هل حقا تخشى المرجعية الموقرة من الذين "خانواالأمانة و خذلواالشعب"؟!..
الحرة حدث
تمتلك المرجعية الدينية " الشيعية " الآن و سابقا أيضا متمتعة بقوة جبارة إلا وهي الشارع العراقي بملايينه الكثيرة من أتباع و مريدين ، و بإمكان هذه القوة و بأمر من المرجعية ذاتها ــ أن تزلزل الأرض و تهز الجبال أمام الأعداء ، فكيف الأمر أمام رهط من ساسة و زعماء فاسدين يخشون حتى من ظلهم ؟! ..
مع إنه منذ البداية كان بإمكان المرجعية استخدام هذه " القوة الجبارة " والتلويح بها تخويفا رادعا و جديا ، أمام زعماء وساسة فاسدين هؤلاء الذين أفرطوا وأوغلوا في مظاهر فسادهم العلنية والفاضحة وبكل استهتار واستهانة بمشاعرالشعب العراقي وداسوا على كرامته الأدامية بكل بقسوة وضراوة عسى ولعلهم يرجعون إلى صوابهم ، و إلى إيقاظ ضمائرهم الغافية أو الميتة ، حتى يكفوا عن النهب والسرقات للمال العالم وعن الإهمال و التخريب ، و يهتمواــ ولو قليلا ـــ بتطوير وتحسين أحوال البلاد و العباد نحو أفضل و أرقى ..
و لكن الأعجب ما في الأمر هو لا زالت المرجعية تتحدث عن الفساد بالعموميات ، وبشكل خجول ، بينما آن الأوان لتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية و بدون تلطيف أو تجميل بعدما أضحى العراق كسفينة جانحة للغرق البطيء بدلا من قول خجول ومبهم ، من قبيل إن :
"آخرين ما زلوا يلهثون وراء الامتيازات ويسعون الى المزيد من المنافع المادية وكان المتوقع أن يكون فيهم شبه بهؤلاء، لكنهم أبوا أن يكنوا كذلك)
فيا ترى من هم هؤلاء " الآخرين " الذين خذلوا الشعب و خانوا الأمانة؟!
أليسوا هم عبارة عن ساسة متنفذين و نواب متقنفذين ، فضلا عن زعماء أحزاب وتجمعات سياسية أشية بعصابات لصوص ، متحكمة بمصير البلاد والعباد ؟
ومن ثم اليس أن مَن يخون الأمانة ، هو خائن بكل المقاييس سيما الوطنية ، وليس فقط إنه لا يصلح للحكم مرة آخرى ، إنما يجب أن يُحاسب و يُقاضى من جراء خيانته للأمانة المتجسدة بخيانة الوطن والشعب ناهيك عن خيانة المبادئ لأهل البيت و الأئمة ؟!ّ.
ولكن الطامة الكبرى تكمن في أن مَن " خانوا الأمانة و خذلوا الشعب حسب التعبير الموفق للمرجعية الدينية " لا زالوا في مواقعهم المتقدمة والحساسة و إن الجماهير" الغفيرة " لا زالت تقبّل وتلثم أيديهم و أكتافهم لأنها ما زالت مخدوعة بهم و لكون المرجعية تتحدث بالعموميات عن الفساد و خيانة الأمانة بدلا من تشخيص واضح و دقيق لهؤلاء الحرامية واللصوص الفاسدين والفاشلين ..
فيا ترى لماذا هذا التشخيص الخجول والغامض المبهم من قبل المرجعية؟!..
أم إن المرجعية لا زالت تخشى من هؤلاء الذين خانوا الأمانة و خذلوا الشعب ؟..
علما بأن المرجعية لا زالت مُدينة للشعب العراقي و أمام أهالي ملايين من ضحايا الإرهاب الغاشم والمتواصل ــ مُدينة بصمتها الطويل أمام مظاهر الفساد والفشل هذه ، و ذلك بسبب تآخرها حتى في هذا التشخيص الخجول و المبهم أو الخطابة أو الحديث العموميات الغامضة فقط ..
ومع ذلك فأن المرجعية تستحق التقدير على موقفها الرافض للفساد و جشع الفاسدين هذا ، لأن عمل شيء ما متآخرا أفضل بكثير من عدم عمله أبدا وفقا لمثل هنغاري