لندن ـ “راي اليوم” ـ من مها بربار:
تواجه اكبر شركتين للمقاولات في المملكة العربية السعودية وهما “مجموعة بن لادن”، و”سعودي اوجيه” التي تملك معظم اسهمها اسرة الحريري الافلاس التام، لان السلطات السعودية اتخذت قرارا هو الاول في تاريخها بايقاف اعمالها لاسباب عديدة، من بينها سوء الادارة، ولكن مراقبين سعوديين يرون ان السبب له جوانب سياسية ايضا.
تعتبر الشركتان من الشركات المقربة للاسرة الحاكمة في السعودية، وكان لهما وضعها اعتباريا خاصا منذ تأسيسهما، ولكن يبدو ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله الامير محمد ولي ولي العهد، قررا التعامل مع الشركتين بيد من حديد، وانهاء سيطرتهما على المشاريع الكبرى في البلاد.
كشف مصدر مسؤول ان شركة بن لادن اصدرت تصاريح خروج لاكثر من 77 الف موظف فيها، بعد ان فصلتهم من اعمالهم، من بينهم 12 الف موظف سعودي، ويبلغ عدد الموظفين الاجانب في الشركة العملاقة اكثر من 200 الف موظف، تبلغ رواتبهم ملياري ريال سنويا، بينما يبلغ دخل الشركة سنويا حوالي 136 مليار ريال، وتمر الشركة بأزمة مالية طاحنة بسبب عدم صرف الحكومة لمستحقاتها المالية منذ عامين، بسبب تراجع اسعار النفط، والعجز في الميزانية، الذي يبلغ 200 مليار دولار في العامين الماضي والحالي، لكن هناك من يرد السبب الى الرغبة في الغاء هيمنة الشركة على المشاريع الكبرى، واعطائها لشركات اخرى مقربة من امراء متنفذين.
اوقفت الشركة اعمالها في تطوير مطار الملك عبد العزيز في جدة، ومنعت العمال من الدخول الى مقرات العمل، وتظاهر 400 منهم امام المطار احتجاجا على وقفهم عن العمل، وعدم اعطائهم مستحقاتهم، كما اقدم آخرون على حرق سبعة حافلات تابعة للشركة امام مقرها في مكة احتجاجا، وتعهد وزير العمل السعودي مفرج بن سعد الحقباني لاحقا بتسديد المستحقات للعمال لمنع اضطرابات عمالية اوسع.
كانت شركة “سعودي اوجيه” التي يوجد في سجلاتها حوالي 65 الف موظف، قد واجهت حافة الافلاس نفسه، لان الحكومة لم تصرف المستحقات الخاصة بها منذ عامين، ولم تدفع رواتب لموظفيها منذ ستة اشهر.
وكانت السلطات السعودية قررت منع “مجموعة بن لادن” التي تشرف على توسيع الحرم المكي الشريف من الدخول في اي مشاريع جديدة، ومنعت جميع اعضاء مجلس ادارتها من مغادرة البلاد، ريثما تنتهي التحقيقات في سقوط رافعة الحرم التي راح ضحيتها حوالي 109 اشخاص.
تأسست شركة محمد بن لادن للمقاولات عام 1931، وعاملها الملك عبد العزيز آل سعود معاملة خاصة لانه كان على علاقة طيبة مع مؤسسها الذي قدم للمملكة ومؤسسها مساعدات مالية.
وتكرر الشيء نفسه عام 1965 عندما تولى الملك فيصل الحكم ووجد خزائن الدولة خاوية من اي اموال، وتردد ان السيد محمد بن لادن (والد اسامة بن لادن) قد قدم قرضا للحكومة مكنها من تسديد رواتب موظفيها لعدة اشهر، وقدرت السلطات السعودية للشركة ومؤسسها هذه المواقف، وخصتها بالمشاريع الهامة في المملكة، ومن بينها توسعة الحرم المكي الشريف، ومشاعر الحج، وطريق الهدى مكة، وبرج الساعة في مكة، وبرج الفيصلية في الرياض.
وذكر مصدر سعودي لـ”راي اليوم” ان العهد السعودي الجديد لم يشعر بالارتياح لهيمنة شركة “بن لادن” على المشاريع الكبرى، وقرر انهاء المعاملة التمييزية لها، لصالح شركات مقربة منه.
وتوقع المصدر نفسه ان تشهد المملكة اضطرابات عمالية، واعمال شغب على غرار تلك التي قام بها الاحباش في الرياض قبل بضعة اعوام، نتيجة قرارات بابعادهم، وكذلك اضطرابات عمالية مماثلة لتلك التي حدثت في دبي نتيجة تمرد عمال هنود على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها وانخفاض اجورهم.