أكد ائتلاف الحكيم، اليوم الاثنين، ان الازمة السياسية التي يعيشها العراق، كشفت عن "نفوس مضطربة" و"عقليات جاهلة"، ومطامح فردية تريد ان تركب اية موجة للوصول الى "اغراضها الانانية"، مشيرا الى ان البلاد ليست بحاجة الى قوى حزبية تسعى لفرض خططها وهيمنتها وارادتها على الدولة والشعب، بل بحاجة لـ"احزاب تدرك مهام المرحلة". وجاء في مقالة كتبها القيادي في الائتلاف، عادل عبد المهدي، ونشرها المكتب الاعلامي للحكيم، اليوم الاثنين، "كانت الازمة الاخيرة قاسية ومؤلمة وخطيرة، الا انها ـ بالمقابل - تجربة غنية بالدروس والعبر في تقويم الاداءات، وفي قوة وهشاشة المؤسسات، وفي العلاقة بين المكونات، ومواقف الاحزاب والتحالفات، وصولاً للمواقف الفردية. ازمة لابد من تسويتها سريعاً، والا الكوارث الكبرى". واضاف، "لقد كشفت الازمة ان التجربة السياسية لن تكتسب النضج الكافي، وان الديمقراطية لن تؤسس لنفسها تقاليد عمل حقيقية، ولن تبني مؤسساتها ومنظومة قراراتها، وان الاحزاب والقوى السياسية لن ترتقي الى ممارسات الدولة والمؤسساتية والحياة الديمقراطية، وبان الرأي العام ومؤسسات الاعلام والضغط لن تلعب فعلاً دور السلطة الرابعة المسؤولة، وبانها ليس مجرد ادوات للتسقيط والمناكدة ونشر الاشاعات". واوضح عبد المهدي، "نقول ان الازمة كشفت بان ذلك كله لن يتحقق بدون مخاضات والوقوف عند الحافات الحادة، والمنحدرات الخطيرة، ليكتشف كل طرف حقيقة بناءاته وشعاراته وسياساته، والممكن والمستحيل فيها. فالازمة –ان تجاوزناها- درس كبير سيحمل ولاشك تطعيماً او حصانة لمجمل التجربة السياسية.. التي تسعى للانتقال من حكم الفرد والحزب والطائفة الى حكم مؤسساتي ديمقراطي يحترم التعدديات ويكتسب شرعيته من الارادة الحقيقية الحرة للشعب". واشار، "لقد كشفت الازمة ان العراق في عمقه ليس بلداً هشاً قابلاً للانهيار والقسمة بسهولة، كما قد تستنتج قراءة متسرعة لما يجري على السطح من فوضى واضطراب. فللبلاد حصاناتها ودفاعاتها التي تتحرك عند الازمات.. فتحت السطح، هناك نسيج متشابك قوي يستطيع التنادي والتماسك والتلازم ليمنع الذهاب عميقاً لتمزيق كامل النسيج. بل كشفت الازمة ان الصراع الخارجي على العراق ونتائجه السلبية، تتحول عند نقطة معينة من القلق الى وساطات، ومساع لتعزيز النظام وتوحيد الجهود خوفاً من حمم البركان وتمزق النسيج".