اخبار العراق الان

عاجل

اليوفنتوس يصرخ عبر هيجواين : نحن لسنا بورتو

اليوفنتوس يصرخ عبر هيجواين : نحن لسنا بورتو
اليوفنتوس يصرخ عبر هيجواين : نحن لسنا بورتو

2016-07-24 00:00:00 - المصدر: موقع سوبر الرياضي


متري حجار - 

عندما بدأت الأخبار تتسرب عن بيع االفرنسي بول بوجبا بمبلغ قياسي ثار جدل حول العالم إن كان النجم الصاعد يستحق هذا المبلغ أم لا،لكن أحداً لم يستغرب أن يتم بيعه بهذا القدر طالما أنه لاعب اليوفنتوس الذي بنى بإدارة ماروتا وإنيلي سمعة رائعة في السوق الكروية بقدرته على جلب لاعبين بأثمان عادية ثم بيعهم  بمبالغ طائلة بعد أن يحولهم إلى نجوم كبار ويسمح لهم بالتألق بشكل غير مسبوق بطريقة سمحت لليوفي بالوصول إلى نهائي المسابقة الأغلى وإيطاليا وأنديتها تعيش أسوأ حالاتها الفنية والمادية. ولكن عندما أعلن عن اقتراب السيدة العجوز من ضم هيجواين عبر دفع شرطه الجزائي البالغ ٩٤ مليون يورو  كانت الصدمة الكبرى التي لم يتوقعها أحد من إدارة عرف عنها حسن الإدارة المالية وعدم صرفها لمبالغ خيالية في لاعب واحد ، لكن لكل فعل غريب سبب موجب  وإذا عرف السبب بطل العجب،

ماذا يريد اليوفنتوس من صفقة كبرى ؟

بالنظر إلى وضع اليوفنتوس حالياً نجد بات يمتلك البنية الكروية والاقتصادية التي تضاهي أكبر الفرق الأوروبية ، فهو يمتلك  ملعبه الخاص ومنشآته الرياضية الحديثة التي يتم تطويرها بشكل دائم بما يؤمن دخلاً متزايداً للنادي ويمنحه استقراراً اقتصادياً لا تملك إلا أندية أوروبا الكبرى.أما فريقه الكروي فحقق انتصارات رياضية كبيرة حيث  بلا منافس تقريباً  في إيطاليا ويحقق أكثر من مشاركة مستمرة في دوري الأبطال، ونعني هنا  طبعاً وصوله إلى نهائي الأبطال في العام قبل الماضي وإحراجه للبايرن القوي والمستقر في أرضه وبين جماهيره حتى اللحظة الأخيرة من اللقاء.يضاف إلى هذا استقرار إداري عال وإدارة رائعة لأحوال النادي الداخلية وسوق الانتقالات الصيفية والشتوية بما أكسبه السمعة الكبيرة التي تحدثنا عنها في بداية المقال .

لكن  كل هذا النجاح الإداري والتنظيمي والكروي وحتى الاقتصادي غير كاف لإثبات أن اليوفنتوس عاد ليكون كبيراً أوروبياً خصوصاً في ظل تردي أحوال الكرة الإيطالية بشكل عام . وبالتالي لابد من اتخاذ خطوة كبرى  في سوق الانتقالات لتأكيد أنه ليس مجرد معمل لصناعة النجوم كبورتو البرتغالي الذي يجلب المواهب من أمريكا الجنوبية ويعتاش من  بيعها لأندية أوروبا الكبرى، بل هو عملاق يمتلك منظومة رياضية واقتصادية قادرة على جذب على اللاعبين الكبار والأموال للاستثمار على حد سواء بشكل يدل على أن  الماضي الأسود قد ولّى إلى غير رجعة .

لماذا هيجواين تحديداً ؟

رغم أن النجم الأرجنتيني محاط بالكثير من علامات الاستفهام التي تجعل الشك كبيراً بأمكانية أن يلاقي هذا المبلغ المدفوع حيث أن عمره ٢٩ عاماً وهو معروف بإضاعته  للعديد من الفرص السهلة في المناسبات الحاسمة، إلا أنه يمتلك العديد من المميزات التي يمكن أن تبرر اختيار اليوفنتوس له ليدفع فيه هذا المبلغ.

فنياً نتحدث عن الهداف التاريخي للدوري الإيطالي الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بالدوري الإيطالي المعروف بتكتيكيته وصعوبة مواجهة دفاعاته. وهيغواين من أفضل اللاعبين في العالم التي تتحرك من دون كرة وتتمركز ، وإن افتقد التركيز في المناسبات الحاسمة كنهائي كأس العالم والكوبا الماضيين إلا أنه استطاع أن يتواجد في المكان الصحيح عدة مرّات في مباريات يفترض أن تكون مغلقة بشكل كامل وأمام فرق غاية في القوة . ويمكن القول أن بقدراته ولمساته سيكمل منظومة اليوفنتوس التي تعتمد على وسط قوي لخلق الهجمات بأفضل طريقة .

خارج الملعب له حسابات أخرى ، فاليوفنتوس بشراء هيجواين يكون قد جلب أهم لاعب في الدوري من أقوى منافسيه على الإطلاق، وذلك ليس عبر الشراء أو المفاوضات بل عبر دفع قيمة كسر العقد، أي رغماً عن أحد أصعب رؤساء الأندية في إيطاليا وأوروبا تخلياً عن لاعبيه وهو دي لورينتس. إجبار أفضل الخصوم على بيع أفضل لاعبيه هو مسألة اختص بها البايرن في ألمانيا وهي أحد الاسباب التي جعلته قادراً على الاستمرار في فرض هيمنته محلياً وتحقيق النجاحات أوروبياً ، وهو الطريق الذي يبدو أن اليوفنتوس يسير عليه .

خاتمة ونقطة هامة

استطاعت إدارة اليوفنتوس أن تجمع بين أعلى صفقتين مبيعاً عبر بوجبا وشراءً عبر هيجواين على الأقل من حيث  النية وهو الأمر النادر حدوثه في الأوساط الكروية التي اعتاد على ناد يشتري بمبالغ قياسية  أو ناد يبيع  بأرقام قياسية .وبالتالي نجحت إدارة ماروتا في   شغل الوسط الإعلامي والرياضي الكروي العالمي على جبهتين  ليحققوا لعلامتهم التجارية ضعف ما حققه  مانشستر يونايتد مثلاً من سعيه وراء بوجبا وهو ماتحدثنا عنه في مقال سابق (اضغط هنا لقراءة المقال ) في إثبات كبير على  قوتها شراءً ومبيعاً وتسويقاً على حد سواء، حتى أنها ربما أقفلت صفقة هيجواين قبل ضمان بيع بوجبا  وهو مؤشر ذا وزن قوي في عالم الأعمال على القوة الصاعدة لليوفنتوس اقتصادياً وعودته للواجهة كروياً . لكن تبقى هناك نقطة واحدة أن هيجواين لاعب في الدوري الإيطالي ،فلو نجحت الإدارة  مثلاً في جلب لاعب من دوري آخر متفوق على الدوري الإيطالي فسيكون برهاناً أقوى على جاذبية  علامة اليوفنتوس و قوة المشروع الذي يقوم به ولكانت االقيمة أعلى بكثير لأنه مهما يكن الأمر فإن قدوم هيجواين لليوفي من نابولي هو خطوة للأمام بالنسبة للاعب الذي بات يلعب الآن مع بطل الدوري. وفعلياً سعى اليوفنتوس في لجلب سانشيز من أرسنال وكافاني من باريس سان جيرمان لكنه لم يوفق في ذلك مما يدل على الحاجة للعمل أكثر من قبل إدارة النادي ، لكن الأكيد أن نجاحاً أوروبياً مقبلاً مع هيجواين سيسمح بجلب لاعبين كبار  من دوريات أعلى تصنيفاً من الدوري الإيطالي.

لقراءة مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا :

صفحة الكاتب على الفيسبوك وتويتر :