رغم فشل النواب المعتصمين في مجلس النواب العراقي على فرض سياستهم الجديدة بالقضاء على المحاصصة في العراق ، الا انهم فتحوا على العراق بابا كان الجميع بانتضاره ، اذ سيضرب العراق موعدا على عهد جديد من المعارضة النيابية الحقيقية بتشكيل (كتلة اصلاحيون) التي اعلنت عنها النائبة (المعتصمة) عالية نصيف، وأكدت، أنهم سيجتمعون اليوم لـ”تنظيم صفوفهم” وبحث خياراتهم الموجودة. ويبدو ان تشكيل هذه الكتلة هي خيار ثان بعد خيار التوجه الى المحكمة الاتحادية للطعن بالتشكيلة الحكومية التي قدمها العبادي يوم امس .. لكن اعلانهم عن هذه الكتلة هو تعبير عن قناعتهم بان المحكمة الاتحادية سوف لن تبت بطلبهم بسهولة، وهذا ما دفعهم على (تجهيز) خيار كتلتهم ليكونوا جبهة معارضة حقيقية في البرلمان . في الحالتين ستكون هذه الكتلة صاحبة امتياز مثالي في الحياة السياسية العراقية، بعد ان خاض اعضائها تجربة معارضة حقيقية بدأت بالتمرد على قرارات رؤوساء كتلهم ومرت بالاصرار على انهاء المحاصصة وإقالة الرئاسات، لتنتهي بتشكيل هذه الكتلة التي ستغير الكثير في الحياة السياسية العراقية ، وتكون عين ثاقبة لرصد كل المخالفات التي كانت في الفترة السابقة حالة طبيعية وفق العرف السياسي السائد القائم على حماية المفسدين وعدم تطبيق القانون بحقهم بسبب سطوة رؤوساء الكتل السياسية على القرار العراقي برمته. ورغم انطلاق هذه الكتلة الا انها تعد خطوة متأخرة كان العراق يحتاجها منذ زمن بعيد، لكن نجاحها سيكون مرهون بعدة عوامل لتكون كتلة نيابية منتجة ، اهمها ان تمارس المعارضة بكل حذافيرها ومنها عدم الاشتراك بالسلطة . ان هذه الكتلة رفعت الكثير من الشوائب عن الصورة العراقية السياسية ، وفسرت الكثير من المفاهيم ، اهمها هي ، انه “رغم ان من اتفق من الكتل السياسية على حكومة العبادي الجديدة هم مختلفون سياسيا وقوميا ومذهبيا وبينهم مشاكل جمة ، الا انهم وقفوا ككتلة واحدة امام النواب المعتصمين ، ليكون شكل مجلس النواب العراقي الجديد منقسم الى كتلتين فقط ، الاولى نستطيع تسميتها (كتلة الحكومة او السلطة ) ، والثانية كتلة المعارضة متمثلة بـ (اصلاحيون) ، وبهذا يكون العراق امام معارضة حقيقية يمكن ان تصنع فارق كبير في المستقبل لو أتقفن إستثمارها بالشكل السياسي الصحيح . ان هذه الكتلة الجديدة رغم خسارتها لجولة اسقاط الرئاسات الثلاث ، الا انها سوف تساهم الى حد كبير باضعاف رؤوساء الكتل ، لانها ستشكل هاجس في داخل كل فرد ينتمي لاي كتلة بان فرص التحرر من رؤوساء الكتل موجودة ، ويمكنه الانتقال من (كتلة حكومة المحاصصة) الى كتلة المعارضة.