اخبار العراق الان

التماس الكهربائي سيد الحرائق في البصرة

التماس الكهربائي سيد الحرائق في البصرة
التماس الكهربائي سيد الحرائق في البصرة

2016-08-26 00:00:00 - المصدر: المربد


حيدر الجزائري / المربد

 هرع أهالي مجمع البترو السكني غرب البصرة لإنقاذ اسر حاصرت النيران دورهم وقت الظهيرة.

وبينما تمكنوا من إنقاذ نحو 35 فرداً من تلك الأسر، كانت مدة 30 دقيقة كافية لتلهتم سبعة دور سكنية (كرفانية)، حوّلت ما فيها من أثاث ومحتويات إلى رماد بالكامل.

احمد شاكر، نجت زوجته بأعجوبة، وجيرانه جازفوا بإخراج مستمسكاته الرسمية، أما بقية داره فلم يتبق منها شيئاً، ويوضح لراديو المربد أن النار اندلعت بالبدء في مقهى تقع بمبنى (نادي البترو الرياضي) الملاصقة لداره، لتنتقل السنة النيران تدريجياً عبر السقف (الساندويج بنل) إلى بقية الدور.

 ويضيف أن الحريق، كان كبيراً جداً وأضراره المادية اكبر، قائلاً "لم يتبق لي سوى ما ارتدي حالياً من الثياب، وسنبدأ أنا وجيراني السبعة حياتنا من جديد".

 حكاية دور البترو لاتختلف كثيراً عن ماخلفته مئات الحرائق مؤخراً في الدور السكنية والشقق والمحال والمطاعم، والتي تكاد تسجل بشكل يومي بسبب (التماس الكهربائي)، وتخلف معظمها أضرار مادية جسيمة، وأحيانا إصابات بشرية.

 إحصائيات

ووفقاً لإحصائية حصل عليها راديو المربد من مدير شعبة الإطفاء في مديرية الدفاع المدني بالبصرة، رعد عبد القادر عبد الله ، فان 884 حادث حريق سجل في مناطق مختلفة في المحافظة منذ مطلع عام 2016 وحتى تموز من العام الجاري.

 وأوضح أنها توزعت على الأشهر كالتالي (110 حادث في كانون الثاني، و 100 في شباط، و84 في آذار، و109 في نيسان، و132 في آيار، و139 في حزيران، 214 في تموز)، وحدثت معظمها في الدور والشقق السكنية والمحال والمطاعم والمعارض والمعامل والمخازن ومحطات الوقود والعجلات والبساتين وأماكن رمي النفايات وأخرى متفرقة.

 التماس الكهربائي سيد الحرائق

 وعن تلك الحوادث بشكل مفصل يقول مدير الدفاع المدني، العقيد تحسين علي ساري في حديث لراديو المربد إن معظم الحرائق في الصيف سجلت بسبب زيادة الأحمال الكهربائية لكثرة تشغيل المواطنين أجهزة التبريد في ظل تسليك غير نظامي للكهرباء في الدور السكنية، وبالتالي يحدث "التماس الكهربائي" والذي هو من ابرز أسباب الحرائق، والحال لايختلف كثيراً عن الشتاء الذي يستخدم فيه أجهزة التدفئة بشكل متواصل وبالقرب من الأسرة والافرشة.

ويضيف أن الأسباب الأخرى للحرائق تأتي بدرجة أقل كتسرب الغاز او الوقود ورمي أعقاب السكائر وعبث الأطفال والإهمال والشرارة والانفجار واصطدام وسائل نقل إضافة إلى حرائق متعمدة أو مجهولة وأخرى متفرقة.

 صناعات رديئة

 وتشكل الصناعات والمنتجات الكهربائية المنزلية الرديئة المستوردة والتي غزت الأسواق بعد عام 2003 عاملاً مهماً في وقوع حوادث الحرائق، فمعظمها تفتقر إلى الجودة والشروط المطلوبة للسلامة، سيما الأسلاك ومتعلقاتها وأجهزة التوصيل والربط والمكيفات والتدفئة وغيرها من الأجهزة الكهربائية.

 وعن ذلك يقول رئيس اتحاد الصناعيين في البصرة، ماجد رشك عبد الله، في حديثه لراديو المربد إن معظم تلك البضائع لم تخضع للمواصفات والمقاييس والرقابة النوعية، بسبب توسع الاستيراد وانفتاح الأسواق والمنافسة في الأسعار على حساب الجودة وبالتالي أدى إلى استيراد منتجات ذات جودة اقل ومعظمها غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، ونتج عنها حوادث الحرائق، مؤكداً على أهمية فحص ﺠﻭﺩﺓ المنتج ومراقبته بتفعيل جاد للرقابة ومقاييس السيطرة النوعية في العراق.

 غياب ثقافة السلامة

 وسجل لأغلب المواطنين عدم امتلاكهم مطفأة حريق والتي لها دور كبير في معالجة الحرائق حتى وصول فرق الدفاع المدني، إلى جانب ذلك تعود نشوب الحرائق إلى طبيعة البناء والأثاث والمواد المستخدمة في الحياة المنزلية، وهي عوامل بحاجة إلى إعادة النظر فيها لتفادي الحرائق والوقاية من أضرارها.

 وفي هذا الشأن، يقول رئيس لجنة التخطيط في مجلس محافظة البصرة نشأت المنصوري في حديثه لراديو المربد، إن طبيعة البناء يفترض أن تكون من مواد غير قابلة للاحتراق والتقليل من المواد البلاستيكية في البناء وبالأخص بما يتعلق بالتغليف والأسقف الثانوية، إضافة إلى الاهتمام بالكهرباء والتسليك النظامي للأسلاك، وايجاد مخارج طوارئ سيما للبناء التجاري.

 ويشكل وعي المواطنين وثقافة السلامة العامل المهم في الوقاية من الحرائق، لكنه بحاجة إلى إطلاق حملات في هذا الاتجاه إلى جانب جهود واتخاذ قرارات محلية ومركزية لتعزيز ثقافة السلامة المنزلية بشكل خاص لتقليل الخسائر البشرية والمادية التي يصعب تعويضها، بحسب مسؤولين ومختصين أكدوا أيضاً أن ثقافة التأمين ضد الحرائق تكاد أن تكون معدمة والتي من شأنها أن تلزم المواطن بمراعاة الشروط المطلوبة للسلامة والحصول تعويض حال تعرضه لحوادث الحريق.