اخبار العراق الان

خاص – NEN عراق

الكاتب – د.نعمة العبادي

منذ التغيير في نيسان 2003 وأنا أتابع عن كثب وبكل عناية ودقة مسيرة الدولة العراقية الجديدة وكل شؤونها ،وقد كتبت عن تلك المتابعات مئات المقالات والابحاث والمقابلات التلفزيوية ،وفي هذا العرض المقتضب أتعرض لقضية مهمة في سلوك مسؤولي العراق بمختلف مواقعهم.
فبحسب ما أسجله من أحصائيات نحن أكثر دولة في العالم “يسولف” مسؤوليها سواء في الأعلام أو المؤتمرات أو الجلسات الحوارية ،فيمكنك أن ترصد عدد الفضائيات وتضره في عدد الساعات الحواية والبرامج السياسية وتضرب المخرج في عدد الشخصيات المستضافة التي “تسولف” ،فتلحظ رقما رهيبا ،خصوصا وأنك قد ترى أحدهم “يسولف” في خمس اماكن بليلة واحدة وبنفس الحديث.
“هذه السوالف” في الغاب تفتقد إلى البيانات الرقمية الدقيقة ،والأجابات المحددة الواضحة ،وانكشاف معالم وجهة النظر المستقرة ،فضلا عن تخمتها بالسياسية “كحديث لا كسلوك” ،وقد يكون الصمت في الكثير من المواضع أجدى وأكرم وأرحم للمتحدث وللسامعين.
وإلى جانب “السوالف” نحن أكثر دولة في العالم يقوم جهازها الأداري والحكومي بالأجتماعات اليومية والمؤتمرات والورش التي لا جدوى منها ،فثلاثة أرباع وقت المسؤولين مهدور في أجتماعات لا جدوى منها.
الظاهرة الثالثة في العراق هي تشكيل اللجان فنحن أكثر دولة في العالم نشكل لجان لمختلف الأغراض ولكنها في الأغلب لا تنتج كما أن الأعضاء يتفاعلون مع الأجتماع الأول ثم يفرنقعوا كل في ناحية فيصعب جمع شتاتهم.
لا أشكال أن بناء الدولة تواجهها تحديات كبيرة وتحتاج الى المزيد من العمل لكن هذا العمل لا تنجره “السوالف” و “الأجتماعات” و “اللجان” بل ينجزه المراجعة للعلمية للمسيرة والنقد الواعي وروح التجربة والمبادرة ،وسعي المفكرين وذوي الخبرة في المجال السياسي إلى الكتابة المستمرة في سؤال “كيف نحكم؟”.
#كافي سوالف واجتماعات ولجان

مرتبط