باسم قاسم يُنهي ألم السكوت ويبوح بخفايا النوارس
الإدارة راوغت في وثيقةعقدي..وعزلتها عن اللاعبين 5 أشهر
بغداد / إياد الصالحي
- توقعوا الفوز باللقب "أقوى نكتة" فتحقق بأضعف ميزانية
- أُطالب الزوراء بـ 13 مكافأة و10 ملايين دينارٍ
أكد المدرب باسم قاسم أن تجربته مع فريق الزوراء حامل لقب بطولة الدوري للموسم الاخير كادت تقضي على مستقبله التدريبي لولا حكمته في التصرّف واحتواء الأزمات وعزل اللاعبين عن الإدارة، متهماً الأخيرة بأنها لم تكن صادقة معه في بنود التعاقد ومبالغ المكافآت وهربت من مواجهته في جلسة مصارحة بعد نهاية الموسم.
جاء ذلك في حديث أدلى به قاسم لـ(المدى) كشف فيه أول مرة وقائع مستلّة من تجربته مع الزوراء حيث قال في بدايته:
- إن ما أتحدث به ربما يخصّ أسرار عائلة الزوراء، وأخلاقي لا تسمح بكشف المستور خاصة في مهام عملي التي تنقلت خلالها مع أكثر من نادٍ، لكني تحمّلت الكثير من ألم السكوت وسط ضغط إعلامي هائل يطالبني بالدفاع عن نفسي وتبرئة ساحتي وتوضيح سرّ انقطاع الوصل مع نادي الزوراء وبيان فك الارتباط غير اللائق بمسيرتي معه وكأنهم يُسيئون لي أمام الجمهور، ولهذا ما كنت سأبوح اليوم للمدى عن تفاصيل مهمة واجهتني قطعت عهداً بكتمها لو انهم جلسوا معي على طاولة حوار صادق لن نترك فيه مساحة لتأويل المواقف أو ضمور الحقائق، لكنهم أثبتوا غير قادرين على المواجهة لكون الحق معي.
واضاف لا أُنزّه نفسي ربما كان هناك خلاف كنت سبباً فيه أو جزءاً منه، كان يُفترض أن تعقد الإدارة جلسة مصارحة لتكشف كل الأوراق ومن حقها أن تسألني في النهاية "هل أنت قادر على المهمة؟" ربما نتفق على آلية معينة أو لا نتفق، لم تبادر لعقد الجلسة ، وحتى بيان الشكر أعرف كيف زادت الضغوط على الإدارة ودفعت المتحدث لتعميمه الى وسائل الإعلام، وكذلك بالنسبة للاحتفالية لم تخلُ من سوء النية،هناك فرق بين أن تحتفي بالمدرب وتمنحه استحقاقه وبين أن تطلب منه الحضور للاحتفال لتسلُّم حقّه بطريقة (هذا الموجود تريد تجي لو لا؟ ) هذا الأسلوب اضطرني لعدم حضور احتفالية نادي الصيد واستغلته الإدارة لإنهاء العلاقة.
آلية تبديل المدرب
وأوضح صراحة استوقفتني آلية تغيير الملاك التدريبي، فمن حق أي نادٍ جماهيري كالزوراء تبديل المدرب لأن أسم النادي أكبر من أي اسم آخر، شريطة أن تكون النيّات صادقة وواضحة، وهو ما أفتقدت اليهما إدارة الزوراء عندما أقدمت على إجراء التغيير، واستطيع التأكيد هنا أن الادارة لم تتصل بي ولم أتطرّق الى الجانب المادي ولم أتحدّث عن وجود عقد مع نادٍ آخر. وذكر أن الكتاب يُقرأ من عنوانه، والجميع يعرف أن بعض الفرق جددت لمدربيها وهي تخوض آخر منافسات الدوري سواء في الممتاز أم النخبة ، فماذا كان يمنع إدارة الزوراء من تجديد التعاقد معي لاسيما كنت المدرب الوحيد الذي بقي موقفه غير واضح من الإدارة ما بعد حسمي اللقب وكانت تنتظرنا المباراة النهائية لبطولة الكأس، فأين كانت نية الإدارة لو صدقت في تبريراتها؟
واسترسل، لم استغرب قرار الإدارة، لأنه في العام الماضي عندما حصلت الأزمة المالية وبدأ التذمّر يقدح شرارة نار كبيرة في الفريق بادرت بنفسي لاحتواء الأزمة وأبعدت الإدارة عن اللاعبين، هذه المشكلة الحقيقية لمن يجهلها، لأني لو سمحت لها بالتدخل لحصلت كارثة في الفريق، بدليل أن أغلب اجتماعاتها معي في الدوري الممتاز كانت تنصبُّ على تمشية حال الفريق من دون مشاكل مالية حتى لو حصل على المركزين الرابع أو الخامس، ففطنت لهذا الأمر مبكراً وعملت على عزل اللاعبين عن توجّه الإدارة " المُحبِط" لمدة خمسة أشهر، لم يتدخل أي عضو بعملنا أو يحتك مع اللاعبين بهدف عدم التأثر بهم حتى جاءت ليلة انتزاع لقب الدوري، عندها تركت اعضاء الإدارة يحتفلون بالتتويج.
وكشف قاسم إن أمر عدم تجديد التعاقد معي كان مبيّتاً لدى الإدارة لأن البعض ممن لديهم عناوين ومكانة في النادي أخذتهم العزة بالإثم، وشعروا أنه لم يكن لديهم أي دور في الموسم الماضي، ولكم أن تتصوّرا حال فريق جماهيري ليس لديه المال ولا دعم من الإدارة ، فمَن حقق الإنجاز؟ أكيد اللاعبون والمدرب والجمهور، هذا سر الخلاف غير المعلن.
اتفاق غير صادق
وعمد قاسم في حديثه الى الاستدلال بمواقف بارزة من شريط التفاوض مع النادي بالقول: بدأت مع الزوراء بإتفاق غير صادق وكانت النهاية غير صادقة أيضاً، فبعد أن إتفقنا على حقوق الطرفين في وثيقة العقد، ذهبنا الى اتحاد الكرة من أجل التوقيع عليها، فاستغربت لقيمة المبلغ وتباين مدد التسديد عما تم الاتفاق عليهما، فتوجهت بالسؤال الى كريم رزاق مدير الفريق بحضور عضو الاتحاد كامل زغير المكلف بالمصادقة والإعلامي حسن البيضاني مراسل قناة البغدادية عن سبب هذه المراوغة في المبلغ ومدة العقد؟ فهمس كريم راجياً أن أوقع على العقد وبالإمكان مراجعته بشكل ودي مع الإدارة، فوافقت ووقعت تفادياً للاحراج، وبعد العودة الى النادي اعترضت على طريقة التعامل هذه وطالبت بايضاح كامل ووعدوني بأنهم سيعطونني المبلغ المستقطع 10 ملايين دينار حال الانتهاء من الدوري، وبعد مرور زمن طويل ذكّرتهم بوعدهم فاغتاضوا وتجاهلوا الأمر؟
واستدرك ، كنت سأتجاهل الأمر ايضاً لو كانوا صادقين معي مثلما اتصل بي أمين سر النادي شاكر الجبوري طالباً مني ترك الموضوع ووافقت طواعية، لكن الغريب بعد تعاملي الصادق والأخلاقي مع النادي يخرج الجبوري نفسه ليقول عبر الإعلام إنه ليس في ذمة الزوراء مبلغ لباسم قاسم! وإضافة لهذا استحق 13 مكافأة فوز لم اتسلمها حتى الآن، واليوم أُطالب أيضاً بمكافأة وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم الخاصة بتكريم الفريق.
وبشأن عدم سماحه للإدارة التدخل في قضايا اللاعبين أوضح : سبق ان طلبت منهم مفاتحتي عن أية قضية بعيداً عن الإدارة، وهم يتذكرون كيفية تعامل عضوين من الإدارة مع اللاعب السوري زاهر ميداني ولولا تدخلي لحدث شرخ كبير ربما يقطّع الفريق الى أوصال عدة، لهذا تكاتف اللاعبون معي بمساندة الجمهور واحتوينا الكثير من المشاكل.
كشف المستور
ولفت الى أن محطة الدخول في مسابقة النخبة رفعت الستار عن حقيقة الإدارة وما شهدته العلاقة من تداعيات حيث تعد النخبة حاسمة ومفصلية في العمل وكنا نطالب وقتها دفع مكافآت الفوز عن مبارياتنا التي خضناها في الممتاز، وتعذر ايضاً إقامة معسكر خارجي لظروف النادي، كما انهم لم يوافقوا على إضافة لاعب واحد في فترة الانتقالات الشتوية، حتى احتدم الموقف بيني وبينهم اثناء اجتماع تداولي عندما طالبت بزيادة مبلغ المكافأة لكل لاعب من 9 الى 10 ملايين دينار فكان جواب رئيس النادي فلاح حسن (الامكانيات لا تسعفنا وعلينا أن نعمل بما يتيسر ولا توجد ضغوط عليك، يكفي الحصول على المركز الخامس تماشياً مع ظروفنا لهذا الموسم ) فقهقه عضو مؤثر بالنادي وقال ( طبعاً هذا المركز جيد لأن حصول الزوراء على اللقب سيكون أقوى نكتة) !
مكافأة .. بالغصب !
وواصل قاسم حديثه : بعد أول فوز على أمانة بغداد في النخبة توقعت ان مبلغ المكافأة المخصصة لكل لاعب سيزيد لتوفير حافز معنوي لهم وكانت تنتظرنا مباراة مفصلية ومؤثرة مع فريق الشرطة ، وعند حضوري التمرين فوجئت بمنح كل لاعب مكافأة 6 ملايين دينار بدلاً من 9 ، فبدأ الخلاف يزيد لاسيما بعد ان رفض جميع اللاعبين استلام المبلغ واستمرت ممانعتهم اياماً عدة ظناً منهم ان الإدارة ستراجع حساباتها وتبقي مكافآتهم كما هي ، فماذا حصل ؟ في يوم المباراة ، أخبرونا أن المبلغ ثابت و(غصباً عليكم) تتسلمونه من الأمين المالي ومَن لا يعجبه فهذا شأنه! فقلت لهم أسلوب الغصب هذا لا يعنينا، تبقون في أماكنكم بالإدارة ومن يصل ملعب التمرين لن يلوم إلا نفسه!
وتابع : هناك قسم من اللاعبين السوريين وابناء المحافظات قالوا لي إن ظروفنا صعبة والإدارة لن تعير أية اهمية لنا لهذا لا فائدة من انتظار تعديل المكافأة، ولاعبون آخرون فسروا ذلك انه يقلل من قيمتهم واحترامهم، ففكرت أن ردة الفعل ستؤدي الى انهيار الفريق وتقضي على آمالنا بمواجهة الشرطة، فجنحت الى الحكمة وسارعت للاجتماع مع اللاعبين وحذّرتهم بلهجة شديدة رفضي التام خلق فجوة بينهم ولن اسمح لأي لاعب يرفض المكافأة أن يعاتب زميلاً قبل بها لظرفه الخاص ، وبالفعل تسلّم عدد منهم مبلغ المكافأة بينما آخرون وأنا منهم رفضنا الاستلام حتى اللحظة هذه.
طوق النجاة
وعن الفوارق التي شخّصها بين فريقه والفرق الاخرى من الناحيتين الفنية والمادية أوضح : هناك فرق كثيرة أفضل من الزوراء مثل الشرطة والجوية والطلبة ونفط الوسط وزاخو من حيث عدد اللاعبين وعقودهم وما استقطبه البعض لدعم صفوفه قبيل النخبة، بينما كانت معاناتي كبيرة اثناء عملي في الزوراء من عدم توفر ابسط الاشياء مثل هدف متحرّك وأجهزة علاج طبيعي لا تستطيع الادارة تأمينها ولا تكلف 4 ملايين دينار، هذه المعاناة كادت تقضي على مستقبلي التدريبي، لكن تعاون اللاعبين والملاك الفني المساعد والطاقمين الإداري والطبي والجمهور الرائع الذي كان يمثل طوق النجاة للفريق.
واختتم باسم قاسم حديثه بالقول : لست متأسفاً على عدم استمراري مع الزوراء، فقد أسدى لي معلمي الأول الدكتور عبدالقادر زينل نصيحة "إذا ما غادرتَ مكاناً ما لا تنظر الى الوراء" فالناس والتاريخ هما من يتحدثان عما صنعته للزوراء، وأتمنى له التوفيق في الموسم المقبل والنجاح في كأس الاتحاد الآسيوي 2017 في ظل وجود مدرب كبير وقدير وتجديد التعاقد مع جميع اللاعبين الذين حققوا اللقب وتحسّن الوضع المادي كما علمت مع توفر مقومات النجاح وبالتأكيد ستكون أفراح الزورائيين مستمرة.