المحلل السياسي / محمود المفرجي لمن اولوية التحرير : للموصل ام للفلوجة؟ ومن صاحب قرار تحديد هذه الاولوية : هل هي الحكومة ام الامريكان … هذه الاسئلة لطالما وجهها جميع السياسيين للقوات العسكرية؟؟وتدور في خلجات جميع العراقيين، لكن لم يتلق كل هؤلاء اي جواب. عدم الاجابة وعدم خطو القوات الامنية اي خطوة عملية يمكن ان تقرأ على انها عملية تحرير حقيقية لاحدى المدينتين ، زادت من قلق الناس ، وازداد اكثر بعد الهجمات الاخيرة التي تعرضت لها بغداد ، بشكل اوصل الناس الى قناعة بان داعش قريب جدا من بغداد ولا يمكن ردعه الا بتحرير الفلوجة قبل الموصل! لكن لا يمكن لنا ان نتجاهل التصريح المهم الذي صرح به القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم السبت ، الذي اعلن فيه “ان عملية عسكرية كبرى ستنطلق قريباً لتحرير مدينة الفلوجة من عصابات داعش الارهابية ، مبديا عن امنيته “بالقضاء على داعش هذا العام، وان التفجيرات الاخيرة دليل على تقهقر الارهابيين”. بنفس الوقت، لا يمكن أيضا تجاهل تصريح المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد ستيفن وارن، الذي اعلن في نفس اليوم الذي صرح به العبادي بـ “أن دحر داعش من الفلوجة لا يرتدي أهمية عسكرية حاليا لأن الأولوية هي لدحرهم من الموصل، كبرى مدن شمال العراق. وليس هناك أي سبب عسكري يدفع القوات العراقية لتحرير الفلوجة قبل أن تحرر الموصل”. اذن .. امامنا امرين مهمين ، الاول امنيات عراقية بالبدء بتحرير الفلوجة قبل الموصل ، والثاني اصرار امريكي على البدء بتحرير الموصل قبل الفلوجة رغم خطورة اطالة امد عدم تحريرها لتأثيرها المباشر على امن العاصمة بغداد…. والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا هذا الاصرار الامريكي على تقديم اولوية تحرير الموصل على الفلوجة، رغم صعوبة تحرير الموصل وامكانية ان تشهد سقوط ضحايا كثر بسبب امتلاك داعش لاسلحة كيمياوية يتوقع استخدامها في الموصل، كما اعلن ذلك الجنرال الأسترالي روجر نوبل لاحدى الصحف البريطانية ، بقوله “إن دفاعات الموصل تعززت بخنادق وآلاف الألغام، وإنه يتوقع أن تواجه القوات العراقية المدعومة بالغارات الجوية للتحالف انتحاريين وأن يلجأ عناصر التنظيم إلى الهجمات الكيماوية، مثلما فعلوا ضد القوات الكردية،” مشيرا إلى أن “الأسلحة الكيماوية طرف في المعادلة وأن الجيش العراقي يستعد لذلك، مشيرا الى إن عناصر تنظيم داعش متهمون بإطلاق غاز الخردل، أكثر من مرة، على مقاتلي البيشمركة الكردية، الذين يتقدمون من الشمال، بينما يتقدم الجنود العراقيون من الجنوب”. وبغض النظر عن السبب المباشر الذي يدفع الى اعطاء الاولوية بتحرير احدى المدينتين ، وارتباطهما بالانتخابات الامريكية المقبلة ، الا ان تقديم هذه الاولوية فيها عدة رسائل سلبية امريكية للعراق وتأكيد لعدم حسن نية العراقيين بهم مبرر ليس عليه اي غبار. من هذه الرسائل السلبية ، هو تأكيد ان مصير قرار عمليات التحرير هو بايدي الامريكان وليس العراقيين ، وان الامريكان يهتمون بامن اقليم كردستان اكثر من اهتمامهم بامن بغداد ، لهذا يسعون الى تأمين محيط الاقليم قبل تأمين محيط بغداد، كما انهم يتقصدون باحراج القوات الامنية وبالذات الحشد الشعبي بالانشغال بمحيط بغداد لصرف نظرهم عن اي منطقة اخرى تلبية لطلب بعض الطائفيين والسعودية وبعض الدول الاخرى المتواطئة مع داعش. بينما تخضع عمليات تحرير الموصل لإيقاع الإنتخابات الأمريكية القادمة بكل تفاصيلها، وربما سيكون تحريرها قبيل الإنتخابات بأيام قلائل ليكون دفعة قوية للمرشح الديمقراطي ليصل الى البيت الأبيض، بواسطة دحر داعش على يد قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا في الموصل، ولايمكن إغفال ان هناك نية مبيتة، لبناء مليشيات ما يعرف بالحشد الوطني التي يقودها أثيل النجيفي، والتي أعلنت اليوم عن شنها أي هجوم على أحد قرى بعشيقة، مدعومة بالمدفعية التركية من معسكر زليكان، والغارات الجوية الأمريكية، حيث يراد لهذه المليشيا ان تتحول الى قوة محررة قادرة على بسط نفوذها في الموصل كقوة مواجهة للحكومة المركزية في بغداد، وللحشد الشعبي العراقي أيضا، وللبيشمركة كذلك خلال الفترة القادمة لحسابات سياسية خاصة