اخبار العراق الان

الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية

الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية
الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية

2016-07-29 00:00:00 - المصدر: باسنيوز


والصدر معلقا: رعاع وهمج

 

في خطوة تجسد خطاب الكراهية والدعوة الى العنف الطائفي وهذه المرة من الطبقة السياسية العراقية، صرحت النائبة عن ائتلاف دولة القانون(بقيادة المالكي) عواطف نعمة بخصوص تفجير الكاظمية الأخير،بعيدة عن الأطر القانونية والدستورية ،بأن الاٍرهاب يستهدف الكاظمية(ذات الغالبية الشيعية) دون سواها من المناطق الاخرى السنية ، وفيما طالب البرلمان والتحالف الوطني الشيعي الحاكم بمحاسبتها على تصريحاتها ، رأى المراقبون فيها مؤشرا على تصاعد لغة الكراهية والعنف والاحتقان وبروزها الى العلن بينالنخب السياسية الحاكمة في بغداد .

 

عواطف نعمة وناشطون يصفونها بـ" عواصف نقمة"

 

 يأتي هذا التصريح من نائبة من جبهة "الإصلاح" التي تدعي أنها تريد التغيير وإصلاح الوضع في البلد بنبرة طائفية العراقيون يعرفونها اكثر من غيرهم، حيث قالت النائبة أن التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة الكاظمية يأتي ضمن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها "شيعةالعراق"، مبديةً استغرابها من استهداف الكاظمية فقط دون المساس ب‍الأعظمية(ذات الغالبية السنية) القريبة منها أو مناطق بقية المكونات.

 

ويبدو بأن النائبة تعتقد أن المشهد العراقي بحاجة إلى توازنات حتى في حصص السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة ولن يستكمل صورته الحقيقية إذا لم تنفجر سيارة مفخخة في الأعظمية أو الغزالية أو على الأقل في المنصور.

 

من جانبهم استغرب ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها " فيس بوك"  صدور مثل هذه التصريحات من نائبة في البرلمان وليس من رجل الشارع البسيط المكتوي بنيران العنف والارهاب ،مطالبين بمحاسبتها ووقف هذه التصريحات التي تزيد من الاحتقان الطائفي في البلد الذي يعاني أصلاً من زيادة الشحن المذهبي بسبب التنوع الديني والطائفي واستغلاله من قبل اطراف خارجية لمصالحها الخاصة .

 

الناشطون وصفوا  تصريحات النائبة عن ائتلاف دولة القانون  بالطائفية والمقيتة  وغير المسؤولة هدفها إثارة الفتن أكثر من التباكي على ضحايا التفجيرات الإجرامية،  وتساءل الناشطون:  إلى أي شيء تريد أن تصل النائبة  وما هي غايتها من هذه التصريحات المثيرة للفتن في هذا الوقت العصيب الذي يمر به البلاد؟ أتريد تفجيرات دامية  في الأعظمية تقتل العشرات على نحو ما جرى في الكرادة والكاظمية لتتبدد هوية الإرهابيين  برأيها ويتوزع اجرامهم على الجميع بالتساوي مثلاً ؟ مضيفين" الم يسيطر تنظيم داعش ويحتل المناطق السنية في صلاح الدين والأنبار  ونينوى وبعض مناطق ديالى وشمالي بابل وحوّلها إلى خراب وأُحرقت بساتينها  وسرقت آثارها ودمرت معالمها وقتل من وجهائها و من اهلها آلاف، وتسبب في نزوح الملايين ممن يسكنون  حالياً بالخيام في طول البلاد وعرضها، وهم يعانون من الجوع  والعطش والمرض والآفات،  ألا يكفي هدم 80 % من الأنبار كي تتأكد النائبة أن السنة في العراق ليس لهم علاقة بتنظيم داعش بل هم المتضرر الأول من هذا التنظيم، ألا يكفي تهجير نحو 3 ملايين شخص من أهالي المحافظات السنية إلى كدن اقليم كوردستان . 

 

حنان الفتلاوي ونظرية 77 x

 

وكانت النائبة عن حركة إرادة حنان الفتلاوي قد صرحت في وقت سابق برغبتها في مقتل عدد من السنة بقدر ما يقتل من الشيعة في الانفجارات وحوادث العنف، وهو  ما أثار موجة غضب في البلاد في وقتها، وسط مطالبات شعبية بمحاكمتها ومحاسبتها على إثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب، ومعروف عن النائبة الفتلاوي تصريحاتها الاستفزازية في ما يخص الشأن السني وحتى الكوردي فيما تصمت صمت المقابر عن جرائم مليشيات الحشد الشعبي التي يرتكبها في مناطق النزاع مع داعش بحسب تقارير منظمات دولية مرموقة .

 

من جانبه قال الناشط في حقوق الإنسان مهند الأومري:" أن تداعيات أزمة الصراع الطائفي بين السنه والشيعة لا تزال قائمة وتلقي بظلالها على الشارع العراقي، خاصة من جانب السياسيين الذين اتهموا السنة بصراحة بالوقوف وراء الإنهيار الأمني في تلك المناطق فيما تصاعدت حدّة نبرة الكراهية في خطاباتهم وتصريحاتهم الإعلامية إزاء السنّة على السواء، كان آخرها ماصرحت بها النائبة عواطف نعمة .

 

وأضاف الأومري في تصريح لـ(باسنيوز) :أن "حدّة الخطاب الطائفي كانت قد تصاعدت بعد التصريحات المتتالية من قبل السياسيين حيث وجد هذا الخطاب الطائفي صداه في جمهورهم، لتبدأ عمليات القتل والاختطاف وتهجير منظّم للمواطنين من الطوائف على يد الميليشيات".

 

وتابع بالقول : " الإستهداف الطائفي طال جميع شرائح المجتمع بسبب الخطابات والتصريحات المتتالية العدائية من جانب السياسيين ضد أبناء شعبهم، بحيث أنعكست أفعالاً على أرض الواقع،  وارتفعت وتيرة استهدافهم من قبل الميليشيات الطائفية التي تتحرك أمام مرأى ومسمع من القوات الحكومية والتي أصبحت مؤخراً تشاركها في إدارة الملف الأمني" متسائلاً:"  ألا يعد تهييج الشارع واستثارة مشاعره الطائفية جريمة يحاسب عليها القانون، وأين هذا القانون من ذلك؟".

 

 الصدر يدخل على الخط ويصف النائبة بـ" الهمج والرعاع"

 

في هذه الأثناء ، وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء الخميس،  جملة من الشتائم والإهانات للنائبة عواطف نعمة.

 

وجاء كلام الصدر في معرض رده على سؤال لأحد أتباعه بشأن تصريحات النائبة حيث رد بقوله:"لا تُعيروا لمثل هذه النماذج أية أهمية؛ فهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق". ويأتي هذا الرد الصاعق من الصدر بعد أن توالت ردود الافعال الشعبية والسياسية الرافضة لتصريح النائبة .

 

 وكانت مؤسسة الرصد العراقية "بيت الإعلام العراقي"  أكدت في إحدى تقاريرها المختصة بالتحريض الطائفي أنه خلال خمس وعشرين ألف دقيقة بث تلفزيوني ظهر 319  ضيفاً على برامج حوارية، في عدة قنوات عراقية غالبيتهم استغلوا هذه البرامج وهذه الساعات لاطلاق تصريحات تحريضية، وهذا نموذج فقط يكشف عن حجم الخطاب الطائفي الذي يُبث للعراقيين من قبل الطبقة السياسية المفترض أنها تقود المجتمع وتعمل على امتصاص الاحتقان الطائفي الحاصل في الشارع العراقي، والذي تسبب في إراقة دماء العراقيين على مدار الأعوام الماضية. 

 

هذا فيما الدستور العراقي وفي المادة السابعة منه منع التحريض على العنصرية أو الطائفية، كما يقضي قانون العقوبات بسجن كل من يتسبب بإثارة اقتتال طائفي، بينما تضع هيئة الاتصالات والإعلام قنوات وبرامج ومذيعين على اللائحة السوداء تحت بند التحريض، لكنها متهمة بحسب مراقبين بعدم الاستقلالية.

الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية
الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية
الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية
الخطاب الطائفي في العراق..من نظرية الفتلاوي 7×7 الى عواطف نعمة ولماذا ليس الاعظمية

i.cdn.turner.com/dr/cnnarabic/cnnarabic/release/sites/default/files/image/468497872