القيادات السنية صراع مستمرولقاءات متواصلة مع تجار وبرلمانيين من أجل منصب رئاسة البرلمان

آخر تحديث 2016-05-08 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء

في الوقت الذي اكد فيه نواب من اتحاد القوى العراقية السني بان مسألة تغيير رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اصبح من الماضي ، كان هنالك اخرين غيرهم بقيادة رئيس كتلة متحدون المنضوية في الاتحاد اسامة النجيفي، يجتمعون في العاصمة الاردنية عمان، يتدارسوا فيه تغيير رئيس البرلمان سليم الجبوري. وتناقلت الاخبار بان “منزل النائب عن القوى محمد تميم في عمان شهد إجتماعا هاماً لنواب من الاتحاد وشخصيات سياسية اخرى من اجل تغيير رئيس البرلمان سليم الجبوري، باعتبار انه غير قادر مجددا على قيادة البرلمان بصورة طبيعية واعتيادية، مشيرة الى ان “النائب احمد المساري كان حاضرا وطرح أسمه كبديل للجبوري وقد وعد الحاضرين بحصوله على دعم عدد من الدول والشخصيات السياسية في داخل وخارج العراق في حالة ترشيحه لرئاسة البرلمان، مع الاشارة الى ، ان “المساري كثف خلال الايام المقبلة من لقاءاته بالنواب الحاليين والسابقين المتواجدين بالعاصمة الأردنية عمان من اجل ضمان الحصول على دعم ترشيحه لرئاسة البرلمان”. لكن “المساري” سيصتطدم أخيرا بالكتلة الشيعية البرلمانية الأكبر والتي لايمكن ان تقبل ترشيحة بسبب منحنى طائفيته الذي تجاوز فيه الحد المقبول لأقرانه ، أو تجاوز المدى التمثلي المطلوب منه كما مثل الكثير من أقرانه في الكتلة السنية أدوار طائفيه مماثلة لقاء أهداف معينة أو بالإتفاق مع جهات داخلية أو خارجية. وان دل هذا الحراك السياسي البرلماني (السني) والتهافت على رئاسة البرلمان على شيء فانه يدل على تفككه وفرص انهياره امام اي ازمة مهما كانت بسيطة ، كما يدل على هشاشة التحالف فيما بين قوى الاتحاد، بعكس التحالف الوطني العراقي الشيعي الذي يتمتع بقدرة على المطاولة حتى في حالة الازمات التي تعصف بداخله. وواحدة من علامات التفكك التي تعصف باتحاد القوى العراقية ، هي تهافت قياداته في كل الاتجاهات الدولية والاقليمية من اجل الحصول على دعم لكتلته على حساب الكتل المتحالفة معه، وهذا ما اكده احمد المساري بشكل مفضوح عندما وعد القوى العازمة على تغيير الجبوري “بحصوله على (دعم عدد من الدول والشخصيات السياسية في داخل وخارج العراق) في حالة ترشيحه لرئاسة البرلمان ، فضلا عن حركته المكوكية بالنواب الحاليين والسابقين المتواجدين بالعاصمة الأردنية عمان لضمان الحصول على دعم ترشيحه “. اضافة الى ذلك لابد من ملاحظة بان قوى اتحاد القوى يختلفون كليا عن اترابهم من الكتل في العملية السياسية من حيث تقديس المواقع الجغرافية التي يجتمعون بها لتكون رمزا وخيمة لاحتضانهم ، فمثلا تجمع اتحاد القوى الكردستانية في اربيل بعد حادثة إقتحام البرلمان وخرجوا في موقف موحد، وكذلك تجمع التحالف الوطني الشيعي في بغداد لمناقشة الازمة السياسية وتحقيق الإصلاحات ، في حين ان اتحاد القوى العراقية يفتقد لاي محافظة يمكن ان تحتظنه وتكون رمزا جغرافيا لتبني موقفه ، لهذا تراهم يتشتتون في العواصم العربية بعد اي ازمة يتعرضون لها، لسبب بسيط عدم فهمهم قديما وحديثا لأهمية الجغرافية في المعادلة السياسية، وعليه لم يتكرثوا فيما اذا كانت جغرافيتهم تحت حكم القاعدة أو داعش أو غيرهم، ليكونوا هم في بغداد كالأغراب وهذا الامر لا يعتذر لهم بان محافظاتهم محتلة من قبل داعش ، بدليل انهم لم يجتمعوا في محافظة صلاح الدين التي فيها نسبة كبيرة من السنة والتي حررها الحشد الشعبي بل يعبر عن فشلهم في المحافظة على المحافظات التي يتواجد فيها جمهورهم، من خلال اللجوء الى دول اقليمية وهذا الامر هو الذي ادى على احتلالها من قبل داعش. ان واحدة من اوضح النتائج التي افرزت من جراء هذا النهج والتي ستفرز لاحقا، هي الاستمرار به سوف يؤدي الى ولادة قيادات سنية اخرى تبني وجودها على انقاض واطلال القيادات الحالية التي اثبتت في كثير من المناسبات والازمات ان لديها الاستعداد الكبير على التحالف حتى مع الكتل التي تتقاطع مع تطلعاتها من اجل فرض ارادتها على كتلة سنية اخرى ، من اجل الحصول على المنصب الاكبر وهو (رئاسة البرلمان). هذا الامر سوف يضع مفتاح سهولة تفكيك التحالف السني بيد كتل سياسية اخرى تملك من القوى والوجود الكاف الذي من خلاله يمكن ان تغري اي كتلة او جماعة سنية بالدعم لرئاسة مجلس النواب. وهذا الامر بدى واضحا من خلال الازمة الحالية ، حيث ما ان اصر الشيعة على تغيير الجبوري، حتى انهار اتحاد القوى بصورة عفوية وبدأت قياداته بالتهافت على المنصب، لكن عندما بدأت بوادر انهاء الازمة من التحالف الوطني رجع الجميع في الاتحاد يتحدثون عن بقاء الجبوري. نقلا عن مركز الصياد