من هو وزير الدفاع القادم …؟؟؟ بقلم المستشار ضياء الوكيل*
Tweet
تشهد كواليس السياسة العراقية تحركات مكوكية ولقاءات معلنة وسرية هدفها الوصول إلى توافقات وتفاهمات حول مرشح يحظى بإجماع سياسي لشغل منصب وزير الدفاع.. والأخبار تشير أن الأمر لا زال محط خلاف وجدل ولم يحسم بعد ونستدل على ذلك أن بعض الكتل تقدمت بقوائم لمرشحيها في حين أرجأت الأخرى الإعلان بانتظار المزيد من المشاورات ويبدو أن الصراع السياسي قد احتدم حول هذا المنصب الحساس الذي أصبح شاغرا بعد إقالة الوزير السابق خالد العبيدي على خلفية استجواب برلماني وتهم بالفساد…
ولفت نظري ورود أسم اللواء الركن هشام الدراجي في إحدى القوائم مرشحا لمنصب وزير الدفاع وهذا الخبر والاختيار يدعو للتفاؤل لأنه ينعش الأمل بوجود وعي متنامي وتوجه سياسي بدأ يدرك أهمية التكنوقراط لشغل المناصب السيادية الخطيرة ومنها وزارة الدفاع خاصة والعراق يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين العسكري والأمني ويخوض حربا شرسة في مواجهة داعش والإرهاب..
ومن دواعي الإنصاف التذكير بجانب من المواصفات النادرة التي يتمتع بها هذا القائد العسكري النزيه الذي تنطبق عليه شروط الكفاءة والتخصص لأنّه ضابط مهني مستقل ومتدرج في الرتب العسكرية وفقا للاستحقاق القانوني وحسب علمي فأنّه يحمل شهادات عسكرية ومدنية رصينة وشارة الركن ومتخرج من جامعة الدفاع الوطني وشغل مناصب ميدانية مهمة في وزارة الدفاع بعد العام 2003 ومنها رئيس أركان قيادة القوات البرية ومدير الحركات العسكرية وسبق وأن رشح لمنصب وزير الدفاع في الدورة البرلمانية السابقة إلا أن المعادلات السياسية العرجاء حالت دون توليه الوزارة ولاحقا أقصاه الفاسدون لأنه غرّد خارج سربهم المشبوه…
وأنا لا أروج لهذه الشخصية العسكرية المعروفة على الصعيد العسكري بانضباطها ومهنيتها ونزاهتها والسيد الدراجي في غنى عن التسويق الدعائي ولكنّي أدرك بحكم الضرورة والمسؤولية حاجة المؤسسة العسكرية العراقية لمثل هذه القيادات المؤمنة بالعراق والغيورة على الجيش والحريصة على ابتكار الوسائل والتقنيات المتطورة لمواجهة الإرهاب والدفاع عن الوطن… وليس المهم أن يأتي الترشيح عبر كتلٍ سياسية معروفة وهذا طبيعي ولكن الأهم أن يكون المرشح غير متحزب إلا للعراق وهذه كلمة حقّ نقولها للتاريخ وشهادة مجرّدة عن المصالح وبعيدة عن السياسة ولا ترضى بغير التحليق في فضاء الوطن الأرحب وهي فرصة للسيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة لإجراء تغييرات تستجيب لمسار وشروط الإصلاح ومكافحة الفساد وإعادة بناء القوات المسلحة والجيش العراقي وفق معايير مهنية ووطنية تتجاوز الإخفاقات السابقة وتعزز قدرات وكفاءة المؤسسة العسكرية ومهامها الدفاعية المسندة إليها بموجب الدستور…
*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية
أضف تعليق
عدد التعليقات
