اخبار العراق الان

الفيس بوك … موت نحققه بإيدينا لأطفالنا

الفيس بوك … موت نحققه بإيدينا لأطفالنا
الفيس بوك … موت نحققه بإيدينا لأطفالنا

2016-08-20 00:00:00 - المصدر: NEN عراق


خاص – NEN عراق

التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم وحولته الى قرية صغيرة ، أحدثت تقارباً وقفزة نوعية في حياة الناس ، لاسيما الاطفال منهم ، والتي ساهمت في دخولهم اليها وتواصلهم مع الاخرين من خلالها ، فيقع غالبية الاباء والامهات في خطأ كبير ، وهم يعتبرون ، إن هذه الامور التي يتداولها أطفالهم يومياً ، عبارة عن لعب ومرح ينشغلون به ، كي يبعدوهم عن بعض المشاكسات أو المشاكل التي تحدث بين الاخوان أو مع أصدقائهم في الشارع ، ولكن الحقيقة خلاف ذلك ، فهي خطر كبير على عقولهم وتفكيرهم اذا لم تكن هناك متابعة من أهلهم بصورة مستمرة .

حياة أطفالهم

فقالت هدى محمد طارق ( 26 عاماً ) ، هذه الثورة التكنولوجيا الحديثة ، قد جعلت كثير من المواطنين يتصورون ، أنها قفزة نوعية جميلة في حياتهم ، وحياة أطفالهم أيضاً ، فأصبحت رغبة هؤلاء الاطفال نحو الولوج اليها أمراً لابد منه ، وبمساعدة أهلهم  للتواصل مع العالم الخارجي من خلالها ، حيث يعتقدون أن هذه الوسائل جاءت بهدف اللعب والمرح ، إلا أن الحقيقة منافية لذلك ، من خلال ما يشاهدونه من أشياء لا تتناسب وأعمارهم الصغيرة ، اذ تؤدي الى نوع من تداخل المعلومات التي تربوا عليها وتعلموها من أهلهم ، وقد تكون هناك مشاكل أسريَّة ، ربما تعد العامل الأساسي في لجوء الأطفال لمواقع الشبكات الاجتماعيَّة ، يليها إنشغال الوالدين في العمل وعدم إحتوائهم ، إضافة إلى فارق السن بين الأشقاء وعدم إنسجامهم مع بعضهم ، لذلك قد يكون الـ«فيس بوك» ملجأهم في إكتساب صداقات قد ينسجمون معها.

خبرة قليلة

أما كريم عبد الرزاق خالد ( 25 عاماً ) فقال ، لقد إتضح لي أن  مواقع التواصل الإجتماعي المتعارف عليها في الوقت الحالي، كالفيسبوك والواتس آب واليوتيوب والإنستجرام والماسينجر وغيرها، صارت تشكل تهديداً على جميع ألاطفال الذين يتعاملون بها ، بعد أن سمح لهم بانشاء مواقع خاصة بهم ، فضلاً تأثيرها على صحتهم البدنية والذهنيّة في حالة الاستمرار بمتابعتها ليلا ونهار ، فزاد من تخوفي على أطفالي ، وبدأت أجلس بقربهم وأنصحهم ببعض الارشادات ، فهم قليلي الخبرة ومن السهولة أن يقعوا فريسة لتلك المواقع بسلبياتها ومن المتواجدين عليها من المحتالين وسيئيّ الأخلاق ، ومن اللصوص التي تكون مهمتهم تتركز في تتبع الصفحات ومحاولة سرقات معلومات تتعلق بالهوية وقد يجدون في صفحات الأطفال على الفيس بوك فريسة سهلة.

ألاعمار المناسبة

غير إن شيماء خالد كريم ( 28 عاماً ) قالت ، عندما أزور بعض صديقاتي ، أجد أن أطفالهن الصغار يتصفحون أغلب المواقع على النت ، وحينها كنت أوضح لهن بان العمر المسموح ( حسب رأي الشخصي ) للمشاركة بهذه المواقع ، خاصةً موقع الفيسبوك هو الـ 13 سنة ، كونهم قد بلغوا وأصبحوا يعروفون ما هو الشيء الجيد من عدمه ، إلا إن الأطفال وبعمرهم هذا ، يقومون بمشاركة أصدقاء أكبر سناً منهم أو من خلال أهالهم وبأسماء وتواريخ وهميّة ، ما يؤدي الى ضرورة تدخل الأبوين بصورة سريعة ومراقبة دائمة من دون إشعار الأطفال بذلك ، فالفيسبوك يملك قواعد واضحة وأن سن 13 عاماً هو السن المناسب للإشتراك ، ربما غيري يعتقد أن 14-17 سنة هو السن المناسب .

السماح بالدخول

في حين يرى فارس علي غالب ( 33 عاماً ) باهمية رفع الحد الأدنى للعمر من مستخدمي الفيسبوك  الى 18 سنة أو أكثر ، كون هذه الاعمار تعد ناضجة وقد تعدت مرحلة الطفولة ، ولكن بعضهم يتمنى إلغاء قانون السن والسماح لهم بالتسجيل في الموقع، وأن يسمح لهم بالحصول على صفحة شخصية في سن 13 عاماً ، ولكنهم عندما يجدون هذا الامر ، يلجؤون الى كتابة معلومات وهمية عن شخصيتهم وأعمارهم وشهاداتهم المدرسية ليبدوا أكبر عمراً ، وهذا الامر يعد خطيراً على بناء شخصية الاطفال ، وهم يشاهدون مواقف أو أمور قد تهدم كل شيء بريء فيهم بشكل كبير .

التواصل مع الاهل والاصدقاء

بينما تقول ماجدة عبد الرضا هادي ( 22 عاماً ) ، كي أضمن مع والدهم إستخداماً آمناً لمواقع التواصل الإجتماعي التي تتكاثر يوماً بعد يوم ، كنت مع زوجي أتخذ وسائل الحيطة والحذر لضمان سلامتهم ومشاركتهم فيها ، كي لا يتجاوزون المسموح به من قبلنا ، من خلال القيام بإلغاء خاصية تحديد الموقع التي تكشف الكثير عن الشخص ، وكذلك المعلومات الشخصية حتى لا تكون حساباتهم عُرضة للسرقة بشكل يسير ، كما يجب التوضيح لهم ، بأن مثل هذه الحسابات ليست للغرباء ، إنما هي للتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء ولا ضير بتبادل وتشارك الآراء مع الآخرين المثقفين بعلم الأبوين بذلك .

متابعة بحذر

وشدد نمير حيدر طالب ( 27 عاماً ) على إن الأمر من جميع جوانبه ، متعلق بطريقة تربية الأطفال ، وشرح مخاطر الإنترنت لهم ، لذلك يجب فتح جميع محاور النقاش معهم بكل تفاصيلها ، ومن ثم الإستماع إلى آرائهم ووجهة نظرهم من دون إعتراضهم بانفعال ، وعلى ما يبدو أن سن الـ 13 عاماً هو الأنسب فهو يجمع ما بين المراهقة ومرحلة النضج المبكر ، ومع قليل من المتابعة الحذرة ، يمكن الحفاظ على مستوى تفكيرهم بصورة مناسبة ، فهناك تعليقات إيجابية مستمرة من قبل أصدقائهم ومشاركتهم لصورهم ونشاطاتهم بشكل لا يستطيع الطفل مجاراته في حياته الواقعية التي قد تجعله تحت تهديد حقيقي ، بأن يتعرض للاكتئاب الالكتروني، مما يجعله يقضي وقتاً أطول أمام الشاشة، وقد يساهم في فشل الطفل لاحقاً في نشاطات حياته الواقعية على حساب الحياة الافتراضية .

الحياة الجديدة

الباحثة الاجتماعية فريدة حمادي سالم ، قالت ، يلجأ الأطفال الى مواقع  التواصل الاجتماعي لأسباب عدة ، منها لأنهم يجدون فيها حياة جديدة بعيدة عن حياتهم التقليدية التي إعتادوا عليها في الواقع ، وإمكانية البحث عن الأصدقاء للتواصل معهم من جديد ، فضلاً عن إستخدام البعض لهذه المواقع ، لغرض الشهرة وإثبات الذات وتعزيز الثقة بالنفس من خلال نشر أفكارهم وخواطرهم وأشعارهم ومحاولات لكتاباتهم الأدبية ، كما يجد بعضهم في هذه المواقع طريقة وشكلاً من أشكال تقليد الكبار والفخر بأنفسهم وحضورهم النشط عليها ، نتيجة سهولة إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، حتى لمن يمتلك حداً أدنى من المهارات التقنية .

للكلام بقية

غالبية العوائل العراقية يعتقدون أن الفيسبوك موقع يقضي الأطفال وقتهم فيه من أجل التسلية أو مشاركة الصور مع أصدقائهم بعيداً عن إزعاجهم للاخرين ، ولكنهم مخطؤن في إعتقادهم ، ويجب عليهم مراقبتهم بدقة ، فكثير منهم يجهل بحكم عمرهم الصغير أمر كثيرة ولا يميزون بين الحياة الافتراضية و الحياة الواقعية ، كما هو عند البالغ ، غير أن هذه الأجهزة الإلكترونية التي تتداول بين يدي الاطفال ، أصبحت تشكل مكوناً هاماً من مكونات الطفولة هذه الأيام من خلال تفضليهم قضاء أوقاتهم أمامها من دون القيام بأي نشاطات لعب أو لهو مع أصدقائهم في الشارع ، لذلك وجب على جميع الاهالي مراقبة أطفالهم وحمايتهم من هذه الاجهزة وتوعيتهم ، حفاظاً على مستوى تفكيرهم ومستقبلهم .

i1.wp.com/neniraq.com/wp-content/uploads/2016/08/1351784385