين فهل سيؤيدهم الشعب العراقي وهم يضحكون عليه بهذه الطريقة ؟
اليس اسهل الطرق لاعلان عدم القبول و الرضا عن شيء هو ترك المشاركة فيه فليستقيلوا اولا ويعتصموا في الشارع وعندها يطلبوا من الشعب الاعتصام معهم ليثبتوا مصداقيتهم ووطنيتهم ولكن لن يفعلوا ابدا .
اليس معيبا ما قاموا به من القفز على كراسي رئاسة البرلمان ومن ثم الجلوس على الارض متربعين والتراشق بقناني المياه والالفاظ النابية ؟ هل يستقيلوا لكي يفقد البرلمان نصابه ويحققوا مطاليبهم بتغيير الرئاسات وانتخاب برلمان جديد ؟ كلا لن يفعلوا لان الدجالين كذابين ومراوغين ومخادعين واساس حركتهم هذه ليست مصلحة الشعب ولكنها مصالح شخصية فيا ايها المعتصمين استقيلوا واعتصموا في الشارع وحول البرلمان وستكون الجماهير معكم فهل تفعلوا وهل تستقيلوا ؟ الايام القادمة ستشهد حقيقة الدجالين .
والان عزيزي القاريء اتعرف لماذا يريدون تغيير الرئاسات الثلاث ولماذا يرفعون هذا الشعار بالذات ؟ انه الانتقام من شخصين فقط لا غير وهما رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فقط دون رئيس البرلمان اتدرون لماذا ؟ الموضوع بسيط جدا ان رئيس الجمهورية هو من كلف رئيس الوزراء ولم يعر اهتمام لصاحب الكتلة الاكبر انذاك وبالتالي لا بد من معاقبته و الثار منه واقالته وان طلب تغيير رئيس الوزراء لانه تجرأ وقبل بالمنصب ولم يحترم من اراد فتح ابواب جهنم وبالتالي ان الاوان للانتقام منه واقالته .
واخيرا يستحق النواب ان يهتف الشعب ضدهم كذابون كذابون كذابون كما هتفوا قبلها لرئيسهم كذاب كذاب فهل علمتم سبب الاعتصام ؟ القضية ليست حقوق الشعب بل تصفية حساب لا اكثر وان كان غير ذلك فليستقيلوا ولن يفعلوا .