توريط الإستخبارات العسكرية بالصراع بين العبيدي والكربولي

آخر تحديث 2016-05-16 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء

في الوقت الذي تستعد الكتل السياسية بالتحضير لعقد جلسات مجلس النواب (المعطل) من اجل عبور الازمة الحالية ، انشغل اتحاد القوى العراقية بازمة داخلية جديدة (مدوية) لا يستبعد ان تكون منطلقا لتفكيكه . الازمة بدأت من اتهامات وجهها وزير الدفاع عن (كتلة متحدون النجيفي) خالد العبيدي، الى رئيس حركة الحل جمال الكربولي ، بالسعي للحصول على وزارة الدفاع في الحكومة الجديدة، كاستحقاق لكتلته في البرلمان العراقي ، وبحسب التسجيلات المسربة، اكد العبيدي امتلاكه أدلة قاطعة تثبت ادعاءاته، بعد حصوله على عشرة اتصالات هاتفية تثبت سعي الكربولي للحصول على وزارة الدفاع، مشيراً إلى أنه حصل على التسجيلات الصوتية من دائرة الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع. هذه التصريحات لاقت ردة فعل متوقعة من الكربولي الذي اعلن عزمه مقاضاة العبيدي لإتهامه بمحاولة إبتزازه أو الضغط عليه لتحقيق مكاسب على حسابه، وإستغلال منصبه وتسخير أجهزة الإستخبارات العسكرية للتنصت والتجسس على السياسيين بدلاً من تسخيرها لتعقب الارهابيين وحماية العاصمة بغداد من هجمات الدواعش، وحماية الدم العراقي في مدينة الصدر والكاظمية والجامعة وابو غريب، مكذبا ما صرح به العبيدي وأعتبرها وسيلة للتغطية على فشله في إدارة الوزارة والتصدي للارهاب و محاولة إبتزاز مدفوعة الثمن تقف خلفها شخصيات إعلامية معروفة بتاريخها الإبتزازي والتأمري”. ان هذه الاتهامات المتبادلة بين المكونات السياسية داخل اتحاد القوى ، تجسد حالة الانقسام الشديد والتوتر الذي يعانيه الاتحاد ، فضلا عن التسابق على انتزاع المناصب الرفيعة بطرق مختلفة كان خير مثال عليها هو تسابق الاتحاد على منصب رئيس البرلمان الذي يرأسه القيادي في الحزب الاسلامي سليم الجبوري ، الذي تعرض للاهتزاز وكان على شفى حفرة من الاقالة . كما ان هذه المشكلات اسقطت كل الشعارات التي يدعيها الاتحاد بالسعي لانتزاع حقوق شارعه الذي يعيش اسوء حقبة في تاريخه متمثلة بفقدانه الارض لداعش وضبابية المستقبل المجهول ، مما يؤكد بان هذا الاتحاد غير جدير بتبني قضايا الشارع السني الذي فقد كل شيء بسبب انشغال ممثليه بهذه المشاكل واللهث وراء المناصب . وبكل صراحة .. فان كلام الكربولي فيه شيء من المنطقية ، عندما اتهم العبيدي بتسخير مقدرات البلد العسكرية والاستخباراتية لاغراضه الحزبية بدلا من تسخيرها ضد داعش، ولماذا اختار العبيدي ان يلقي بالتهمة على الإستخبارات العسكرية مثل هذه التهمة، والظن أنها برئية وغير متورطة بشيء، لكنها وجدت نفسها في ظل صراع سياسي يؤثر عليها حيث لا تستطيع ان تثبت او تنفي كمؤسسة عكسرية ، فأن أثبتت فهذا خارج نطاق عملها ، وأن نفت قد تقع في تقاطع مع شخص وزير الدفاع المورط لها في هذه الأزمة السياسية. إن الخطورة في أزمة الكربولي ـ العبيدي، هي المعلومات والإستخبارات العسكرية، ومتى لأن مثل هذه الحالة تؤكد على ان هناك الكثير من المعلومات الخاصة التي تستحصل من خلال أجهزة استخبارية عراقية ما هي عرضة للنشر داخليا او حتى للبيع خارجيا من قبل شخصيات سياسية تعتبر مسؤولة عن ذلك، مما يستدعي القائد العام للقوات المسلحة ان يجري تحقيقا فوريا من اجل سلامة الاجهزة الإستخبارية والمعلومات الخاصة فيما اذا كاننت عرضه لأي خطر التسريب او النشر أو البيع لجهات داخلية او مصادر خارجية من قبل بعض الوزراء أو غيرهم . كما فأن هذه الأزمة تترجم حجم التحالف الهش الذي يعيشه الاتحاد وأحزابه المختلفة ، وسرعة تعرضه للانهيار في اي بادرة او مشكلة ما يمكن ان تطفو على سطح الاحداث. عن موقع الصياد