اخبار العراق الان

هكذا فاجأت أنقرة واشنطن في جرابلس

هكذا فاجأت أنقرة واشنطن في جرابلس
هكذا فاجأت أنقرة واشنطن في جرابلس

2016-08-30 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين


كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن توقف التنسيق بين أعلى المستويات في واشنطن وأنقرة وأن التصريحات العلنية للجانبين لا تعبر عن حقيقة ما يجري خلف الكواليس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين "أن البيت الأبيض كان بصدد النظر في خطة سرية لانضمام القوات الأميركية الخاصة إلى الأتراك في الهجوم الذي بدأ في شمال سوريا، لكن أنقرة أقدمت على خطوتها دون إعطاء إنذار مسبق لواشنطن" وتابعوا "أن القرار التركي قوض جهوداً أميركية خلف الكواليس لسحب العناصر السورية الكردية المتنافسة من منطقة الصراع أولاً".
الصحيفة قالت إن المحادثات بين الأميركيين والأتراك حول هذه العملية بدأت في حزيران/ يونيو 2015 لكنها تراجعت في ظل تشكيك قادة البنتاغون وضباط أتراك بقدرة أنقرة على حشد العدد الكافي من المقاتلين للقيام بالعملية.

لكن في 20 آب/ أغسطس الجاري وجدت تركيا سبباً ملحاً لبدء هجومها في أعقاب التفجير الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في غازي عنتاب. مسؤولون أتراك وأميركيون قالوا للصحيفة "إن الجيش التركي أراد أن يبدو حاسماً وأن يظهر الولاء لأردوغان بعد محاولة الانقلاب".

وفق "وول ستريت جورنال" فإن الأتراك وضعوا نظراءهم الأميركيين الموجودين في أنقرة في أجواء خططهم في شمال سوريا. وطلبوا منهم مشاركة قوات أميركية خاصة. ولكن ما الذي جرى بعد ذلك؟

كشفت "وول ستريت جورنال" أن البيت الأبيض حذر من الانخراط في أي عملية عسكرية وإرسال قوات عسكرية إلى سوريا قبل الحصول على اجابات محددة من البنتاغون من بينها كيفية حماية القوات العسكرية الخاصة في ظلّ وجود مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة في المنطقة؟".

وفسر مسؤولون عسكريون قلق البيت الأبيض على أنه بمثابة رفض للخطة المقترحة لأنهم يعلمون أنّ الأتراك على عجلة للتحرك. عندها طلب البنتاغون من أنقرة الاستمهال وإعطاء المزيد من الوقت للمداولات الأميركية.

وأمام تريّث البيت الأبيض حيال طلب الأتراك، حاول مسؤولون في أميركا دفع القوات الكردية للانسحاب من المنطقة التي تزمع أنقرة الدخول اليها.

وذكرت الصحيفة الأميركية "أن البيت الابيض أبلغ البنتاغون أنه مستعد لإجراء اجتماع هام للنظر في إرسال القوات العسكرية الأميركية الى جانب أنقرة ليل 23 آب/ أغسطس إلاّ أنهم تفاجأوا بالهجوم التركي على جرابلس بدون سابق إنذار".

وقال مسؤول رفيع المستوى، "إن الطلب الذي تقدّمت به أنقرة لم يصل إلى مكتب الرئيس الأميركي باراك أوباما" مضيفاً "أن تركيا أطلقت الضربة الجوية الأولى على منطقة جرابلس وحدها، وليس تحت غطاء التحالف في حين أنّها سبق وأعلنت حملة عسكرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة الأميركية".

وأفاد مصدر رسمي أميركي "أنّ الطائرات التركية قصفت من المجال الجوي التركي وليس سوريا"، مضيفاً أنّ "قائد المنطقة الوسطى جون فوتل استخدم صلاحياته من أجل توفير دعم جوي محدود للأتراك من خلال الطائرات بدون طيار".

ولفتت الصحيفة إلى "أنّ القوات العسكرية الأميركية الخاصة لعبت دور المراقب من الأراضي التركية المطلة على جرابلس لمحاولة المساعدة في الضربات الأميركية" التي ظل تأثيرها محدوداً وفق مسؤولين بسبب المسافة.  

وقالت "وول ستريت جورنال" إن واشنطن حذرت أمس الاثنين أنقرة بأنها لن توفر الدعم الجوي للقوات التركية المتجهة جنوباً، باتجاه سوريا، ولكنها ستتابع دعمها الجوي للقوات المتجهة غرباً نحو الحدود التي يسيطر عليها داعش.

مسؤولون أتراك قالوا إن واشنطن أخطأت في تشكيكها بقدرات أنقرة العسكرية واعتقادها أن معركة جرابلس ستستغرق أياماً أو ربما أسابيع، مع انسحاب داعش خلال ساعات من بدء الهجوم. كذلك نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بسوء تقديرهم لقدرة داعش على السيطرة على المنطقة لكنهم في الوقت نفسه أبدوا قلقاً من "الحليف التركي في الناتو الذي يمكن أن يتورط أكثر في سوريا ويخفّف من الضغط على داعش".