العبادي يطمئن على معركة الموصل من نيويورك ويقلق عليها في بغداد
Thu, 22 Sep 2016 12:25:18
حمزة مصطفى
أبرأ رئيس الوزراء حيدر العبادي ذمته مرتين من قضية سحب الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري.. "شعرة معاوية" التي تربط بغداد بأربيل وكبير مفاوضي البنك الدولي, مرة حين إستصحب معه ولأول مرة في الوفود الرسمية التي يقوم بها رئيس وزراءالعراق منذ عهد إياد علاوي الإنتقالي حتى عهود إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي المشفوعة بإنتخابات ديمقراطية كبير موظفي ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين, والمرة الثانية حين أجرى إتصالأ هاتفيأ قبيل ساعات من إقالة زيباري مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري طالبأ التأجيل. لكن مثلما للعبادي حساباته المركبة والتي تتمثل في إطمئنانه على معركة الموصل والتي تحتاج الى شريك قوي ومدعوم اميركيا مثل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وكذلك حاجته الى زيباري ككبير مفاوضي العراق أمام البنك الدولي نظرأ لحاجة العراق الى قروض ميسرة لتغطية نفقات الحرب الباهظة ضد داعش وتسيير عجلة الإستهلاك الحكومي بمن فيها الرواتب. لكن في مقابل ذلك فإن للجبوري حساباته هي الأخرى التي يرى فيها محسن السعدون القيادي البارز في كتلة الحزب الديمقراطي في البرلمان في تصريحات صحفية له بعدأ شخصيأ ادت بالجبوري الى إرتكاب سلسلة مخالفات دستورية أهمها إصراره على التصويت على سحب الثقة وبالتصويت السري بالرغم من ان زيباري اقام دعوى قضائية ضده أمام المحكمة الإتحادية. ونظرأ لوجود دعوى مقامة ضد الجبوري من قبل وزير الدفاع المقال خالد العبيدي فإن الجبوري ضحى بزيباري لكي يفلت من الوقوع في شرك المحكمة الإتحادية.
الصلة بين الشخصي والعام يكاد يكون إحدى سمات العملية السياسية في العراق الجديد بعد عام 2003. فالتحالفات التي كانت قائمة في زمن المعارضة القت بظلالها على بناء الدولة طوال أكثر من عشر سنوات ولم تبدأ بالتفكك الإ خلال السنتين الماضيتين ومن أبرز ثمار تفككها أن أربيل لم تعد الآن مثلما كانت عليه "بيضة القبان". فالتفكك شمل أقوى الكتل السياسية واكثرها تماسكا وهي كتلة التحالف الكردستاني التي تحولت الى كتل متصارعة الى حد كبير. ولان رئيس إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أدرك ذلك فإنه "غسل يديه" من أشقائه وحلفائه الكرد في الوقوف الى جانبه فإنه أبلغ بغداد إنه في حال إقيل زيباري (خالد مسعود البارزاني) فإن آخر شعرة يمكن ان تنقطع مع بغداد.وبهذا التهديد فإن البارزاني تخطى المقولة الشهيرة التي تنسب الى معاوية بن أبي سفيان القائل (لو كان بيني وبين الناس شعرة لما إنقطعت .. كلما شدوا أرخيت وكلماا ارخوا شددت".
ومع كل ما يمكن ان تخلفه الإقالة من تداعيات فإن السؤال الأبرز المطروح الآن هو .. هل ستؤثر على معركة الموصل كاولوية أولى وتاليا على مباحثات البنك الدولي؟ كل التوقعات تشير الى ان رئيس البرلمان سليم الجبوري لا رئيس الوزراء حيدر العبادي سيكون هو هدف "الإنتقام" القادم مع الكرد وربما ينعكس ذلك على العلاقة مع الجهة التي يمثلها الجبوري في تحالف القوى وما قد يجره من تداعيات يمكن تشمل النازحين والمهجرين السنة الذين تستضيفهم اربيل وهو أمر يجعل من الضروري طرح سؤال وهو مالذي دفع الجبوري الى هذه المغامرة التي ليس لها سوى تفسير واحد وهو ما ذهب اليه محسن السعدون من ان الجبوري إنطلق من بعد شخصي وهو الدعوى المقامة ضده من قبل العبيدي. أما العبادي الذي إطمئن على معركة الموصل في نيويورك من خلال المباحثات البناءة التي اجراها مع الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يسعى من جانبه الى وضع كل عنبه في سلة هيلاري كلنتون في مواجتها التي بدت تصبح صعبة مع الجمهوري دونالد ترامب, فإنه بعث للبارزاني رسالة مفادها أنه ضد إقالة زيباري وإن من "فعلها" هو زيباري وبالتالي فإن مسار الإتفاق الذي إبرم في أربيل الاسبوع الماضي بين بغداد وأربيل برعاية اميركية وهو ما مهد لمرافقة رئيس ديوان إقليم كردستان والشخص المقرب من البارازني وهو الدكتور فؤاد حسين سيبقى صامدا حتى في حال إنقطعت شعرة هوشيار زيباري. فالعبادي وفي سياق حاجته الى بقاء جبهة معركة الموصل متماسكة في مواجهة داعش على الأقل قبل ان تبدا "رحمة الله" بعد التحرير لن يتحارش بحصة البارزاني في حقيبة المالية لاسيما أن البدئل جاهز وهو روز نوري شاويس الذي لايقل صلة بالبارزاني عن زيباري برغم بعد النسب وقرب الحسب.
أخبار آخرى من مقالات