ثورة ضد المحاصصة

آخر تحديث 2016-04-27 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء

علي الخياط ------------- رغم إنها لم تستمر ولم تحقق الهدف النهائي منها وهو التغيير الاشمل والأعم إلا أن حركة الاعتصام الأخيرة في البرلمان هزت الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية وأثارت جدلا عميقا في وسائل الإعلام خاصة وان الجميع يتحدث عن الإصلاحات لكننا لم نعد ندرك طبيعتها وفهمها والى أين تمضي مع الكم الهائل من المواقف والتصريحات والقرارات التي صعقت الشارع الصحفي. فالإعتصام الأخير لعدد من نواب الشعب في البرلمان مثل تحولا هائلا في الحالة السياسية العراقية وفي معادلة الصراع بين القوى الرافضة للتغيير وتلك التي قررت أن تنحاز الى جهة الشعب وتحمل همومه وتساؤلاته ولايجوز أن نشكك بحملة المدافعين عن حقوقنا لمجرد أنهم من النخبة السياسية فربما ينهض البعض بالمسؤولية ويشعر بعذاب الناس ويحاول التخفيف عنهم بالطرق المتاحة له على مستوى العمل السياسي وهذا ماحصل بالفعل خلال الفترة الماضية التي إنكشفت فيها الأوراق وبانت الحقائق من خلال الحراك الكبير فقد تبين زيف البعض ولهاثهم خلف المصالح وظهور طبقة سياسية وإن كانت محدودة العدد الا إنها جزء من معادلة التغيير والنهضة وبإمكانها أن تستقطب الشعب بأكمله فتكون هي والشعب قوة جبارة ومن يريد خداع الناس بالأباطيل فإنه لن يستمر في الكذب والإدعاء لأن الجماهير سرعان ماتكتشف زيفه وميله الى القوى التقليدية الفاسدة وربما يكون ماجرى في البرلمان العراقي خلال الأيام الماضية برهانا جازما بوجود نخبة سياسية فاسدة وقوى سياسية مشاركة في حماية المفسدين ودعمهم وتجاهل صوت الشعب بل وخداعه وتضليله ودفعه الى الشارع ثم التخلي عنه في أول خطوة. كانت بعض الكتل السياسية مسارعة الى دعم المعتصمين الذين مثلوا قوميات وطوائف عدة وغادروا مساحة الطائفية والقومية وانحازوا الى كرامة الشعب وحضوره الحقيقي وعملوا على تكريس الشعور الوطني الذي لايميز بين العراقيين ولايعاملهم بحسب إنتماءاتهم ومذاهبهم وهذا ماحصل بالفعل في البرلمان العراقي الذي تجسدت فيه روح الإيثار والعزيمة من خلال رفض المحاصصة وقد ظهر المعتصمون كقلة قليلة خيرة شريفة في مواجهة قوى كبرى مدعومة بالمال والفساد والخوف والقتل والترهيب لم تسمح بالتحوةلب واصرت على توزيع العراق كحصص للأحزاب والطوائف والقوميات بعيدا عن الشعب المعذب والمنسي والمهمل. هذه الثورة ستستمر فعلا ولن تموت لأن أسبابها تشتعل في داخل كل واحد منا رأى العذاب بعينيه وتحمل جبروت الحكام وطغيانهم وفسادهم المر والمقيت، ونحن مع النواب المعتصمين، وقد سجلنا لهم روحهم الطيبة وكتبنا أسماءهم في القلوب فلهم منا التحية والتقدير ولابد أن ياتي التغيير يوما ما ليقتلع شرور وزيف الفاسدين وحاميهم.