اخبار العراق الان

خاص – NEN عراق

المصدر – FORBES الشرق الاوسط

في السنوات القليلة الماضية، بحث عدد من الدراسات الطبية في علاقة الوحدة ببعض الأمراض التي تصيب الإنسان، بل إنها قد تؤدي إلى الموت المبكر أحياناً. كما توصل تحليل حديث من 23 دراسة نشرت في الأول من يوليو الحالي في مجلة (British journal Heart)، إلى أن الأشخاص ذوي العلاقات الاجتماعية الضعيفة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 29% والسكتة الدماغية بنسبة 32%.

فيما يرى الباحثون أن مخاطر الوحدة والعزلة الاجتماعية، أصبحت تعادل المخاطر الأخرى المعروفة لمرض القلب والأوعية الدموية، مثل القلق والتوتر. وتوضح نيكول فالتورتا، كبيرة فريق الباحثين في قسم العلوم الصحية بجامعة يورك– بريطانيا، أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تخطتا مخاطر الخمول والسمنة.

وبالنظر إلى نتائج الدراسة، تقول فالتورتا: “للتدخل والحد من مرض القلب التاجي والسكتة الدماغية، علينا الاهتمام بعامل الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.” لكن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية لا يعني بالضرورة أن يكونا مرتبطين معاً. فقد تشعر بالوحدة وأنت بين حشد من الناس، كما يمكن أن تشعر بالارتياح والسلام الداخلي بالرغم من كونك وحيداً. وفي حال تعرض الشخص لتجارب اجتماعية مريرة، وكان غير راضٍ عن تفاعلاته مع الآخرين من حوله، فإن هذا حسب رأي فالتورتا يشكل خطراً على صحته.  

وخلافاً لدراسات أخرى، كانت دراستها المنشورة في أبريل الماضي، هي الأولى التي تركز على العلاقة بين الوحدة والعزلة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وبينما أجري تحليل دراسات تضمنت 181 ألف شخص من أمريكا وأوروبا واليابان، كان بينهم 4628 مريضاً بالأزمة القلبية و3002 مريضاً معرضاً للسكتات الدماغية. تقول فالتورتا: “الفئات العمرية متنوعة. وبالنظر إلى البيانات من غير الممكن تحديد ما إذا كان الشخص الذي يعاني من الوحدة بعمر الـ75، أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من آخر في الـ50 من عمره. كما أن الباحثين لم يجدوا دليلاً على وجود فروق واضحة بين الرجال والنساء من هذه الناحية.

كذلك خلص تحليل آخر أجري في العام الماضي، من قبل باحثين في جامعة “بريغهام يونغ” إلى أن: الانعزال الحقيقي والظاهري يرتبطان بالموت المبكر. ووفقاً لدراسة نشرتها (Perspectives on Psychological Science) فإن الوفاة الناجمة عن العزلة الاجتماعية تشكل ما نسبته 29٪ من مجموع الوفيات، والناجمة عن الشعور بالوحدة تشكل 26٪، والناجمة عن العيش وحيداً تشكل 32٪، كما أشارت الدراسة إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يهددان الصحة كالسمنة تماماً. وبالتالي فإن جميع الدراسات تعزز ما يدعوا إليه الباحثون، وهو أن هذا الأمر يجب أن يكون من أولويات القطاع الصحي.

ويشار إلى أن تحالفاً من المنظمات غير الربحية في بريطانيا، أطلق حملة للقضاء على الوحدة، وتهدف من بين أمور أخرى إلى توسيع نطاق الخدمات والأنشطة المتاحة لأولئك المنعزلين في مجتمعاتهم. 

مرتبط