الواشنطن بوست الأميركية: داعش بدأ يهيئ أتباعه للتأقلم مع انهياره القريب
2016-07-14 00:00:00 - المصدر: وكالة وطن للانباء
أكدت صحيفة أميركية عالمية الانتشار، الأربعاء، أن تنظيم "داعش" الإجرامي بدأ يعد اتباعه لاحتمال فقدانه للأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا و"انهيار الخلافة" التي أعلنها قبل سنتين، مرجحة استمرار التنظيم الإجرامي بتنفيذ المزيد من الهجمات الإرهابية رداً على خسائره العسكرية وتهيئة اتباعه للتأقلم مع "خلافة زائفة لم يعد ولها وجود ." وقالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية في تقرير لها، إن "قادة تنظيم داعش يعدون اتباعهم بصمت للظروف الجديدة بعد الخسائر التي تعرضوا لها مؤخرا في العراق وسوريا، مع احتمالية انهيار خلافتهم"، مشيرة إلى أن أولئك "القادة باتوا يقرون بأن الخسائر التي تكبدوها تجبرهم على تغيير استراتيجيتهم" . وأضافت، أنه برغم "قيام تنظيم داعش بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية حول العالم، إلا أنه يقوم ببنحو هادئ بتهيئة اتباعه لاحتمالية انهيار الخلافة التي أعلن عنها بكل تبجح قبل سنتين"، مبينة أن "قادة داعش يقرون عبر رسائل علنية وإجراءات اتخذوها في سوريا مؤخراً، بتراجع حظوظ التنظيم على أرض المعركة في الوقت الذي يتشبثون بما بقي لهم من معاقل معرضة للسقوط في أي وقت" . ورأى خبراء في مجال مكافحة الإرهاب، بحسب الصحيفة، أن "الهجمات الدموية التي تعرضت لها بغداد واسطنبول حزيران الماضي، ما هي إلا رداً على الخسائر العسكرية التي مني بها داعش في كل من العراق وسوريا"، مرجحين احتمال "استمرار مثل تلك الأعمال الإرهابية خصوصا بعد تحول التنظيم من شبه دولة إلى شبكة ظل وهمية متفككة لها فروع وخلايا في ثلاث قارات على الأقل" . واشارت الصحيفة إلى أن "عناصر قيادية من داعش أقرت عبر مقابلات خاصة وبيانات علنية، بأن الانتكاسات العسكرية التي مني بها التنظيم قد أجبرتهم على تغيير استراتيجيتهم"، مستدركة "لكنهم برغم ذلك يصرون على أن مشروع الخلافة ما يزال قائماً" . ولفتت الواشنطن بوست إلى أن هناك "مؤشرات أخرى على بوادر انهيار الخلافة تضمنتها بيانات صادرة عن مسؤولين في التنظيم خلال الأسابيع الستة الماضية، وهي المدة التي شهدت انتكاسات عسكرية للتنظيم تراوحت بين جبهات القتال في الفلوجة وسط العراق، امتدادا إلى الحدود السورية التركية" . ودللت الصحيفة الأميركية على ذلك بـ"الافتتاحية المتشائمة الصادرة عن التنظيم المنشورة في صحيفته الإخبارية الاسبوعية النبأ الناطقة بالعربية، الذي يقر فيها بحسب توقعاته، باحتمالية فقدانه للأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا". ونقلت الواشنطن بوست، عن الباحث ول مكانتس، من معهد بروكنغز للأبحاث في واشنطن، قوله إن "الهجمات المميتة التي تعرض لها مطار اسطنبول في تركيا ومنطقة الكرادة في بغداد، تشكل جزءاً من محاولة التنظيم طمأنة اتباعه على ديمومة بقاء دولته" . وأضاف مكانتس، أن "الهجمات التي يقوم بها التنظيم في الخارج تشكل مؤشراً على القلق الذي يعيشه التنظيم في الداخل وهو يحاول تلميع صورته أمام اتباعه"، عاداً أن "التنظيم يحاول تهيئة اتباعه للتأقلم مع خلافة زائفة لم يعد ولها وجود".