لأنني ميلانيستا أقول …من فرحتنا نسينا أنه ساسولو
لأنني ميلانيستا أقول … فقرة أخلع فيها عن نفسي عباءة الحيادي وألبس عباءتي الحقيقية كمشجع ميلاني أصيل لكن الموضوعي ولذي أمضى حياته وهو يتابع النادي اللومباردي منذ أيام فان باستن وحتى يومنا هذا …عسى أن تنال إعجابكم .
بعد غياب لفترة عدنا مجدداً مع هذه الفقرة التي تعني جماهير الميلان أكثر من أي أحد آخر ، لكنها وبطريقة غير مباشرة تعني جميع محبي كرة القدم الذين يفتقدون لهذا الفريق الكبير حيث اختلت بغيابه مع فرق أخرى كمانشستر يونايتد موازين القوى في كرة القدم العالمية.
الكثير من الأمور حدثت في فترة الغياب ، أبرزها طبعاً عملية البيع للصينين والتي لا تزال حتى اللحظة مثار جدل كبير بل وتشكيك لأن الأمور لا تسير بالسياق المتعارف عليه تجارياً ولا يزال اعضاء الفريق الإداري الجديد محط تساؤلات كثيرة خصوصاً مع كون العديد من الأسماء المرشحة ذات ماض مع الإنتر. أما ثاني أبرز الأمور فكان تعيين فيتشينزو مونتيلا الذي يبدو حتى اللحظة ناجحاً في إدارة كفة الميلان الحالي بأسمائه “ المتوسطة “. حيث يقدم الفريق أداء مميزاً في معظم المباريات التي يلعبها ويحقق الانتصارات التي كان أهمها بطبيعة الحال الفوز الأخير على ساسولو بأربعة أهداف لثلاثة. فوز جاء بطعم لقاءات الزمن الجميل الذي ذكرنا بانتفاضات الفريق بعد التأخر والقدرة على العودة مهما كانت النتيجة ، وهذه كانت إحدى أهم مميزات الفريق خصوصاً أيام طيب الذكر كارلو أنشيلوتي. هذه الذهنية القوية كانت تمنح الفريق رهبة كبيرة تجعل الفريق المقابل مرتبكاً حتى اللحظة الأخيرة من إمكانية فقد المباراة .
لكن فرحة عشاق ميلان الكبيرة أنستهم أن من يواجهونه هو ساسولو وليس برشلونة وريال مدريد أو حتى اليوفي أو روما . وهنا نؤكد بأننا لا نقلل أبداً من قيمة هذا الفريق الذي يقدم الكثير لكرة القدم الإيطالية من كرة قدم متوازنة وتكتيكية جميلة لا تقدمها أفضل فرق إيطاليا حالياً، والدليل تفوقه في الدوري الأوروبي عكس الكثير من فرق إيطاليا الأكبر حجماً. لكنه في النهاية يبقى ساسولو ، والفوز عليه بهذه الطريقة أمر مفرح حقاً لكنه ليس إنجازاً كبيراً ، بل هو مجرد ومؤشر على قدرة الفريق على النهوض ودافع للعمل أكثر بغية الوصول إلى مستوى أعلى لمقارعة من هو أكبر منه وانتزاع أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.
كلمة أخيرة عن مونتيلا الذي يدير الدفة حتى الآن بكفاءة عالية في ظل الأسماء المتواجدة لديه . ويمكن القول بناء على سجله أنه الأفضل لإدارة الميلان الحالي وجعله يقدم أفضل ما يمكن تقديمه ، والدليل مجموعة الأسماء الشابة التي بتنا نراها تتألق مع الفريق وآخرها لوكاتيلي . وإن تحققت وعود الدعم ، يحق لنا وقتها أن نحلم بمركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا التي اشتاقت للميلان بنفس القدر الذي اشتاق لها هو واشتقنا له فيها .
لقرءاة مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا :