اخبار العراق الان

أنقرة وتحالف واشنطن، عودة الاصطفاف الأول

أنقرة وتحالف واشنطن، عودة الاصطفاف الأول
أنقرة وتحالف واشنطن، عودة الاصطفاف الأول

2016-09-09 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين


أنقرة الفائزة بالمراهنة على كسر العزلة في انفتاحها على موسكو وطهران، تجذب دول تحالف واشنطن على وقع المكاسب التي تحققها في سوريا، ففي غضون يومين يهلّ عليها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والأمين العام للحلف الأطلسي "ينس ستولتنبرغ"، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغيريني" بصحبة مفوّض شؤون سياسة الجوار في الاتحاد "جوهانس هان".

الجبير داعم من أنقرة لحق أنقرة في حماية أمنها ومحاربة الارهاب في عملية "درع الفرات"

البحث عن توّسع النفوذ في سوريا، هو الجامع المشترك بين مجمل هذه الأطراف المتقاطعة في تبايناتها. لكن ممر عبورها هو في تركيا التي باتت تتحكم بأي سيناريو بعد الآن في المنطقة، بحسب تعبير الرئيس رجب طيب أردوغان. 

فتركيا تحظى "بمنطقة آمنة" بحكم الأمر الواقع بين مدينتي أعزاز وجرابلس بما يعادل نصف مساحة لبنان، وهي تطمح إلى المزيد بين مدينتي الباب ومنبج حتى ريف المدينة الجنوبي، وربما تأمل التوّغل أبعد من ذلك كما أشار نائب رئيس الوزراء التركي نورالدين جانكيلي. 
وبناء على هذه النجاحات تتقلص الفروقات بين الحلفاء، على ما يتفق عدد من الباحثين في الشأن التركي.وزير الخارجية السعودي الداعم من أنقرة لحق أنقرة في حماية أمنها ومحاربة الارهاب في عملية "درع الفرات" كما يوضح، يرى تطابقاً كاملاً في رؤية البلدين للمرحلة الانتقالية بحسب ما أعلنه رياض حجاب في مؤتمر لندن للتفاوض على استلام السلطة ورحيل الرئيس بشار الأسد. 
ولم يكن نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أقلّ تطابقاً في إعلانه عن إنشاء مجلس سياسي مشترك "لتعزيز العلاقات ورفعها إلى أعلى المستويات".الجبير الذي أفصح عن أن بلاده كانت " أوّل من ضرب "داعش" في إطار التحالف الدولي"، ربما يشير بذلك إلى استعادة أمل بتدخل قوات سعودية في سوريا "لمكافحة الارهاب" في إطار تحالف واشنطن. وذلك على الرغم من أن الطرفان يشيران إلى إرهاب "داعش"، فيما أولوية تركيا هي مواجهة وحدات حماية الشعب بينما أولوية السعودية هي مواجهة الجيش السوري وإيران التي اتهمها الجبير من أنقرة بالمسؤولية عن دمار المنطقة. 
ففي هذا السياق يكشف الرئيس التركي عما تداوله مع باراك أوباما في قمة العشرين بشأن عمل مشترك في الرقة، وعلى الأثر يدعو وزير الخارجية التركي إلى هذا العمل المشترك مع واشنطن بعدما كانت دعوته لموسكو إبّان "رأب الصدع" وطي صفحة الأيام العجاف مع روسيا.الأمين العام للحلف الأطلسي لم يأخذ بتفاؤل الجبير في إمكانية توسّع التدخل التركي في سوريا وفي تدخل برّي لقوات تحالف واشنطن. فما تعوّل عليه تركيا والسعودية بشأن ملاذات آمنة بحسب التعبير السعودي، يصطدم بعدم استعداد واشنطن لتوفير غطاء جوي لهذه الملاذات في ظل رفض موسكو وسوريا لوقف الطلعات الجويّة. وهو ما أشار إليه بيان وزارة الخارجية الروسية بوصفه التصرفات التركية تثير قلقاً عميقاً وتزيد الوضع في سوريا تعقيداً. 
وقد يكون الرفض الروسي لوقف الطلعات الجويّة في سوريا وحتى في جنوبي حلب هو العقدة الأهم التي تعطّل موافقة واشنطن على "خفض العنف وتوسيع المساعدات الانسانية" وفق المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي.هذا التباين بين واشنطن وكل من السعودية وأنقرة بشأن تدخل برّي لقوات التحالف في سوريا، وبشأن الحماية الجوية للمنطقة الآمنة، أوضحه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في دعوته إلى الاعتماد على قوى محلية في سوريا. وهو يقصد وحدات حماية الشعب لكنه يقصد قوى أخرى حليفة للسعودية وأنقرة، قد يكون من بينها جبهة النصرة التي تضعها واشنطن على لائحة الارهاب لكنها تختلف مع موسكو على فصلها عما تسميه معارضة معتدلة، كما تختلف مع روسيا على ضربها.توسّع التدخل التركي في سوريا يبعث الأمل بعودة الروح إلى تحالف واشنطن. لكنها عودة إلى مربعه الأول حيث يظل عالقاً تحت وطأة عدم إمكانية الحماية الجويّة في "المنطقة الآمنة"، وفي عدم إمكانية تدخل قوات برّية إقليمية. بينما يحكم الجيش السوري وحلفاؤه طوق حلب ولا تشي مباحثات كيري ولافروف بقبول موسكو لوقف الطلعات الجوية والتوقف عن ضرب جبهة النصرة. 
ففي حلب المفصل الذي يؤشر ربما إلى أن الذي يضحك بعد الراموسة أخيراً قد يضحك كثيراً.

المصدر: الميادين